02 سبتمبر, 2016 - 09:22:00 يبدأ موقع "لكم" بنشر قراءة تحليليلة على حلقات للكتاب الجديد للمفكر عبد الله العروي "استبانة"، الصادر حديثا في الدارالبيضاء وبيروت. القراءة من إعداد الدكتور عبد الرحيم خالص، وهو باحث في القانون العام ومُهتم بالفكر المغربي المعاصر. وفيما يلي الحلقة الأولى: ملاحظات وتوضيحات تمهيدية لابد منها قبل البدئ، في هذا التعقيب، من خلال استعراض وتحليل أهم الأفكار التي جاء بها كتاب "استبانة" (الصادر بالدارالبيضاء وبيروت عن المركز الثقافي للكتاب، في طبعته الأولى لسنة 2016، والذي يضم بين دفتيه 144 صفحة من الحجم المتوسط) للباحث المغربي، الأستاذ والمؤرخ المعاصر، الدكتور عبد الله العروي، سوف نقدم أولا بعض الملاحظات الكفيلة بطرح العديد من الأسئلة الوجيهة والتي لَن نُجيب عنها إلا بعد الانتهاء من مناقشة كافة الأفكار التي يَتضمنها الكتاب بصفة عامة؛ رغم أن البعض منها، يَفترض مِنا - مَنهَجِيّا - توضيحها أو الإجابة عنها قبل الدخول في تعقيب على مختلف مضامين الكتاب. غير أننا، وفي تلك النقطة بالذات، سنتجاوز المسألة المنهجية، على أساس أننا سنعود إليها عندما نصل إلى آخر محطة من بعد المحطات التسعة التي يعالجها كتاب "استبانة"، حيث سنخصص محطة عاشرة وأخيرة لتلخيص ما لم يتم تلخيصه فيما سبق أو توضيح ما لم يتم توضيحه من قبل أو إضافة ما تم تركه قصدا إلى نهاية هذا التعقيب، ومنها الإجابة عن الملاحظات/ الأسئلة التي نَسوقَها تِباعا على الشكل الآتي: الملاحظة الأولى، متعلقة بعنوان الكتاب الذي يضعنا أمام عنوان غامض، يستبطن في نظرنا "تساؤل شبه استنكاري"؛ بحيث أن الأستاذ العروي، أكيد له مقاصد شتى من وضع العنوان بالشكل الذي هو عليه الآن. ونقصد بذلك، وضع عنوان "إستبانة" بشكل نكرة وليس بشكل مُعَرَّف، وفي كلمة واحدة وليس في كلمتين أو في جملة. فلماذا هذا الاختصار؟ ولماذا هذا التوظيف؟ وما الغاية منه؟ وقبل ذلك، ماذا يقصد عموما ب "إستبانة"؟ الملاحظة الثانية، متعلقة بالصيغة التي يقدم بها الأستاذ العروي مضامين هذا الكتاب. وهو ما جاء على شاكلة سؤال وجواب، ولا أقول على شاكلة حوار لأنه ليس بحوار بتاتا! لأننا في الحوار ولاسيما الثنائي، نجد اسمين مختلفين: أحدها يطرح الأسئلة والآخر يقدم الأجوبة؛ غير أنه في نموذجنا هذا، لا نجد أية أسماء متحاورة فيما بينها تُذكَر! وما يزيد ذلك غموضا أكثر، هو انعدام مقدمة أو خاتمة تفصح عن ذلك أو تنفيه. ومن المعلوم بأن جُل الحوارات، لا تفترض مقدمة ولا خاتمة، في حين تبتدئ بتعريف لأطراف الحوار وتنتهي بكلمة اختتام للحوار. فما هي طبيعة هذا النص في شكله وصيغته التي يقدمها الكتاب؟ هل هو استمارة مثلا؟ الملاحظة الثالثة، متعلقة ب "الكاتب"؛ وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن كاتب "إستبانة"، يجمع بين ثلاثة دلالات، تفترضها طبيعة الكتاب ومضمونه ثم الهدف منه. أما الدلالة الأولى فتشير إلى ما يشبه سَردا ذاتيا لأحداث تاريخية مرتبطة أشد الارتباط بالحياة الشخصية للكاتب. وفي هذا الإطار، نكون - إن صح التعبير - أمام "سيرة تاريخية" للباحث أو بالأحرى أمام شهادة ذاتية تاريخية "تَنكُّرِيَّة"، تعكس وقائع مُعاشَة، عاصر الكاتب أغلبها. فماذا نقصد في هذا المقام بالسيرة التاريخية للباحث؟ وهل الكتاب بالفعل عبارة عن سيرة تاريخية أم سيرة ذاتية أم سيرة ذهنية؟ أم شيء مخالف لكل ذلك كبحث ميداني أو "استمارة ذاتية"!؟ أما الدلالة الثانية فيمكن إجمالها فيما يسعى الكاتب إلى إبرازه وتبيينه وتوضيحه للقراء والباحثين. وهو في هذا الإطار، "يلعب" دور الباحث التاريخي، أي المهتم بالتاريخ والمتخصص فيه دراسة وتحليلا ثم نقدا وتأريخا؛ وهذه المهمة، هي دور المؤرخ. لكن، هل المؤرخ يسأل ويجيب بشكل مباشر كما في نص "استبانة"؟ أم أن الأمر يتعلق بدور جديد، يفترض هذا النوع من الكتابة الموجهة من الذات إلى نفس الذات؟ فكيف ذلك؟ في حين، تكمن الدلالة الثالثة فيما يسعى إليه الكاتب، من خلال ما يستحضره من أحداث ووقائع تاريخية عاشها أو بالأحرى عاصرها الباحث؛ وهنا، مكمن الدلالة العميقة للهدف، وهي تقديم شهادة باحث بخصوص هذا العصر؛ بمعنى أن الكاتب، هنا، يتحدث إلينا من خلال عملية "المعاصرة"؛ وبالفعل فالكاتب عبد الله العروي، لا يزال بيننا يُحدثنا عَما عايشه من أحداث تاريخية، لاسيما في حقبة الحماية الفرنسية بالمغرب. فإلى أي حد يمكن اعتبار الكاتب، من هذا المنطلق، شاهد على العصر؟ بعد هذه الملاحظات، نود تقديم بعض التوضيحات أيضا بخصوص بعض الأسباب التي جعلتنا ننكب على دراسة هذا الكتاب وتحليل مضامينه ومساءلة - ولو بشكل غير مباشر - كاتبه. التوضيح الأول: إننا ندرس هذا الكتاب شكلا ومضمونا، انطلاقا من رؤية باحث "شِبه" متتبع لكافة إنتاجات الكاتب المغربي، والمؤرخ المعاصر، الأستاذ عبد الله العروي، وإن ليس بشكل مستمر ومتتالي بالموازاة مع أي إصدار في وقته وحينه؛ وذلك، عائد إلى انشغالات أخرى بحكم التخصص وبحكم الأهمية والأولوية في كل لحظة زمنية يُخرج فيها الكاتب إلى الساحة الثقافية المغربية، إصدارا جديدا، سواء كان فكري -تاريخي أو تاريخي -سياسي أو روائي -سردي. ولذلك، فإن مقاربتي لمضامين الكتاب، لا تعتمد أية مرجعية مسبقة أو أي قراءة سابقة للكتاب؛ بل، تنطلق قراءتي التحليلية من التعامل المباشر مع الكتاب، من خلال تعقيب على ما أورده الكاتب في كتابه. وعليه، يمكننا من منطلق ذلك التعقيب، التعليق على مضامين الكتاب ومحاولة تفسير أفكاره، سواء تأييدا أو مخالفة. التوضيح الثاني: ننطلق من موقع الباحث الدارس والمحلل الناقد لما يُصدر من إنتاجات فكرية وفلسفية وسياسية وسوسيولوجية، وغيرها من الإنتاجات في الساحة الثقافية المغربية، والتي تهم المواطن والمجتمع والدولة؛ وذلك بهدف التفاعل واستخلاص العبر لفهم ظواهر الحاضر وقضاياه ثم استبصار المستقبل في محاولة للتنبؤ بخباياه. وكل هذه الأهداف، لا تنفصم عن التاريخ والبحث في وقائعه وأحداثه؛ ليس من منطلق العارف والملم بالموضوع، لكن من منطلق الباحث عن المعرفة للاستفادة منها وتوظيفها لفهم الواقع من جهة، ثم المساهمة في تطويرها وإعادة بنائها لتساير الواقع من جهة أخرى. التوضيح الثالث: ينطلق الانكباب على دراسة الكتاب مِن وعي موضوعي يهدف إلى فتح مجالات عامة للمناقشة الفكرية الحرة، أو إذا أمكن القول: وعي ينطلق من قناعة تهدف إلى ضرورة فتح باب الاجتهادات والمناظرات الفكرية الحُرّة والخلاقة؛ بحيث، نكون أحرارا في اختياراتنا المعرفية والعلمية، وأحرارا في تحليلها ومناقشتها، في أفق المعاصرة الفعالة للحاضر والاستشراف الفعال للمستقبل. مع العلم أن المناظرة، في هذا المقام، ليست أكثر من خلق فضاء عام للنقاش، تلتقي فيه كل الأصوات باختلافها وتعددها وتنوعها؛ فضاء للإبداع والإنتاج والتوالد المستمر للأفكار؛ فضاء للرأي والرأي الآخر؛ فضاء لتشجيع المواهب وتثمين المبادرات الخلاقة؛ فضاء للجرأة الفكرية الواعية والاستخدام المستنير للعقل المغربي المعاصر. من هذا المنطلق، لا يسعنا الآن، سوى الدخول مباشرة في تحليل المحطات التسعة التي يحتويها الكتاب (من الرقم 1 إلى الرقم 9) وبدون أية عناوين تُذكر، مع ما يتخللها من مقاطع مرقونة بدورها وبشكل متسلسل (من الرقم 1 إلى الرقم 111). وكلها، تَبتَدِئ بسؤال وتُتبَع بجواب. وفي محضر عرضنا التحليلي لمختلف تلك المحطات والمقاطع من وجهة نظر تعقيبية، مع ما يتطلبه ذلك من تعليق أو تفسير، إما تأييدا أو معارضة، سوف نعتمد عنونة لكل محطة على حدى، آملين أن نتوفق موضوعيا في ذلك (ولو من باب المبادرة والاجتهاد الذاتي). أولا: في إثارة "الأصل"! تجدر الإشارة إلى أننا لا نقصد بفعل "إثارة" في هذا العنوان: "(في) إِثارة الأصل"، عملية تفضيل للأصل، بقدر ما نقصد به وضع "الأصل" موضع بحث وتساؤل، وبالتالي عرضه على النقاش. وهذا يعني (في أول محطة/ من الصفحة (ص) 5 إلى الصفحة 15) ضمن كتاب إستبانة، بأن الكاتب عبد الله العروي يتساءل عن أصله، من خلال البحث عن مغزى اسمه العائلي "العَرْوي بفتح ثم سكون" كما يؤكد في أول مقطع بالكتاب. فإلى ما يعود أصل الاسم العائلي للكاتب؟ وما معناه؟ إن اسم "العروي"، كما يقول الكاتب، يحمله فرعين من أسرته، أحدها يقطن بالجديدة والآخر يقطن بأزمور فضلا عن أسرة ملحقة كانت بفاس ثم انتقلت إلى الدارالبيضاء. لكن خارج المغرب، توجد أسر تحمل نفس الاسم العائلي كما في تونس والأندلس وغيرها من البلدان العربية؛ غير أنه خارج الوثائق المكتوبة، يصعب – دوما - إيجاد رابط مشترك ما بين العديد من الأسر نظرا لتنوعها وتباعدها الجغرافي وإن في نفس البلد أحيانا مثل المغرب. ف "عِلم الأنساب له قواعد مضبوطة" (ص 7). إلا أن ربط اسم العروي في التاريخ المغربي، يعود إلى عهد السلطان عبد الرحمان العلوي والسلطان عبد العزيز، وبخاصة في عدد من الرسائل السلطانية الموجهة إلى بعض أفراد عائلة عبد الله العروي كعم والده الذي كان قائدا في حوز الجديدة. يقول العروي: "سمعت الكثير وأنا صغير عن تلك الأحداث الدامية وعن مغادرة جدي الخليفة وأخيه القائد دار القيادة. قصد الثاني مدينة الجديدة واستقر بها فيما لجأ الأول إلى ضريح مولاي بوشعيب الرداد بأزمور حيث مكث سبع سنين إلى أن أطلّ جنود فرنسا على أسوار المدينة". (ص 8-9). عموما، وبالرغم مما يتذكره العروي من عناصر الالتقاء بين اسمه وبين بعض الأحداث التاريخية، ولاسيما اندهاشه حينما اكتشف بأن "أول من أرّخ للأندلس يحمل اسم العروي"، إلا أنه لا يشعر "بأدنى ارتباط بأية منطقة بعينها"؛ فالقبيلة عنده كانتماء، يُشدّد "على أنها مفهوم وهمي، تعاقدي لا تلاحمي" (ص 9) ولذلك لا يسايره في سلوكه، بل إن ارتباطه القوي هو "مع الكليات.. الوطن، الأمة، الدولة"، رغم أنه لا يستطيع الاندماج في دواليب هذه الأخيرة وإن هو يدافع بعقله عن شرعيتها (ص 9-10). إن ما سبق ذكره، سواء حول القبيلة أو حول الدولة في نظر العروي، والتي لا تستقيم عنده كعناصر انتماء و"هوية"؛ نقول بالنسبة لنا، ومن خلال عيشنا ومعايشتنا وولادتنا ثم ترعرعنا بوسط اجتماعي قبلي بطبعه، بأن للعلاقات الاجتماعية داخل القبيلة جانب تلاحمي توضحه مختلف علاقات التعاون والتضامن بين أفراد القبيلة بشكل شمولي. ففي حقبة الاستعمار التي يتحدث عنها العروي، لا يزال المغرب يعيش على وقع التكتل الداخلي لتفادي الغريب الخارجي، وبالتالي طبيعة العلاقة التي تجمع أفراد القبيلة فيما بينها وببعض القبائل الأخرى، كانت - وطبيعي أن تكون - علاقة ذوبان أسري ضمن العائلة الكبيرة التي هي القبيلة. وفي هذا المقام، سنتساءل: ما طبيعة علاقات الزواج والمصاهرة والقرابة الدموية إن لم تكن جزء مما يزكي علاقات التلاحم القبلي والاحساس بوحدة الانتماء إلى نفس القبيلة أو نفس المنطقة؟ إن التعاقد، مفهوم حديث لم تعرفه المجتمعات القبلية بالمغرب قبل الاستعمار، وإن بدت بعض بوادره الأولى تدخل على الخط ببعض المناطق ممن كانت تسمى في لحظة الاستعمار ببلاد السيبة، وذلك رغبة في إسكات صوتها، من خلال زرع دخلاء في الأوساط القروية الثائرة لجعلها، إما تحت مسمى الشرع أو العرف، تقبل بحاكم يهدف إلى تطويعها تحت ذريعة التعاقد المؤدي إلى تطور العباد والبلاد. وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أننا لا نغلب منطق القبيلة على الدولة، بل إننا نحاول أن نعطي لكل واحدة منهما حقها في مسار تطور الهوية الوطنية للمغاربة جمعاء. فمنهم من لم يعرف ولم يسمع - إلى يومنا هذا - إلا اسم القبيلة، رغم ما قطعناه من أشواط في التحول من القبيلة إلى "لا قبيلة" كما يقول الراحل محمد عابد الجابري؛ وهناك من لم يعرف بتاتا أو لم يسمع بتاتا بشيء اسمه القبيلة لأنه بكل بساطة ترعرع في المدن الكبيرة ودرس فيها وعمل وتزوج وأنجب واستمر في عيش حياته داخل ما يعرفه باسم المدينة و"الدرب" و"الزنقة" و"الحومة" و"العمارة" و"الإقامة"، وبقية المفاهيم الأخرى ليست سوى مجرد أسماء لفلكلور مغربي ينتمي إلى العادات والتقاليد والأعراف التي لا يفقه فيها شيئا سوى الأجداد والقليل من الآباء. من هذا المنطلق، نسائل العروي: ما الذي كان يحدد طبيعة وهوية الانتماء الفردي وكذا الجماعي (في مغرب الثلاثينات من القرن العشرين)؟ هل القبيلة أم الدولة أم عناصر أخرى؟ وبتعبير آخر: ما الذي يحدد هوية وأصل الإنسان المغربي: هل الانتماء القبلي أم الانتماء الوطني (أي إلى الوطنية) أم أشياء أخرى عبارة عن محددات ذاتية أو موضوعية؟ إن البحث عن الأصل، وإثارة الأسئلة حوله، يجعلنا أمام عملية بحث عن الذات التي ترتبط بما هو شخصي نفسي أولا، ثم بما هو أبوي ثانيا، ثم بما هو أخوي ثالثا، فضلا عما هو أُسَري عموما. ولذلك فالبحث حسب العروي في شخصية والده (ص 10) ومهنته (ص 11) وثقافته (ص 12) ودوره في تربية الأبناء (ص 13)، هو بحث عن الذات، عن الخصوصية وعن الأسرة عموما؛ وهو ما لا يجب تغليبه "على حساب المجتمع والدولة" لأنه سوف "يؤدي إلى آفات كثيرة"، وخصوصا، حينما تتحول وتتوسع الأسرة والقبيلة "إلى زاوية، إلى حزب، إلى تعاونية، إلى شركة، الخ"، مما سيساهم في "تفشي الرشوة والمحسوبية: باعتبارها سلوكات غير مسؤولة (ص 15). إن الخوف من اعتبار الأسرة، عمادا للمجتمع، هو خوف من انتصار عمليات التلاحم لصالح القبيلة عوض عمليات التعاقد لصالح الدولة الوطنية؛ وبالتالي، الخوف من الانتصار لوضعية الثبات عوض وضعية "لا قبيلة"، أي الانتقال إلى مرحلة التعاقد الوطني من أجل تكامل المجتمع ووحدة الدولة. لكن الأمر، في نظري، ليس هكذا يُحسب. إذ أن الأصول تبقى أصولا مهما كانت طبيعة العلاقات التي تحكمها بواقعها الانتمائي والهوياتي؛ لكن المطلوب، هو تطوير تلك الوضعيات إلى ما يستجيب لمتطلبات الحاضر، وهو حاضر يستند إلى علاقات التعاقد سياسيا، لكن مع استحضار علاقات التلاحم والتلازم اجتماعيا. وعليه فالأسرة والقبيلة والدولة، يجب أن تتكامل فيما بينها لتصنع لنا جيلا من المواطنين المغاربة الذين يميزون ما بين الأَصل والأَصِيل ثم التّأصيل. وهذه العملية لن يقوم بها إلا أهل العلم والمعرفة، أو بتعبير آخر، مؤسسات التّعليم وقابلية المواطنين للتّعَلّم. فما دور التعليم في تكوين العروي؟ وما طبيعة التعليم الذي تلقاه؟ وما هي وضعية التعليم خصوصا والشأن الثقافي عموما في مغرب الاستعمار الذي عاصره العروي؟