30 غشت, 2016 - 01:12:00 عرفت سنة 2016 تراجعا في عدد الملتحقين المغاربة بالتنظيمات الإرهابية بسوريا والعراق وعلى رأسها "داعش" لعوامل وأسباب متعددة، منها ما هو متعلق بالإجراءات التي اتبعتها السلطات المغربية المتمثلة أساسا في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية التي تنشط فوق التراب المغربي في إطار ما يسمى ب"الحملات الاستباقية"، ومنها ما هو خارجي مرتبط بالأوضاع بسوريا والعراق حيث تراجع مد تنظيم "داعش" بفقدانه مساحات واسعة منذ أكتوبر الماضي، ومقتل أبرز القيادات المغربية بالتنظيم ذاته والتي لعبت دورا كبير في التجنيد والاستقطاب ومنح ما يسمى في أدبيات "الجماعات الإرهابية" ب"التزكية"، ذلك ما جاء في تقرير صدر عن "المركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف"، وهي مؤسسة بحثية متخصصة في هذا المجال، تأسست بمدينة "مرتيل" شهر أبريل الماضي. ويضيف ذات المركز أن هذا التقرير يهدف إلى مواكبة لهذه الظاهرة للوقوف عليها والبحث في جذورها واستشراف مآلاتها عبر رصد أبرز القتلى من المغاربة المنحدرين من شمال المملكة. "دواعش" المغرب غيروا الوجهة إلى ليبيا ويشير التقرير إلى أن 54 في المائة من الشباب ذات الفئة العمرية المحددة ما بين 18 و25 سنة لقوا مصرعهم في جبهات القتال بسوريا والعراق، متبوعة بالفئة العمرية المحددة ما بين 26 و30 سنة التي تمثل 40 في المائة و 6 في المائة فقط هم أشخاص يبلغون من العمر أكثر من 31 سنة، وهو الشيء الذي تؤكده الدراسات المنجزة سابقا، والتي تفيد بأن الشباب يشكل الفئة المستهدفة من طرف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش". ويلاحظ أن سنة 2013 شكلت ذروة الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة بالأراضي السورية والعراقية ب 58 في المائة من الملتحقين، وذلك راجع لاستجابة الشباب للدعوة التي أطلقها المشاركون في مؤتمر "موقف علماء الأمة من القضية السورية"، إلى وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح، معتبرين أن ما يجري في أرض الشام من طرف حزب الله وإيران وروسيا والصين، المتعاونين مع الرئيس السوري بشار الأسد، هو "إعلان حرب على الإسلام والمسلمين"، فيما تتقارب نسبة الملتحقين خلال سنتي 2014 و 2015 بين 17 و19 في المائة، بينما لم يتم رصد أية حالة التحاق بالتنظيمات المتطرفة بسوريا والعراق خلال سنة 2016. هذا، وإذا كانت الإحصائيات والأرقام تفيد بتراجع عدد الملتحقين بتنظيم "داعش" خلال هذه السنة، ارتباطا بالأسباب سالفة الذكر ولأسباب أخرى، فإن المعلومات والمعطيات المتوفرة تشير إلى أن المقاتلين المغاربة والمتشبعين ب"الفكر الداعشي" المتطرف غيروا وجهتهم إلى فرع التنظيم بليبيا، بحسب ذات التقرير . أعلى نسبة قتلى في صفوف المغاربة في 2016 وسجل، خلال سنة 2016، أعلى نسبة في عدد القتلى من المغاربة المقاتلين بسوريا والعراق والتي وصلت إلى 38 في المائة، متبوعة بسنة 2015 التي شكل عدد القتلى خلالها ما نسبته 25 في المائة، سنة 2014 ب25 في المائة، ثم 8 في المائة سنة 2013 و 4 في المائة سنة 2012 . وزاد التقرير موضحا أن 77 في المائة من العينة المدروسة قتلوا خلال مواجهات عسكرية، فيما قتل 21 في المائة في عمليات انتحارية أو ما يصطلح عليه في أدبيات الحركات الجهادية بالعمليات "الانغماسية"، فيما قتل شخص واحد فقط في "عملية كمين" ويتعلق الأمر ب"أبو أسامة المغربي" ( عبد العزيز المحدالي ) الذي يعتبره "داعش" أميرا في التنظيم. وقال محمد بن عيسى، الباحث ب"المركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف"، في تصريح لموقع "لكم"، إن الأرقام والمعطيات المحصل عليها تشير إلى "نهاية ظاهرة المقاتلين المغاربة بسوريا والعراق"، خصوصا مع انخفاض عدد الملتحقين خلال هذه السنة، بالإضافة إلى مقتل أبز القيادات والوجوه الإعلامية المغربية هناك، مضيفا أن هذا الأمر "لا ينفي أنه سيكون له تبعات تتمثل أساسا في عودة العديد منهم إلى المغرب مع تراجع نفوذ 'داعش'، وبقاء أسر عالقة ببلاد الشام والرافدين"، ليؤكد أن المعطيات تشير إلى "تغيير وجهة المقاتلين من سوريا والعراق إلى ليبيا". هذا، وتؤكد معطيات التقرير، الذي أعده الباحث محمد بن عيسى، الدور الكبير الذي لعبته الوجوه البارزة من أبناء المنطقة داخل تنظيم "داعش" في التجنيد والاستقطاب للشباب عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وبمنحهم ما يسمى "التزكية" وتشكيل مجموعات من المحاربين تولى بعض المغاربة القيادة داخلها.