ب 12 مارس, 2016 - 01:12:00 بعد قرار مماثل من مجلس التعاون الخليجي، أعلن وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في مقر الجامعة العربية في القاهرة الجمعة تصنيف حزب الله اللبناني "إرهابيا"، توازيا مع أزمة دبلوماسية عميقة بين إيران ودول الخليج على رأسهم السعودية. وقال وكيل وزارة الخارجية البحرينية وحيد مبارك سيار خلال مؤتمر صحافي تلا فيه المقررات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب إن "القرار الصادر من مجلس الجامعة يتضمن تسمية حزب الله ارهابيا". وأضاف سيار الذي ترأس بلاده حاليا جامعة الدول العربية أن "هناك اجماعا على القرار مع تحفظ لبنانوالعراق وملاحظة من الجزائر". ويظهر هذا القرار تصاعد التوتر بين إيران والدول الخليجية وعلى رأسهم السعودية، علما أن طهران والرياض منخرطتان في صراعات نفوذ في المنطقة وخصوصا من خلال دوريهما في سوريا واليمن. وأشار الدبلوماسي البحريني إلى أن القرار يتضمن إدانة "تدخلات إيران في الشؤون العربية"، وخصوصا في البحرين "من خلال مساندة الإرهاب". وفي وقت سابق خلال الاجتماع، انسحب الوفد السعودي مؤقتا من المباحثات، احتجاجا على خطاب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي رفض وصف حزب الله ب"الإرهابي". وقال الجعفري إن "الحشد الشعبي (في العراق) وحزب الله حفظوا كرامة العرب، ومن يتهمهم بالإرهاب هم الارهابيون". ولاحقا، وجه الجعفري عبر قناة "سي بي سي إكسترا" المصرية تحية للأمين العام لحزب الله، قائلا إن "السيد حسن نصرالله أعتبره رجلا مناضلا قدم كل ما لديه من أجل نصرة قضيته، واستطاع أن يواجه الإرهاب ويواجه إسرائيل بكل شجاعة". ويأتي التصنيف العربي لحزب الله اللبناني بعد أسبوع من قرار مماثل اتخذه مجلس التعاون الخليجي باعتبار الحزب "منظمة ارهابية"، معلنا عزمه اتخاذ اجراءات بحقه. وحظي موقف دول مجلس التعاون بتاييد مجلس وزراء الداخلية العرب الذين اجتمعوا الاربعاء في تونس. وسبق للبحرين أيضا أن أعلنت بداية كانون الثاني/يناير ضبط خلية "ارهابية" مرتبطة بايران وحزب الله، وتوقيف متهمين بالتخطيط ل"اعمال تفجيرية خطيرة"، بحسب وزارة الداخلية. توتر إقليمي وتتهم المنامةطهران بدعم المعارضة الشيعية التي تقود احتجاجات ضد الاسرة الحاكمة في البحرين منذ 2011، وهو ما تنفيه إيران. وحزب الله مدعوم من ايران، الخصم الاقليمي اللدود للسعودية. وتأخذ دول الخليج على الحزب الذي يتمتع بنفوذ واسع في السياسة اللبنانية ويمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، قتاله الى جانب النظام السوري. كما تتهمه السعودية بدعم المتمردين الحوثيين اليمنيين الذين تقود تحالفا ضدهم في اليمن. وفي المقلب الآخر، ومنذ بدء عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في آذار/مارس في اليمن، يشن حزب الله حملة اعلامية عنيفة على السعودية. وبدأ التوتر بين السعودية ولبنان بعد امتناع الأخير عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي دانا هجمات تعرضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد على ايدي محتجين على اعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر باقر النمر. وفي أعقاب ذلك، قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وتبعتها البحرين، فيما خفضت الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع طهران. أما الكويت، فاستدعت سفيرها من طهران، بينما ادانت قطر وعمان مهاجمة البعثتين السعوديتين في إيران. والقرارات المتتالية بتصنيف حزب الله "إرهابيا" جاءت في أعقاب وقف السعودية مساعدات عسكرية للبنان بسبب مواقف "مناهضة" لها حملت مسؤوليتها للحزب الشيعي، ودعوة عدد من دول الخليج مواطنيهم الى عدم زيارة لبنان. وقال حزب الله بعد اعلان السعودية وقف مساعداتها ان سبب القرار صعوبات مالية تعاني منها، وتحامل سياسي عليه. وتنقسم الحكومة اللبنانية بين كتلتين سياسيتين كبيرتين احداهما مدعومة من السعودية (قوى 14 آذار)، واخرى من ايران (حزب الله وحلفاؤه)، ما يجعلها عاجزة عمليا عن اتخاذ اي قرار. ويخشى هؤلاء من انعكاسات الاجراءات السعودية والخليجية على لبنان، ان لجهة التوترات الامنية او خصوصا التداعيات الاقتصادية المحتملة على بلد ينوء تحت عبء اللاجئين السوريين ويعمل عشرات الالاف من ابنائه في دول الخليج. لكن الأمين لحزب الله سأل في خطاب متلفز الأسبوع الماضي "هل يحق للسعودية أن تعاقب لبنان والجيش اللبناني والدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمقيمين اللبنانيين في السعودية والخليج لان حزبا لبنانيا معينا اتخذ موقفا (مناهضا للرياض)؟ (...) اذا كانت لديكم مشكلة معنا اكملوا (في هذا المعنى) ولكن، ماذا تريدون من البلد؟".