عن دار النشر "لوليز بلو" الفرنسية، صدرت رواية جديدة تحمل عنوانا مثيرا "العودة إلى حلب"، للكاتب والأستاذ الجامعي والأكاديمي عبد الله ساعف. الرواية الجديدة التي تقع في 164 صفحة، باللغة الفرنسية، تحكي قصة حقيقية لأحد رفاق الكاتب، كما روتها له زوجته.
وكما جاء في تقديم دار النشر ، تنطلق حكايتها من لحظة تقدم زوجة صديق قديم للكاتب لمناشدته مساعدتها على إستعادة إبنها المفقود في سوريا. يتعلق الأمر بأحد المثقفين اليساريين المغاربة الذين هربوا من القمع في المغرب في سبعينيات القرن الماضي وفتحت لهم سوريا حافظ الأسد أبوابها، ومع مرور الأيام سوف تنقطع أخبار ذلك المثقف اليساري وتنقطع علاقته بالكاتب. وبعد مرور عقود، وذات يوم سوف تتقدم امرأة من الكاتب، هي زوجة/ أرملة المثقف اليساري المفقود، تناشده إنقاذ ابنها الذي انضم إلى منظمة متطرفة في سوريا إبان الحرب على هذا البلد، عام 2011، التي قادتها فصائل معارضة إسلامية من بينها فصائل متطرفة إرهابية بدعم عربي وغربي. ومن خلال الحكي يقودنا ساعف، وهو راوي ومحقق جيد، لخوض رحلة تحقيق وحكي خطيرة عبر بلد دمرته الحرب، حيث تُعتبر كل لحظة، في هذه القصة المثيرة، بمثابة صراع للعثور على الشاب "الضائع" وإعادته إلى بلده. وتعد هذه الرواية بمثابة التجربة الثانية لساعف المشهور بكونه أكاديمي، قبل أن يكون روائيا، بعد رواية مماثلة حملت عنوان "قصه أنا أماه"، التي تحكي حياة امحمد بن عمر الحرش، النقابي المغربي، الذي انضم إلى جبهة تحرير فيتنام، بعد أن طلب هوشي منه، سنة 1949، من الحزب الشيوعي الفرنسي إمداده بإطار مغربي يتكلف بمهمة تأطير المقاتلين المغاربة وخاصة منهم الهاربين من الجيش الفرنسي أو المعتقلين عند جبهة تحرير فيتنام. ويعتبر الكتاب دراسة استقصائية إلى جانب كونه مساءلة للتجربة التي عاشها امحمد بن عمر الحرش، الذي دأب الفيتناميون على مناداته باسم "أنا أماه". ويعمل عبد الله ساعف حاليا أستاذا للعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس وجامعة محمد السادس بالرباط . وهو أيضًا كاتب مقالات ومؤلف لأبحاث أكاديمية وقصص وروايات.