حسين مجدوبي عن القدس العربي 15 أكتوبر, 2015 - 12:03:00 كشف السكرتير العام لوزارة الدفاع الإسبانية ألخاندرو ألفاغونثالث عن احتمال سقوط الملكية في المغرب في حالة خسارة الصحراء الغربية وانتشار الفوضى في ظرف 24 ساعة. وفي الوقت ذاته يتكهن بفوضى عارمة في شمال أفريقيا في حالة سقوط النظام في الجزائر. وهذه التصريحات تدل على تقييم مدريد للأخطار في شمال أفريقيا. وفي حوار مع جريدة «كومرسيو» الإسبانية يوم الاثنين الماضي، عالج هذا المسؤول مصادر الخطر القادمة من شمال أفريقيا، مؤكدا أن العلاقات في الوقت الراهن جيدة مع المغرب، لكنه لا يمكن استبعاد حدوث اختلافات بسبب أزمات الماضي. وركز على قلق إسبانيا وأوروبا من غياب حوار ربين المغرب والجزائر بسبب النزاع حول الصحراء، وكيف يؤثر سلبا على محاربة الإرهاب بسبب غياب التنسيق بين الطرفين. وكشف عن دور المخاطب والجسر الذي تقوم به إسبانيا بين البلدين في هذا الشأن. ولعبت إسبانيا الدور نفسه بين فرنسا والمغرب عندما اندلعت بينهما أزمة سياسية السنة الماضية على خلفية ملفات قضائية عندما أراد القضاء الفرنسي محاكمة مدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي بتهمة التعذيب. وركز هذا المسؤول في الحوار على مصالح إسبانيا في شمال أفريقيا ومنها المصالح الأمنية، وقال في هذا الصدد «يجب أن نكون حذرين، إذا وقعت حالة من اللاستقرار في الجزائر يجب أن نسرع لمساعدتها كيفما كان الحال لأنه إذا سقطت الجزائر سقط شمال أفريقيا برمته». وتعتبر إسبانيا نفسها الأكثر تضررا من تطورات سلبية في شمال أفريقيا نظرا للقرب الجغرافي. ومن ضمن سيناريوهات التي يتحدث عنها خبراء إسبان هجرات جماعية ضخمة عبر البحر من شمال أفريقيا إلى جنوب أوروبا، وبالضبط إسبانيا. واعتبر ألخاندرو ألفاغونثالث ملف الصحراء حيويا للغاية بالنسبة للمغرب «الصحراء بالنسبة للمغرب مشكل حياة أو موت، لأنه إذا استقلت فالملكية العلوية قد تسقط وفي ظرف 24 ساعة لتعم حالة اللاستقرار البلاد». وتعتبر هذه التصريحات جريئة من مسؤول في وزارة الدفاع الإسبانية، فهذا المسؤول يدير السكرتارية العامة لوزارة الدفاع التي تناط بها مسؤولية كبيرة في تسطير تصور عام للدفاع يقوم على: تقييم الوضع الدولي وانعكاساته على الأمن القومي الإسباني، وتقديم مقترحات لعمل وزارة الدفاع وفي الوقت ذاته تسيير ما يعرف بمخطط دبلوماسية الدفاع. ويتولى السكرتير العام لوزارة الدفاع رئاسة لجنة الدفاع المشتركة بين الوزارات وتولي منصب السكرتير العام لمجلس الدفاع الوطني علاوة على تنسيق الأنشطة الدولية لوزارة الدفاع. وهذه التصريحات بعيدة كل البعد عن التصريحات البروتوكولية التي تصدر عن مسؤولين إسبان إبان مرور العلاقات بين إسبانيا مع المغرب والجزائر بنوع من الحوار. ونظرا لصدورها عن مسؤول يتولى رسم سياسة الدفاع وتقييم الأخطار ووضع سيناريوهات الأزمات، فهي تعكس التصور الذي لدى إسبانيا حول شمال أفريقيا، وفي الوقت نفسه نوعية التحرك الذي يتطلبه الأمر. المصدر: عن القدس العربي