أرجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مجددا البت في طلب فلسطيني باستبعاد إسرائيل من المشاركة في المنافسات الدولية للعبة الشعبية بسبب الحرب في غزة. وقال الفيفا في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إنه سيدرس طلبات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد نظيره الإسرائيلي في أكتوبر المقبل.
يذكر أن قرار "فيفا" استبعاد روسيا من المنافسات الكروية لم يستغرق سوى أربعة أيام معدوده، أعلنت روسيا حربها على أوكرانا في 24 فبراير 2022، وفي 28 من نفس الشهر والسنة طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"من روسيا استكمال مبارياتها المقبلة، في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2022 في قطر، على أرض محايدة تحت اسم اتحاد كرة القدم الروسي بدون علمها ونشيدها الوطني في أعقاب غزو أوكرانيا، وهو ما حرم روسيا من المشاركة في مونديال قطر, أما بالنسبة للاتحاد الفلسطيني فقد قدم طلبا لاستبعاد إسرائيل، في مايو الماضي، وأمر الفيفا بإجراء تقييم قانوني عاجل ووعد بالنظر في الأمر خلال اجتماع غير عادي لمجلسه في يوليو. وقال الفيفا، الشهر الماضي، إنه سيعرض التقييم القانوني على مجلسه بحلول 31 غشت. وأعلن الاتحاد الدولي الذي يتخذ من زيورخ مقرا له إرجاء التقييم إلى أكتوبر . وقال "تلقى الفيفا التقييم القانوني المستقل لطلبات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد إسرائيل. "سيُرسَل هذا التقييم إلى مجلس الفيفا لمراجعته حتى يمكن مناقشة الأمر في اجتماعه المقبل في أكتوبر". ورفض الفيفا الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن التقييم أو الموعد المحدد لعقد الاجتماع في أكتوبر . ولم يرد الاتحاد الفلسطيني على طلبات للتعليق. وسبق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، أن رفض الدعوات للتصويت في الجمعية العمومية ل "فيفا" على طلب فلسطين، معتبرا أن القضية يجب أن تُبحث من قبل مجلس الفيفا، الذي يعتبر هيئة صنع القرار. جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع الجمعية العامة ال 74 للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي عُقد في العاصمة التايلندية بانكوك. وأوضح إنفانتينو أن "الاتحاد الدولي سيقوم على الفور بتعيين خبير قانوني مستقل لتقييم الطلبات الثلاثة التي قدمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والتأكد من تطبيق قوانين ولوائح الفيفا بشكل صحيح".وسبق ويتهم الطلب الفلسطيني الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالتواطؤ في انتهاكات للقانون الدولي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية والتمييز ضد لاعبين عرب وإدراج أندية موجودة في الأراضي الفلسطينية في الدوري. وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إن ما لا يقل عن 92 لاعبا فلسطينيا قتلوا في حرب غزة ودُمرت البنية التحتية لكرة القدم وتم إيقاف الدوريات وإجبار المنتخب الوطني الفلسطيني على خوض تصفيات كأس العالم خارج أرضه. ودعا الاتحاد الفلسطيني في طلبه الفيفا إلى إقرار "عقوبات مناسبة" ضد الفرق الإسرائيلية بما في ذلك المنتخب الوطني والأندية. ومن ناحيته، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب: إن "إسرائيل" انتهكت قواعد الفيفا، مطالبا بتعليق عضويتها على الفور، مضيفا أثناء تقديم طلب بلاده: "اليوم أقف أمامكم مرة أخرى للتصدي للانتهاكات الممنهجة لقوانين وأنظمة الفيفا، والتي تعرض لها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على مدار سنوات عديدة". وأكد الرجوب: "تحدثت مرارا ضد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوقنا، بما في ذلك ضم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لأندية المستعمرات غير القانونية باللعب ضمن الدوري، هذه المستعمرات مقامة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة". وأشار إلى أن إدراج أندية كرة القدم الإسرائيلية في المستوطنات غير القانونية الواقعة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة يشكل انتهاكا لقوانين "فيفا" ويضم الاتحاد الإسرائيلي على الأقل خمسة من أندية المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة تحت مظلته، رغم أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي. وأكد أن الاتحاد الإسرائيلي انتهك قواعد فيفا و"لا يمكن لفيفا أن يبقى غير مبال بتلك الانتهاكات أو للإبادة الجماعية المستمرة في غزّة". ويذكر أن "الفيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا" اتخذا في السابق إجراءات ضد الدول الأعضاء بسبب تصرفات حكوماتها، ومنها منع الفرق الروسية من المشاركة في المسابقات القارية والدولية عقب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا قبل عامين.