يؤدي العالَم منذ إنشاء دولة الكيان الغاصب فاتورة ضخمة من الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهذا الكيان الشاذ قام على أسس خبيثة، تتمثل في القتل وبث التفرقة بين الشعوب ونشر الفساد وانتهاك حرمة الدول، انطلاقا من عقيدة تلمودية فاسدة، تبيح له توظيف كل أساليب المكر والخداع مع الآخرين، لأنه شعب الله المختار، ولأن الآخرين في عرفه المريض مجرد خدم، خُلقوا ليكونوا في خدمته، وتمردهم على هذا الأمر يستدعي قتلهم، وفي ذلك قربى وزلفى من الإله! لا يتورع الصيوني عن خرق كل الأعراف والقوانين، لأن عقيدته الإرهابية تحرضه على ذلك، وما نسمعه من إرهابييه الذين يتربعون على عرش وزارات ومناصب حكومية لم نسمعه قط حتى من أعتى رموز داعش التي هي بالمناسبة صناعة صهيونية، ويكفي أن نستعرض بعضا من نهيق وزيرهم بن غفير، فهذا المجرم لا يتردد في إطلاق الكلام المحرض على القتل والإرهاب، وفي الاستهانة بالمؤسسات والقوانين الدولية، وفي الدعوة إلى إبادة شعب مسالم، لا لشيء إلا لأن وجوده يشكل تهديدا للكيان الغاصب. أظن أن العالم سيعيش مستوى متقدما من الاستقرار لو تخلص من هذا الشذوذ المسمى دولة، لو عاد كل صهيوني من حيث أتى، وعادت الأرض إلى أهلها، سنرى واقعا آخر، لن نسمع عن انتهاك سيادة دولة بممارسة القتل والإجرام على أراضيها من قبل عملاء الموساد، وبجوازات مزورة، ولن ترى أعيننا صفاقة إرهابية ممجوجة، وستتخلص الدول من أهم أسباب زرع فتن التفرقة بينها. ولنا في المغرب خير مثال، فقبل الظهور الكارثي لهذا الكيان كان اليهود يعيشون في وئام تام مع إخوانهم المسلمين، وكانت علاقاتهم الاجتماعية قوية، ولم يسجل التاريخ أن اعتداء واحدا سجل في حق أحد منهم، وكانوا يحظون بتقدير شعبي ورسمي كبير، وقد تابعتُ استطلاعا أنجزه أحد الشباب المغاربة الذي زار إسرائيل، والتقى بأفراد أسر يهودية عاشوا في المغرب، فعبروا له جميعا عن حنينهم إلى الماضي، وعن حسرتهم من الحاضر الذي افتقدوا فيه الدفء الاجتماعي في دولة الكيان الغاصب، واصطدموا فيه بواقع عنوانه الإحباط وانكسار الأحلام على صخرة التفتت الاجتماعي وتعدد الأعراق والأنانية وانعدام الإحساس الداخلي بالانتماء.