تعتقد الرئيسة السابقة لمنظمة العمل ضد الجوع، سيلفي برونيل، أنه في سياق تلقي عروض المساعدات الإنسانية ذات الدوافع الجيوسياسية الخفية، من حق المغرب أن يفرض نفسه كدولة ذات سيادة. وفي حوار أجرته أستاذة الجغرافيا في جامعة السوربون بباريس، تجيب سيلفي برونيل عن سؤال يتعلق يتحفظ المغرب على الاستجابة لعروض الدعم الإغاثي عقب زلزال الحوز، وبعد صمت طويل قبل أخيرا المساعدة الإسبانية، "إن أي دولة عندما تتعرض لكارثة، فإن الأمر متروك لها لطلب المساعدة، إنها مسألة سيادة. ومن غير الوارد أن تتدفق الإغاثة الدولية إلى بلدما ما لم تطلب ذلك." وتذكر الخبيرة بحالة هايتي التي أفلست بعد زلزال 2010، "كان هناك اندفاع انساني لأن الدولة لم تعد في وضع يسمح لها بالتعامل مع الكارثة، لقد انهار المبنى الرئاسي نفسه. ولكن كان هناك جدل حول حقيقة تجريد هايتي من سيادتها، بحيث كانت اللجنة المؤقتة لإعادة إعمار هايتي تحت قيادة بوش ثم كلينتون". اعتبارا لذلك، تقول الجغرافية الفرنسية: "يريد الملك محمد السادس الاحتفاظ بالسيادة على بلاده، وهو أيضا شكل من أشكال الفخر الوطني". وجوابا على سؤال "إذا كان رفض المغرب بداعي الكبرياء، أليس هذا إجراما في حق الضحايا الذين مازالوا تحت الأنقاض"، تقول سيلفي برونيل إن "كفاءة وسرعة الإغاثة المحلية في حالة وقوع الزلزال هي التي يعول عليها من أجل إنقاذ الأحياء في الفتحات والتجاويف التي يصلها الهواء، بعد ذلك تتضاءل فرص العثور على ناجين بشكل كبير. بحلول الوقت الذي تصل فيه المساعدات الدولية، يكون الأوان فات للأسف". وردا عن سؤال حول"هل المساعدات التي تقدمها الدول هي مجرد مسألة مصالح؟" تجيب ابلونيل بأن كارثة تسونامي 2004 في جنوب شرق آسيا أدت إلى تمركز الأمريكيين على الفور لمساعدة إندونيسيا. واضافت "لقد كانت تلك طريقة مثالية لاستعادة موطئ قدم في منطقة من العالم حيث كان ينظر إلى الأمريكيين بعين سيئة في ذلك الوقت، حيث أنه بعد غزو أفغانستان والعراق 2001، سادت فكرة مفادها أن الولاياتالمتحدة تصفي حساباتها مع المسلمين. ومع ذلك، إندونيسيا هي موطن لأكبر عدد من المسلمين. هل تعرف بما نطقت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس آنذاك؟ لقد اعتبرتها: "فرصة رائعة""، تضيف المتحدثة. وعن قبول مساعدات قطر وإسبانيا، قالت أستاذة الجيولوجيا ذلك بأن الملك محمد السادس وأمير قطر آل ثاني مقربان جدا، حيث تتمتع الدولتان بعلاقات ممتازة. "أنها حسابات جيوسياسية؛ سيختار المغرب بعناية شركاءه للسماح فقط بدخول الهياكل ذات الكفاءة العالية، التي تتمتع بخيرة خاصة، مثل الكلاب البوليسية، والتي ستفيد في تحديد موقع آخر الأشخاص الذين يستنجدون تحت الركام"، على حد تعبير سيلفي برونيل.