توفيق عبد الصادق- جاءت افتتاحية الجرائد لهذا اليوم متنوعة في معالجتها للأحداث والوقائع، "المساء" تطرقت للتقرير الصادم لحجم الفساد المستشري في المؤسسات الصادر هذه السنة عن منظمة الشفافية الدولية "ترانسبرانسي"، بوعشرين في افتتاحية جريدته "أخبار اليوم" لازال مبهورا بممارسة الألمان الانتخابية وتطبيقهم للديمقراطية، جريدة "الأخبار" كتبت عن بنكيران المغنان، بينما ذهبت "جريدة الاتحاد الاشتراكي" للحديث عن القرار الذي يشغل المغاربة هذه الأيام، وهو إقرار الحكومة لنظام المقايسة أو "المسايفة" كما تراه الجريدة للتعبير عن ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، نتيجة لارتفاع الأسعار الناجمة عن القرار المذكور. الدولة تحصد الفشل تحت زاوية قهوة الصباح علقت جريدة المساء عن التقرير الصادم لمنظمة الشفافية الدولية "ترانسبرانسي"، عن حجم الفساد المستشري في مؤسسات البلاد، حيث 70بالمئة من المغاربة يعتقدون أن القضاء المغربي فاسد أو شديد الفساد، و64 بالمئة قالوا إنهم دفعوا رشوة للشرطة بينما 41 بالمئة دفعوا رشوة للقضاء، هذه الحقائق تؤكد أن جهود الدولة لمحاربة الرشوة والفساد ما تزال تحصد الفشل، وان حديث وتصريحات المسؤوليين عن ارتفاع ثقة المواطنين حديث بلا معنى، فبالرغم من فرضية اختلاف الجريدة مع تقييمات ومعطيات منظمة الشفافية الدولية، إلا أن الحقيقة تقول أن الفساد موجود ومستمر في إدارتنا ومؤسساتنا وبأن المفسدين يبتدعون طرق جديدة للافلات من المراقبة، وهذا ما يستلزم حسب الجريدة دائما، الحاجة إلى قدر اكبر من إتاحة الحصول على المعلومات من اجل كشف أعمال الفساد ومنعها وإخضاع المسؤؤولين عنها المسائلة وللمعاقبة. مشاهد ودروس من ألمانيا لمن يعتبر مع توفيق بوعشرين المنتشي بأجواء الحرية والديمقراطية في بلاد الجرمان هذه الأيام، كتب لنا بجريدته "أخبار اليوم" عن مجموعة من المشاهد المعبرة عن ممارسة العملية الانتخابية بفهما الصحيح والديمقراطي، نبدأ بالمشهد الأول، وهو حضور الأطفال لمراكز الاقتراع محملين بالحلوى لبيعها للناخبين بغيت الاستفادة من مداخلها لمعالجة أطفال كينيا المصابين بالسرطان، هذا السلوك وإن اعتبر خارج السياق إلا انه يقدم دروس في العمل التربوي والإنساني، ويعطي معنى نبيل للممارسة السياسية. المشهد الثاني، أنه لا توجد صناديق شفافة بل السياسة هي الصافية مثل نهر البحر، على عكس الأنظمة التي تزور الانتخابات، فالصناديق هي التي تكون شفافة لوحدها بينما العملية مزورة وسوداء برمتها. مبارة المسايفة عفوا المقايسة في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" نقرأ في عمودها "كسر الخاطر" لكاتبه عبد الحميد جماهري، استغرابه من هجوم وزراء العدالة والتنمية ، عن الأشخاص والمؤسسات التي تشرح للمغاربة طبيعة القرار الذي اتخذته الحكومة بالزيادة في ثمن المحروقات، كلام جماهري جاء للرد على تشكيك بوليف في أرقام المندوبية السامية للتخطيط القائلة بارتفاع الأسعار، واتهام هذا الأخير للمندوبية ورئيسها الحليمي بشن حملة ذات أهداف سياسية على الحكومة. وكذلك قول مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة بان القرار اتخذ من اجل المصلحة الوطنية وانه جاء لتحرير المغاربة من الارتهان للمؤسسات الدولية. فمعنى هذا الهجوم حسب جماهري أن الحكومة تريد أن ترفع الأسعار، وان يسلم الناس بذلك كفريق منهزم، معتقدة أنها حققت النصر في مبارة للمسايفة. بنكيران المغنان ردا على تصريحات بنكيران والتي أعقبت محاصرة تنسيقيات الأطر العليا المعطلة له في الأسبوع الماضي، والتي قال فيها رئيس الحكومة إنه سيتحدى المعطلين بمروره في الأيام القادمة من نفس الشارع وأنه سيخترق مسيراتهم لأنه لا يخشاهم، كتب رشيد نيني في جريدته "الأخبار" تحت عمود "شوف تشوف" أن على بنكيران أن يحمد الله لان المحتجين ضده اكتفوا بترديد الشعارات والصفير، فرؤساء حكومات في دول ديمقراطية كان مصيرهم أسوء، فساركوزي في فرنسا طلي وجههه بحلوة لاكريم، وبرلسكوني في ايطاليا هشمت أسنانه وحطم انفه بمجسم حديدي. فرغم عدم اتفاق نيني مع هذا السلوك إلا انه تساءل ماذا كان يتوقع بنكيران من المعطلين ومن عموم المغاربة أن يستقبل بالورود؟ وهو الذي دبر لنفسه وللمقربين من حزبه وحركته الدعوية على وظائف وزارية بملايين السنتيمات في الشهر، بينما ترك أبناء الشعب عرضة للبطالة والتشرد، فمكان رئيس الحكومة هو مقر وزارته من اجل البحث عن حلول للازمات التي تعصف بالبلاد اقتصاديا واجتماعيا وليس الكلام العنتري والغنان الخاوي.