توفيق عبد الصادق- جاءت افتتاحيات الصحف لهذا اليوم 20شتنبر، متباينة في تناولها للأحداث والوقائع، ففيما تناولت "المساء" و"الاتحاد الاشتراكي" حدث محاصرة تنسيقيات المعطلين لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قبل يوم أمس الأربعاء، ذهبت جريدة "أخبار اليوم" إلى مقارنة الانتخابات بين ألمانيا والدول الديمقراطية والانتخابات عندنا، في حين وقفت جريدة "الأخبار" عن حقيقة الخلاف الظاهري بين ما يسمى صقور وحمائم حزب العدالة والتنمية، أما جريدة "التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية، فقد اختارت التطرق لجديد مشروع قانون المتعلق بتنظيم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. "المساء" للمعطلين كامل الحق في الشغل ولكن... على اثر الضجة الإعلامية التي أحدثتها حادثة محاصرة موكب رئيس الحكومة من قبل تنسيقيات المعطلين من الأطر العليا، قبل يوم أمس، بشارع محمد الخامس، حيث كما العادة تجرى مسيرات للتنسيقيات للمطالبة بحقهم في الوظيفة العمومية منذ السنتين، كتبت الجريدة في عمودها اليومي مع "قهوة الصباح"، بأن لا احد ينكر للمعطلين الحق في المطالبة بالشغل على أساس سلك الطرق المشروعة التي يكفلها لهم القانون، غير أنها وفي نفس الوقت أخذت بالعتاب تنسيقيات المعطلين على طريقة توقيف رئيس الحكومة، لأنها بمثابة إهانة لمؤسسة الحكومة وليس لشخص بنكيران. المعطلون لبنكيران: حصار بحصار وصورة بصورة جريدة الاتحاد الاشتراكي وفي عمود "كسر الخاطر" يرى عبد الحميد جماهري، أن رئيس الحكومة هو الذي وضع نفسه في صورة مبتذلة عندما اختار التصادم مع المعطلين واخترق مسيرتهم، كاسرا بذلك لمؤسسة الحكومة التي يمثلها هيبتها، فالمعطلون الذين ذاقوا هراوات رجال الأمن عندما اقتحموا مقر حزب رئيس الحكومة بالرباط، أرادوا أن يقلبوا الآية ويعكسوا الصورة بحصار هذا الأخير، فحصار مقابل حصار وصورة بصورة كما يقال... حسب جماهري. رسالة من ألمانيا لمن يهمه الأمر هذا اليوم طل علينا توفيق بوعشرين في افتتاحية جريدته من ألمانيا، ناقلا إلينا رسالة مضمونها الفرق الشاسع بين الحملة وأجواء الانتخابات في ألمانيا، كدولة ديمقراطية وزعيمة القارة الأوربية على المستوى الاقتصادي، والحملة والأجواء الانتخابية عندنا، ففي حملة الألمان لا توجد لغة التماسيح والعفاريت، ولا وعود بدون أرقام، ولا أحلام بدون إجراءات ملموسة. هناك القليل من السياسة والكثير من الاقتصاد. فهل تصل رسالة بوعشرين القادمة من بلاد الفلاسفة والمفكرين لأصحاب لغة التماسيح والعفاريت والأرقام والوعود الزائفة؟ كلها يسوط على كبالتو بمناسبة نشر مقال سليمان العمراني، نائب أمين عام حزب "العدالة والتنمية" في الموقع الالكتروني الرسمي للحزب، والذي قال فيه، إن مواقف بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية المعرقلة للمفوضات مع مزوار، بخصوص تشكيل حكومة بنكيران في نسختها الثانية، تشكل "اصوات نشاز"، هاجم صاحب جريدة الاخبار رشيد نيني الحزب، معتبرا أن من يتصور هذا الصراع بين أجنحة الحزب هو من اجل مصلحة البلاد فهو واهم. فالحقيقة حسب نيني أن كل واحد من الفريقين المتشاكسين يضرب على "عرامه" بوسائله الخاصة، فوزراء حزب العدالة والتنمية يدافعون عن فكرة البقاء في الحكومة بأي وجه من الوجوه وتحت أي شروط لدرجة تشبه تشبث الأطفال بالأشياء. في مقابل تشبث الوزراء بالكراسي، يرى كاتب عمود "شوف تشوف" أن من يوصفون بالصقور وجميعهم برلمانيون، يستميتون في إحراج وزرائهم في الحكومة ويطالبونهم بمغادرة الحكومة، لأنهم يخافون على كراسيهم في البرلمان، أمام استمرار قرارات الحزب غير الشعبية التي تضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وما يمكن لهذه القرارات من ضرب مصداقية النواب لدى ناخبيهم. إذن فكل واحد من الفريقين حسب نيني "يسوط على كبالتو". جديد الحكومة تطالعنا جريدة "التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية عبر مقال كتبه بلال التليدي، بالجديد في مشروع قانون المتعلق بتنظيم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ذلك أن هذا المشروع حسب الجريدة وسع من مفهوم التربية والتكوين وجمع الأبعاد الثلاثة للمنظومة(التربية والتكوين والبحث العلمي) ضمن اختصاص المجلس، وتم إدماج كل القطاعات ذات الارتباط بالمنظومة( التربية الوطنية التعليم العالي، التكوين المهني، الأوقاف، البحث العلمي، الثقافة...)، كما حاول إبعاد الطيف السياسي عن تركيبة المجلس بحيث اكتفى في هذا الإطار بالتمثيلية البرلمانية.