– هيمنت تداعيات الأزمة السياسية التي تعيشها الحكومة منذ عدة شهور على كتاب الافتتاحيات في الصحف الصادرة نهاية الأسبوع، وجاء تعثر ميلاد النسخة الثانية من الحكومة، بعد الإعلان عن حالة الانفراج في المفاوضات، ليغذي تحليلات وتأويلات كتاب الافتتاحيات التي أكدت وجود آراء متباينة في النظر إلى المخرج من الأزمة الحالية. ولعل حال لسان هذه الافتتاحيات يعاكس المقولة المأثورة: "يا أزمة اشتدي لتنفرجي" لتقول لنا: "يا أزمة انفرجي لتشتدي". "أخبار اليوم" بعض السياسيين بلا ذاكرة نقرأ هذا اليوم في افتتاحية "أخبار اليوم" للصحفي توفيق بوعشرين، وفي إطار علاقة التنافر والتضاد والتي غالبا ما تجمع بين رجل الإعلام والسياسة في البلدان ذات التوجه والرأي الواحد وإن تعددت أوجهه مثل المغرب. رده على صلاح الدين مزوار بخصوص اتهام هذا الأخير لبوعشرين وجريدته باستهداف مزوار وحزبه، حيث إن الرسالة التي أراد صاحب جريدة أخبار اليوم أن يرسلها إلى مول الحمامة، هي انه لا يتوفر على ذاكرة ونسي فضائحه المالية عندما كان وزيرا، واعتقد بالفعل أنه من طينة السياسيين الذين يمتلكون مشروعا وحزبا سياسيا حقيقيا، بينما هو وحزبه مجرد عملة رديئة سكتها دار المخزن، ستطردها من السوق العملة الجيدة، عندما تصبح لدينا عملية سياسية ديمقراطية حقيقية في هذه البلاد. "الاتحاد الاشتراكي" أضحوكة السياسة ببلادنا بالاتحاد الاشتراكي كتب عبد الحميد جماهري مقالا تهكميا، عنونه ب "تحالف الحلايقي والسقاط ينقذ الحكومة" بمناسبة اقتراب انضمام حزب الأحرار لحكومة بنكيران، فالمغاربة هذه الأيام منخرطين وبكل قواهم العقلية والنفسية في فك طلاسم هذه المعادلة الجديدة التي أفرزها لهم هذا المسمى بالمشهد السياسي، مزوار اللي مافيدوش واللي مارجلش والسقاط حسب اقوال بنكيران اللي كان حلايقي حسب وصف مزوار، يصبح بقدرة قادر شريكا وحليفا حكوميا من اجل محاربة الفساد وتخليق الحياة السياسية !!!، يتعجب جماهري، هذا الأخير الذي خلص بأنه لا فائدة من طرح الأسئلة في هذه البلاد فالسياسة تحتاج لأناس على هذه الشاكلة. "المساء" بنكيران ينتحر سياسيا جريدة المساء وضمن مسلسل التفاعل مع قرار بنكيران وحكومته تطبيق نظام المقايسة على سعر المحروقات، إعتبرت في افتتاحيتها القرار بأنه انتحار سياسي لبنكيران، وأن هذا الأخير لن يجد ما يقنع به المغاربة لتبرير الزيادة في الأسعار، فلغة "البنان" التي خاطب بها المغاربة في الزيادة السابقة لن تنفعه هذه المرة. "الأخبار" وفك الوشائج نطالع في افتتاحية رشيد نيني وفي حكايته الطويلة هذه الأيام مع حزب العدالة والتنمية الطويلة ، وتحت عنوان "الوشائج الخطرة"، بأن الحزب عليه أن يفك علاقته بالخارج إن هو اراد الحديث عن نفسه كحزب مستقل، فقضية الارتباط الروحي والإيديولوجي وأحيانا اللوجيستسكي مع الخارج، قد تبدو ثانوية ولكنها في العمق شرط أساسي لكي تتوفر للحزب استقلالية تامة، لاتخاذ القرارات إزاء الأحداث الدولية، في إشارة من صاحب عمود "شوف تشوف" لمواقف الحزب من الأزمة المصرية والسورية وانسجامه التام مع مواقف الإخوان المسلمين، في تناقض لتوجهات الحكومة التي يقودها، مما جعل الدولة المغربية تقع في الإحراج مع دول الخليج حسب فهمه. واعتبر نيني أن الحزب وحركته الدعوية انخرطوا روحا وعقلا مع الأحداث الخارجية، وأصبحوا يضبطون ساعتهم حسب توقيت القاهرة، متناسين أن لديهم حكومة معطلة وقانونا للمالية لم تظهر ملامحه بعد. "العلم" نظام المقايسة أم المسايفة جريدة العلم وبقلم عادل بنحمزة، اعتبرت إقرار حكومة بنكيران لنظام المقايسة، جاء مرتبطا بأجواء الحرب والضربة الأمريكية المرتقبة على سوريا، والاحتمال الكبير لاشتعال أسعار النفط ، واصفة الحكومة باحتراف الكذب، ردا على اعتبار الحكومة ان هذا القرار لن يمس باقي السلع المدعمة، وهي التي تعي أن ارتفاع أسعار المحروقات سينعكس على باقي الأسعار السلعية الأخرى، اذا علمنا ان 85% ، من ميزانية صندوق المقاصة تذهب لدعم المحروقات. "الأحداث المغربية" توسل الشعبية بالشعبوية انتقدت جريدة "الأحداث المغربية"، في مقالها الافتتاحي "على مسؤوليتي"، لجوء أحزاب في المعارضة في عز الأزمة السياسية والخصاص الاقتصادي الذي يعرفه المغرب إلى اتهام الحزب الذي يقود يقود الحكومة بالعمالة للخارج، فقط لأن الحزب المعارض غير قادر على طرح البديل. ورغم أن كاتب الافتتاحية لم يوضح من يقصد بالحزب المعارض، إلا أن ركن "من صميم الأحداث" في نفس الصفحة من نفس الجريدة يخبرنا بأن الأمر يتعلق باتهام عزيز بنعزوز القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" في برنامج تلفزيوني لحزب "العدالة والتنمية" بالتبعية للتنظيم الدولي لجماعة "الإخوان المسلمين". وهو الاتهام الذي وصفته افتتاحية جريدة "الأحداث المغربية" ب "المستفز" وب "الشعبوية" التي تسعى إلى الشعبية من أجل أصوات الناخبين ومقاعد البرلمان.