خلّفت عملية قيام سلطات طنجة، ملاحقة وقتل الكلاب الشاردة، وذلك في سياق احتضان المدينة يوم الأٍربعاء القادم 01 فبراير 2023، افتتاح بطولة العالم للأندية، موجة سخط كبيرة في صفوف العديد من المواطنين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وجمعيات حقوقية وبيئية. وأظهرت فيديوهات، توثق لعمليات قتل الكلاب من طرف السلطات العمومية بمحيط ملعب ابن بطوطة، ومنطقة "مرقالة" الشهيرة، "بشاعة وحجم الجريمة" التي ارتكبت في حق الكلاب، وفق تعبير منتسبون لجمعية للرفق بالحيوانات. وفي هذا الصدد، اعتبر زكرياء أبو النجاة رئيس حركة الشباب الأخضر، التي يوجد مقرها المركزي بطنجة، عن تفاجأ وصدمة أعضاء الحركة، من طريقة قتل الكلاب الشاردة، واصفا إياها في تصريح لموقع "لكم"، ب"الأفعال الشنعاء"، مضيفا أنهم لم يصدقوا في بادئ الأمر إقدام السلطات المحلية على قتل الكلاب غير المملوكة قبل أن يقفوا على همجية عملية القتل يوم السبت 28-12-2022 بمحيط ملعب طنجة الكبير. وتم تداول عدة مقاطع فيديو مروعة وشهادات قاسية من الساكنة المحيطة بالملعب، على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغرب أبو النجا ما وصفه ب "الجهل والحقد الذي يتعامل به المتدخلون في الميدان بل وتطاولهم على المواطنات والمواطنين الذين رفضوا وشجبوا تلك الأفعال البربرية كما هو موثق بالصوت والصورة". وأبرز أبو النجاة، أنه "لا مبرر للقتل ولو كان من أجل كأس العالم للأندية، حسب تقدير البعض، لأنه في الأخير لن يسيء إلا لبلدنا ولن يمرر إلا صورة سيئة وخارقة للالتزامات التي وقعتها المملكة بل وسيطرح أكثر من تساؤل حول كيف يخاف المرؤوسون تعليمات رؤساءهم المباشرة". وأوضح المتحدث، أنه "لن يزعج الأجانب رؤية الكلاب الملقحة والمعقمة أكثر من مشاهدات مقاطع القتل العائدة للقرون الوسطى، ولجهل من يقومون بها وعن تريتهم وهم يسبون ويهددون المواطنات والمواطنين"، مضيفا، "كان يكفي أن تنقل السلطات الكلاب إلى مكان أخر خاصة وأن مشروع إحداث محجز جماعي صار على الأبواب، ولو عجزت السلطات عن ذلك كان يكفي الاتصال بالجمعية التي تقوم بتعقيم الكلاب لجمعها في ملاجئها الخاصة مؤقتا ولو كانت مكتظة". وبخصوص توفر معطيات تفصيلية، عن حملة إعدام الكلاب، التي يبدو أنها انطلقت منذ أيام، قال رئيس حركة الشباب الأخضر، "لا معطيات دقيقة لدينا غير أن الموثق هو أربع حالات قتل بالسم، كما تتحدث روايات عن حالات قتل بالضرب على مستور الرأس لصغار كلبة حديثي الولادة، فيما تتحدث أخرى من المواطنين القاطنين بجنبات الملعب عن أصوات طلقات نارية بالليل". وعن مقترحات الشباب الأخضر، قال أبو النجاة، "نحن لا نقترح أكثر مما تسير فيه وزارة الداخلية أصلا، ولا نرجو أكثر من تنفيذ دورياتها ومراسلاتها للولاة والعمال ورؤساء الجماعات بعدم قتل الكلاب خاصة وأنها ترصد مبالغ هامة لتعقيمها وتعقير ها، وبناء محاجز لها، وخير مثال على ذلك تخصيصها مبلغ 10 ملايين درهم ، أي 10 مليارات سنتيم لجماعة طنجة لتحارب ظاهرة الكلاب غير المملوكة بطرق علمية وحضارية، مما يدفعنا للتساؤل عن جدوى عمليات القتل التي تسيئ لصورة البلد". وكانت حركة الشباب الأخضر قد راسلت بتاريخ 28 دجنبر الماضي وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، طالبت فيها، باتخاد المتعين لوقف إعدام الكلاب غير المملوكة بعدد من عمالات وأقاليم المغرب. وأضافت في ذات الرسالة التي يتوفر "لكم" على نسخة منها، أنها رصدت على امتداد الأشهر القليلة الماضية تزايدا مضطردا في عمليات قتل الكلاب غير المملوكة/الشاردة بعدد من أقاليم وعمالات المغرب (العرائش، تطوان، تازة…)، مشيرة إلى أن "السلطات المحلية وبعض الجماعات الترابية، تقوم بعملية ملاحقة وقتل للكلاب بطريقة مروعة، من خلال استعمال طلقات رصاص عشوائي، ما يتسبب في مجازر بحقها، في مظاهر دموية عمت شوارع هذه العمالات والأقاليم، حيث تنتشر الجثث والدماء في عدد من الأحياء والأزقة لساعات طويل من الليل والنهار قبل تنظيفها". وذكرت الرسالة، أن وزارة الداخلية كانت قد وقعت في وقت سابق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ووزارة الصحة والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، اتفاقية نصت على اعتماد مقاربة ترتكز على ضوابط علمية أبانت عن فعاليتها في معالجة ظاهرة الكلاب الضالة ببعض الدول كما بعض المدن المغربية، مع احترام معايير الرفق بالحيوان المعمول بها في هذا المجال. يشار إلى أن هذه العملية، تأتي بعد أيام فقط من مراسلة الحركة لوالي جهة طنجةتطوانالحسيمة وعمدة طنجة، في وثيقة حملت طابعا استعجاليا وحصل "لكم" على نسخة منها، تطالب فيها الحركة بإدراج نقطة تتعلق بتعديل اتفاقية الشراكة من أجل إنجاز محجز جماعي للكلاب والقطط والحيوانات الضالة بين وزارة الداخلية وجماعة طنجة، وذلك بناء على إرسالية سابقة لرئيس المجلس الجماعي تحت رقم 31 بتاريخ 09 يناير 2023، حول طلب دعم مالي لاستكمال إنجاز المشروع. ويتضمن المشروع، حسب معطيات قدمها لموقع "لكم"، رئيس حركة الشباب الأخضر، بناء محجز على مساحة إجمالية قدرها 4 هكتارات، في إطار المقاربة الجديدة التي تنهجها وزارة الداخلية والمنية على اجراء عمليات تعقيم وتعقير الكلاب للحد من تكاثرها، بالإضافة إلى بناء مستوصف حيواني يتكون من قاعة فحص، وقاعة للجراحة والتعقيم، وقاعة للحجر الصحي، واسطبلات خاصة بالإيواء ومحلات خاصة بالتخزين، وأيضا اقتناء سيارات مجهزة بالأقفاص، ووحدة متنقلة مجهزة للتعقيم. ويتوقع أن تبدأ أشغال تنفيد المشروع ابتداء من الشهر المقبل بعد المصادقة عليه في دورة فبراير وتأشير سلطة الوصاية.