عاد موضوع الكلاب الضالة وطرق التخلص منها إلى واجهة الحدث بالمغرب، بعد أن أثير النقاش حوله أخيرا من طرف نشطاء الرفق بالحيوان، كما أثارته منابر إعلامية دولية انتقدت طريقة التعامل مع هذا النوع من الكلاب عبر إبادتهم بالرصاص الحي. ونشر نشطاء مغاربة وسياح أجانب أيضا، أمس، بمدينة أكادير ، صورا تظهرهم رافعين شعارات ولافتات تتضامن مع كلاب المدينة، بالنظر إلى الطريقة التي تم فيها التخلص منها، مطالبين بضرورة التعامل برفق مع هذه الحيوانات، ومنعها من التجول في الشارع بطرق رحيمة وقانونية. وانتقل غضب النشطاء من طريقة إعدام الكلاب الضالة بمدينة أكادير إلى خارج البلاد، إذ راسلت جمعيات إيطالية تنشط في مجال الرحمة بالحيوان العاهل المغربي، عبر عريضة إلكترونية، بشأن إبادة الكلاب الضالة، وقعها العديد من النشطاء، من بينهم ميكيلا برامبيلا، وزيرة السياحة السابقة، ورئيسة أكبر الجمعيات المدافعة عن الحيوانات بإيطاليا. وتناقلت صحف دولية تفاصيل ما سمتها مجزرة الكلاب الضالة بمنطقة تاغازوت وضواحيها، معتبرة أن الأمر يتعلق بإعدام متعمد غير مقبول ضد كائنات حية ونقلها في شاحنات بطريقة غير إنسانية، وأن هناك طرقا عديدة للحد من خطورة هذه الكلاب على الناس، من قبيل التلقيح والإخصاء. الناشطة في حماية حقوق الحيوان لمياء بن عدة، قالت في تصريح ل"العربي الجديد"، إنّ ما حدث في أغادير من إبادة أكثر من أربعين كلبا ضالا برصاص البنادق يتكرر في أكثر من مدينة، ففي القصر الكبير وقعت ضجة كبيرة السنة الماضية بشأن إعدام العديد من الكلاب الضالة، وهو ما أثار العديد من الانتقادات قبل أن تتراجع السلطات المحلية هناك، والأمر نفسه بمدينتي سلا وطنجة وغيرهما. وتابعت الناشطة ذاتها حديثها بالقول إن قتل الكلاب الضالة لن يجدي نفعا في الواقع، لأنها تتناسل في الشارع، والكلب المعدم يعوضه كلب آخر لتتسع الدائرة، وبالتالي يتعين التفكير وتطبيق حلول أخرى معروفة في بلدان كثيرة، منها تلقيح هذه الكلاب وتعقيمها من أجل الحد من تناسلها، وتكليف جمعيات معينة بهذه الكلاب الضالة وجمعها، عبر تمتيعها بدعم مادي ولوجيستيكي. وفي الوقت الذي أكدت فيه سلطات أكادير أنها لم تستعمل الرصاص لإبادة الكلاب الضالة والمتشردة في شوارع المدينة، وأنها كلفت جمعية لتعقيم هذه الحيوانات ووضع حد لتناسلها، والتخلص منها عبر مادة "طوليطان" المرخصة في البلاد، أثنى عدد من سكان أغادير على خطوة التخلص من الكلاب الضالة بأية طريقة كانت. وفي هذا الصدد، أفاد عمر باحوص، من سكان حي لا باطوار بأكادير، ل"العربي الجديد"، بأن التخلص من الكلاب الضالة بات أمرا مطلوبا كيفما كانت الطريقة، وبأن رفض إعدامها بالرصاص هو مجرد ترف في النضال، وفق تعبيره، لأن من يتأذى من خطر هذه الكلاب هم السكان وأبناؤهم كل يوم، وليس هؤلاء النشطاء الذين لا يتنقلون سوى بسياراتهم ولا يمشون في الأزقة والشوارع التي امتلأت بالكلاب الخطيرة.