قادت السلطات المحلية لسلا، صباح الأربعاء، حملة إبادة عدد من الكلاب الضالة في بعض أحياء المدينة، وتحديدا في حي السلام، حيث أطلق قناص الرصاص الحي على حوالي تسعة كلاب ضالة، ليرديها صريعة، وهو ما أثار حفيظة البعض، وفزع البعض الآخر من ساكنة هذه الأحياء. وشوهد بعض رجال السلطة المحلية في حي السلام، وبمعيتهم قناص محترف تولى حملة إعدام هذه الكلاب الضالة والمتشردة، قبل أن تسقط أرضا مضرجة بدمائها، وتم جرها بعد ذلك وحملها إلى شاحنة ذات قفص مسيج تابعة لجماعة المدينة، إلى مكان خاص ليتم التخلص منها. وأثارت عملية "إعدام" الكلاب الضالة التسعة ردود فعل متباينة بين المارة والسكان، فمنهم من أبدى استحسانه للقضاء على الكلاب الضالة بأية طريقة كانت، بالنظر إلى الأضرار الخطيرة التي تحدثها، وتهديدها للناس في أي وقت وحين، فضلا عن الإزعاج الذي تتسبب فيه بنباحها المستمر في أوقات راحة المواطنين. واعتبر مواطنون آخرون أن عملية رمي الكلاب الضالة بالرصاص، بالرغم من حاجتهم إلى ذلك، ومطالب الساكنة بحمايتهم من هذه الحيوانات الخطيرة، يعتبر سلوكا لا إنسانيا، بالنظر إلى وجود طرق بديلة أخرى، من قبيل جمعها في شاحنة، والذهاب بها بعيدا عن أنظار وأسماع السكان، قصد التخلص منها. واستند المحتجون على طريقة إبادة الكلاب الضالة إعداما بالرصاص على ما قد تحدثه مشاهد القتل من "أضرار" على نفسية الأطفال خاصة، الذين وقعت أعينهم على تلك المناظر الدامية، وأصوات الرصاص المزعجة، مطالبين بإتباع أساليب أكثر إنسانية حضارية في التخلص من تلك الكلاب. وكانت سلا قد عرفت قبل أشهر قليلة عملية تصفية العديد من الكلاب المتشردة في حي تابريكت خصوصا، وسط احتجاجات بعض السكان الذين نددوا بتحويل حيهم إلى "ساحة حرب"، وميدان كر وفر بين القناصة والحيوانات الضالة، حيث عبروا عن استيائهم من "الرعب" الذي أصاب النساء والأطفال على الخصوص. ولا ترى جمعيات حقوق الحيوانات عادة إعدام الكلاب الضالة بالرصاص بعين الرضا، وتطرح طرقا بديلة لذلك، من قبيل تعقيم أو خصي هذه الكلاب وتلقيحها، من أجل الحيلولة دون تناسلها وتكاثرها، وبالتالي يفضي ذلك إلى تناقص أعدادها، واختفائها مع مرور الوقت. وسبق لمديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن أكدت أن الكلاب الضالة تتسبب في مرض السعار، الذي قد يفضي إلى الموت، وبأن حوالي 3 آلاف شخص في الدارالبيضاء وحدها خضعوا عام 2009 للقاح ضد داء السعار، المعروف في العامية باسم "الجهل"، وذلك حسب ما كشف عنه معهد باستور.