بعد أسابيع على الضجة الإعلامية التي أثيرت حول قتل الكلاب الضالة بمدينة أكادير من طرف مجموعة من الصحف الدولية، والتي اعتبرت أن المغرب، المرشح لاحتضان كأس العالم 2026، يخالف قوانين حقوق الحيوان، بسبب "فضيحة" قتل الكلاب بالرصاص التي تزامنت مع زيارة وفد "الفيفا" إلى المملكة؛ باشرت السلطات المحلية والجماعة الترابية ترميكت بإقليم ورزازات، في الأيام الأخيرة، حملة لقتل الكلاب الضالة المنتشرة بمختلف مناطق الجماعة. عملية إبادة الكلاب الضالة المنتشرة بكافة أحياء مركز جماعة ترميكت بالرصاص الحي، بدعوى مسها بالصحة العامة وسلامة الساكنة، أثارت غضب العشرات من المواطنين والجمعويين، الذين أكدوا أن السلطات المحلية والجماعة دأبتا على تنظيم مثل هذه الحملات وعمليات إعدام سابقة في حق الكلاب الضالة، دون إشراك باقي الفاعلين لاختيار الطريقة الصحيحة للتعاطي مع الظاهرة، وفق تعبيرهم. ووصف عدد من المواطنين قرار قتل الكلاب الضالة بالرصاص الحي ب"الخاطئ"، مؤكدين أن هناك طرقا أخرى للتخلص من تكاثر هذه الكلاب ومحاربة داء السعار، من خلال تجميعها وتلقيحها بالأدوية الضرورية، عوضا قتلها بهذه الطريقة التي وصفوها ب"المجزرة" وبأنها "غير قانونية، وتتم بشكل عشوائي، وتخالف قوانين حقوق الحيوان المعمول به دوليا"، بتعبيرهم. كريم عمري، فاعل جمعوي بالمنطقة، أكد أن المنطقة تعاني من هذه الكلاب الضالة، مستدركا بأن "الجهات المعنية كان بإمكانها التخلص منها بطرق أخرى وليس إبادتها رميا بالرصاص"، وزاد موضحا: "كان بإمكان الجماعة والسلطات المحلية وباقي المعنيين تلقيح هذه الكلاب أو تجميعها في مناطق بعيدة عن المركز وليس قتلها بهذه الطريقة". وأضاف الجمعوي ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "إبادة الكلاب بهذه الطريقة تضر بصورة المغرب أمام العالم، خصوصا أنه مرشح لاحتضان كأس العالم لسنة 2026"، وناشد السلطات المعنية بترميكت وبمختلف مناطق المغرب وقف مثل هذه العمليات، مقترحا إنشاء محميات خاصة لتجميع هذه الكلاب، بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني. ولم يخف حميد الداودي، فاعل حقوقي نشيط بإقليم ورزازات، إمكانية انتقال أمراض من هذه الكلاب إلى البشر، بالإضافة إلى تسببها في إزعاج المواطنين بنباحها المستمر في أوقات متأخرة من الليل، إلا أنه غير راض عن طريقة التخلص منها، إذ أشار إلى أنه كان على الجهات المسؤولة استعمال الوسائل الأكثر حداثة من أجل حماية المواطنين، وعدم التسبب في إبادة هذه الكلاب، مختتما بأن هذه العملية ستضر بصورة المنطقة، خصوصا أن صور الكلاب المقتولة منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم التقاطها أيضا من قبل السياح الأجانب، حسب تعبيره. وفي وقت ظل هاتف عبد الله اودادن، رئيس جماعة ترميكت، خارج التغطية، وهاتف نائبه، محمد الحرور، يرن دون مجيب، أكد مصدر مسؤول غير راغب في كشف هويته للعموم أن عملية قتل الكلاب التي تمت بجماعة ترميكت جاءت استجابة لمطالب الجمعيات والساكنة المحلية وبعض المنابر الإعلامية المحلية. وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الجمعيات المحلية طالبت بضرورة تخليص المنطقة من جحافل الكلاب الضالة، خصوصا بعد تسجيل اعتدائها على الأطفال، موضحا أن العملية تمت بشكل قانوني، عكس ما يتم ترويجه من قبل بعض الجهات، ومختتما بأن "سلامة الساكنة هي أولوية السلطات المعنية، ولذلك لن تسمح بتفشي ظاهرة الكلاب الضالة التي قد تسبب في اعتداءات أو أمراض مستقبلا"، وفق تعبيره.