في سابقة من نوعها، قرّرت جماعة مدينة المحمدية إبرام اتفاقية شراكة مع إحدى الجمعيات التي تعنى بتلقيح وتعقيم الكلاب الضالة، تفاديا لقتلها من لدن أعوان البلدية بطريقة تثير تذمر الفاعلين الحقوقيين. وقررت جماعة المحمدية، في خطوة من شأنها أن تحد من الطريقة البشعة التي كان يتم بها التعامل مع الحيوانات الضالة، خاصة الكلاب، إبرام شراكة مع جمعية "ELA" التي تهتم بتلقيح وتعقيم الكلاب؛ وهو ما سيحد من تكاثرها وتزايدها بالمدينة. وأكد حسن عنترة، رئيس المجلس الجماعي لمدينة المحمدية، أن هذه الاتفاقية ستعمل وفقها الجمعية المذكورة على تعقيم الكلاب الضالة؛ وهو ما سيجعل تكاثرها أقل، وبالتالي فإن خطورتها على المواطنين تصير بنسبة أقل. وأوضح رئيس المجلس، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مدينة المحمدية تعرف انتشارا واضحا للكلاب الضالة، خاصة أنها تتوافد عليها من الجماعات المجاورة؛ وهو ما يجعل ضرورة وضع حد لها مسألة مستعجلة. ولفت حسن عنترة إلى أن التعامل مع هذه الكلاب الضالة، والذي كان يثير قلق المواطنين والفاعلين الحقوقيين سواء بالمحمدية أو باقي المدن المغربية، "دفع إلى التفكير في وضع حد لها بطريقة نحافظ بها على صحة المواطنين، وتراعي حقوق هذه الحيوانات بدورها". وتأتي هذه الاتفاقية مع جمعية "ELA" في الوقت الذي تعرف فيه مدينة المحمدية انتشارا واضحا للكلاب الضالة، والتي تشكل خطرا على صحة المواطنين وتهدد سلامتهم خاصة الأطفال، وكذا في وقت تحدثت فيه وكانت وسائل إعلام دولية عن كون عملية قتل الكلاب الضالة قد تعيق فوز المغرب بملف احتضان كأس العالم لسنة 2026، حيث اعتبرت هذه العملية ب"الفضيحة" التي تلاحق الملف المغربي. وسبق أن عرفت العديد من مدن المملكة غضبا واسعا من إقدام السلطات على عملية إبادة كلاب ضالة بالرصاص الحي بدعوى مسها بالصحة العامة وسلامة الساكنة، حيث ندد نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي بالطريقة المستعملة وكذا بالخطر الصحي لهذه العملية، نظرا لسوء التصرف في جثث الكلاب. وترى السلطات المشرفة على عملية إبادة الكلاب الضالة أن هذه العملية تندرج في إطار حفظ الصحة وسلامة وأمن المواطنين، مسجلة تعرض العديد من السكان لحالات عض من لدن الكلاب الضالة والتي قد تكون مصابة ب"داء الكلب" المعروف لدى المغاربة ب"الجهل".