هل يرفض فوزي القجع عودة اللاعب عبد الرزاق حمد الله إلى المنتخب مجددا؟ هل تداخل الشخصي والمهني؟ هل أقسم السيد لقجع بألا يعود حمدالله للمنتخب مادام الأول رئيسا للجامعة؟ ما الخطأ الجسيم الذي ارتكبه صاحب المائتي(200) هدف حتى يُحرم من التواجد في لائحة المنتخب المغربي الذي يستعد لمشاركته الخامسة في نهائيات كأس العالم؟ هي أسئلة كثيرة إذن يطرحها الرأي العام الكروي ليس فقط هنا بالمغرب وإنما تمتد هذه الأسئلة لتشمل قنوات ومنابر إعلامية عالمية خاصة وأن حمد الله كان هدافا للعالم سنة 2019 بحصيلة 57 هدافا. قلت هي أسئلة كثيرة تُطرح إلا أن أجوبتها تبقى معلقة إلى أجل لا ندريه، فلا اللاعب تجرأ على سرد ما حدث يوم 13 يونيو 2019 لحظة غادر على عجل معسكر المنتخب، ولا مكونات الجامعة المغربية تجرأت على الاعتراف بدورها السلبي في رأب الصدع وإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تتسع هوة الخلاف غير المعلن. عبد الرزاق حمد الله ، ابن مدينة آسفي، هو لاعب في أواخر العشرينيات من عمره، سجل في مسيرته الكروية مائتي هدف لحدود كتابة هذا المقال، ربما لا يتجاوزه في هذا الرقم إلا أحمد فرس ب 267 هدف اغلبها رفقة شباب المحمدية والمنتخب المغربي. وإن كانت الفرصة قد سنحت لأحمد فرس بالتواجد في المنتخب لفترة طويلة، فهذا الأمر لم يتحقق لخلفه حمدالله الذي "فشل" في الاستمرار رفقة النخبة الوطنية لأسباب يتداخل فيها ما هو شخصي بما هو أخلاقي ويغيب فيها، بالمطلق، ما له علاقة بكرة القدم. وهو الأمر الذي أكده مؤخرا الصحفي المقتدر خالد ياسين الذي أكد، من مصادره الخاصة، أن اللاعب حمدالله كان يتواجد في اللائحة الأولية للمنتخب المغربي بعد أن وجه الإطار الوطني وليد الركراكي رسالة لفريق اتحاد جدة السعودي يخبرهم فيها بنيته ضم اللاعب للمعسكر الإعدادي للمواجهتين الوديتين ضد كل من الشيلي وبارغواي، إلا أن اسمه اختفى لاحقا عن اللائحة النهائية وهو ما فسره الصحفي بتدخل من جهة غير معلومة ضغطت على وليد الركراكي ومنعته من استدعاء عبدالرزاق. الغريب هو أن السيد وليد الركراكي خرج في الندوة الصحفية ليخبرنا أن قرار استبعاد حمد الله له علاقة بنقص جاهزية اللاعب وعدم قدرته على التسجيل خلال مبارياته الأخيرة، وهو الأمر الذي يناقضه تواجد كل من النصيري والكعبي البعيدين تماما عن التسجيل ولمدة طويلة رغم مشاركتهما المستمرة مع فريقيهما. عاد بعدها حمدالله بأسبوع ليسجل هدفين ضمن الدوري السعودي، الأمر الذي أحرج الركراكي وجعله يستدرك في ندوته الأخيرة بالقول:"لم أقل إنني لن أستدعي حمد الله لأنه لا يلعب مع ناديه. المدربون الذين سبقوني لم يستدعوه، لم أختر عبد الرزاق وقلتها له لأنني أردت تجريب 3 مهاجمين آخرين، بالنسبة له يجب أن يستمر في تسجيل الأهداف ويضغط عليّ بذلك، اللاعب بإمكانه أن يكون في كأس العالم وبإمكانه ألا يكون، المهم أنني لن أظلم أي لاعب، والمنتخب المغربي على مر سنوات طويلة لم يتوقف على لاعب واحد". نحن، طبعا، لا نلوم السيد الركراكي لأننا ندرك جيدا كمية الضغوطات التي يتعرض لها من طرف الجمهور والإعلام والجامعة، لكننا نطالبه فقط بالوضوح حتى لا يسقط في ما سقط فيه سلفه. فإن كان يدرك، كما ندرك، أن حمدالله لن يعود ابدا للمنتخب المغربي فليعلن ذلك صراحة حتى نغلق هذا الموضوع للأبد، فمن حق الجمهور المغربي أن يحصل المعلومة لأن الأمر يتعلق بالمنتخب وليس بمجرد ناد ينتمي للبيضاء أو للرباط... في الأخير نقول أن فشل كل من ايرفي رونار، وحيد خليلوزيتش، ووليد الركراكي في إعادة اللاعب عبد الرزاق حمد الله إلى صفوف المنتخب المغربي يعني شيئا واحدا: اللاعب مغضوب عليه من طرف المتحكم الأول في كرة القدم بالمغرب.