عبيد أعبيد - استأثر تطور الأحداث في مصر باهتمام شديد لافتتاحيات الصحافة المغربية الصادرة يوم الجمعة 5 يوليوز الجاري . التي اتجهت أغلب افتتاحياتها إلى الحكم على أن ما وقع في مصر هو "انقلاب عسكري"، في الوقت الذي تساءلت فيه آخرى حول من يملك "الشرعية"؟ البداية من افتتاحية يومية "أخبار اليوم المغربية" التي لم تبتعد كثيرا عما جاء في افتتاحية صحيفة "القدس العربي" الدولية، حيث اعتبرت بأن ما وقع في مصر هو "انقلاب عسكري بغطاء ديني ووعد ديموقراطي، وإخراج جماهيري، وتواطؤ دولي وماكياج إعلامي، بهدف إغلاق قوس الربيع العربي وفتح صفحة جديدة"..مشيرة إلى أن ما يجري في مصر هو مجرد "تكتيك من قبل خلف الطنطاوي، الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي، ليصير مرشدا عاما للدولة، وصانعا للرؤساء وحاكما فعليا خلف الستار على شاكلة "المرشد الأعلى" . وفي نفس الاتجاه، ذهب ركن "مع قهوة الصباح" ليومية "المساء" للحكم على أن ما وقع في مصر هو انتهاك للقانون والأعراف الديمقراطية لايمكن القبول به في بلد وهب مئات الشهداء من أجل الحرية والديمقراطية في ثورة ال25 من يناير، متسائلا حول ما إن كان تدخل العسكر في الأزمة المصرية هو المخرج القويم؟ وهل عزل الرئيس محمد مرسي بتلك الطريقة المهينة والتحفظ على عشرات القيادات من الإخوان واعتقال المئات من أطرهم وإغلاق قنواتهم هو الحل الأمثل لإشكالية السلطة والحكم في مصر؟ غير أن كاتب عمود "تشوف تشوف" ليومية "الأخبار" أولى أهمية كبرى بربط حدث عزل الرئيس المصري محمد مرسي، برئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، مشيرا في عموده "الساخر" بأن ماحدث لمرسي يصلح كدرس يتأمله بنكيران جيدا، خصوصا بأنه لا أحد يعرف (يقول) السبب الكامن وراء التصريحات النارية التي أطلقها بنكيران خلال إجتماعه الأخير برؤساء الجماعات المكلفين بالتدبير المالي والمنسقين الجهويين لحزب العدالة والتنمية. ليختم مقاله الأخير بالتأكيد على أن ملايين المصريين أسقطت محمد مرسي بمساعدة العسكر لأنه فشل في تطبيق الإصلاح الموعود، متسائلا :" ..فهل يعتقد بنكيران أن المغاربة إذا خرجوا إلى الشارع سيطالبون بإسقاط شيء آخر غيره ؟ " يومية "الصباح" حرصت على بعث رسالة "مُشفرة" للحزب القائد المسير للحكومة حين أشارت إلى "أن من خصائص الإسلاميين أنهم يعتقدون أن لديهم مهمة لا يمكن الطعن فيها أو انتقادها، ومن هذا المنطلق فإنهم بمجرد وصولهم للحكم، لا يقبلون أي انتقاد أو احتجاج ضدهم ". رسائل "مشفرة" أخرى بالجملة، حفلت بها الافتتاحيات الحزبية، إذ أثارت صحيفة "الإتحاد الاشتراكي" الناطقة بلسان حال حزب الإتحاد الإشتراكي (معارضة) في افتتاحية مدير تحريرها، سؤال موقع الشرعية؟ وسر صمت المعارضة عن الدفاع عن موقع الشرعية في وجه العسكر؟ مشيرة إلى أن الشرعية التي اكتسبتها جماعة الإخوان المسلمين، هي شرعية "المحنة"، التي تبرر الإستعلاء أو الإلغاء أو تغيير هوية كيان اسمه مصر أو أي بلد . أما يومية "العلم" الناطقة بلسان حال حزب "الاستقلال"(أشد خصوم الإسلاميين اليوم)، فقد خاض عددها الأخير في عقد مقارنة بالخط العريض على صدر صفحتها الأولى، بين الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، ورئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، مشيرة إلى أن محمد مرسي وإخوانه في حزب العدالة والحرية، قدموا أنفسهم للمصرين في ثوب الأنبياء الذين سيخلصون مصر من جميع المحن، وهو نفس السلوك (حسب اليومية) طبع دخول بنكيران وإخوانه في حزب العدالة والتنمية، لاستمالة عواطف الناس وتغليف سلوك وزراء العدالة والتنمية بغشاء إنساني. من جهتها، اهتمت الصحف الفرانكفونية الصادرة في المغرب بالأحداث المتسارعة في مصر، إذ كتبت صحيفة "لوسوار" التي عنونت عددها الأخير بالخط الأحمر العريض "مصر الإنقلاب". وعبرت افتتاحيتها عن "السراب الديمقراطي في مصر" مشبهة ما جرى في مصر ب"الإفتراس الحيواني" للاختيارات الشعبية. فيما اكتفت يومية "أوجوردوي لوماروك" بقصاصة إخبارية قصيرة، تنقل ما جرى في مصر من أحداث دون أن تبدي موقفا واضحا منها.