انطلقت اليوم ، بإقليم الدونيسك المنشق عن أوكرانيا، أطوار محاكمة المواطن المغربي إبراهيم سعدون، الذي وقع في قبضة الجيش الروسي وميليشا جمهورية الدونيتسك الشعبية، المعلنة من طرف واحد، حيث يواجه سعدون، تهما تتعلق بالمشاركة في التحضير للأعمال العدائية وتنفيذها ضد جمهورية الدونيتسك وكذلك "الارتزاق والتآمر الجماعي لتنفيذ أعمال تهدف إلى الاستيلاء بالقوة على السلطة وتغيير النظام الدستوري لمجلس النواب الشعبي بالقوة". وبموجب تشريعات إقليم الدونيتسك، يعاقب القانون على الارتزاق بالسجن لمدة تتراوح بين 3 إلى سبع سنوات، ويعاقب على محاولة الاستيلاء بالقوة على السطلة بالسجن من 12 إلى 20 عاما، وفي ظروف التشديد أو زمن الحرب يمكن أن تصل العقوبة إلى الإعدام. ويحاكم إبراهيم أمام محاكم الدونيسك، بإعتباره مرتزقا، وليس أسر حرب، وهو ما سيعقد حالته ويجعل الحكم الصادر ضده مشددا. وجاء في رسالة من مكتب المدعي العام للدونيتسك، في وقت سابق، أن جميع المعتقلين، إبراهيم سعدون مع شون بينير وأيدن دانيال (بريطانيان) يتم الاستماع لهم بشكل مفصل، "غير أنه لم يتم إدراجهم ضمن فئات الأشخاص الواردة في المادة 4 من القسم الأول من اتفاقية جنيف لمعاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 غشت، بصيغتها المعدلة والمتممة"، كما أكد المدعي العام أن المرتزقة لا يندرجون ضمن فئة الأشخاص الذين تنطبق عليهم اتفاقية جنيف، ولا يخضعون للتبادل، بالإضافة إلى أن الارتزاق معترف به ك "جريمة" في القانون الدولي. وكان إبراهيم سعدون (21 سنة)، قد ظهر ، قبل شهر، أول مرة في مقطع فيديو، على قناة يوتيوبر روسي شهير، يرافق جيش بلاده خلال العملية العسكرية. وتم أسر المواطن المغربي في مدينة ماريوبل الساحلية، لأنه قبيل اندلاع الحرب كان قد وقع عقدا مع الجيش الأوكراني، وكان يقضي فترة تدريب مع البحرية في ماريوبل. وفق المعلومات القليلة التي وردت في شريط الفيديو أن سعدون كان يدرس تكنلوجيا الفضاء في جامعة كييف، قبل أن يوقع عقدا للخدمة العسكرية مع البحرية الأوكرانية، كما وصفه اليوتيوبر الروسي بأنه "أسير غير عادي"، وبأنه "من الصعب محاورته لأنه إما لا يفهم أو أنه يتحاشى الإجابة". وقال الرجل: "أنا معتاد على الانتقاد لأنني أتحدث إلى الأسرى وجها لوجه، أكون أكثر صرامة معهم لكن ليس إلى درجة التعذيب" وأضاف متحدثا عن حالة سعدون: "تم تكبيل هذا العربي بالأصفاد، وتغطية رأسه بكيس.. حسنا، كنت سوف أصيح في وجهه: تكلم أيها الوغد.." من جانبه أكد والد الشاب الأسير، الطاهر سعدون، المنحدر من الدارالبيضاء، أن ابنه كان يتابع دراسته في أوكرانيا، لكن بعد اندلاع الحرب تم ترحيله إلى خارج أوكرانيا، وفق ما كان يحدثهم به، "لكن اتصالنا به انقطع بضعة أيام واعتبرنا ذلك أمرا عاديا، حتى تفاجأت بظهور إبراهيم في مقطع الفيديو" يؤكد الطاهر بأنه بادر إلى التواصل مع الصليب الأحمر والهيئات الدبلوماسية بما فيها المغربية والروسية. وأوضح الوالد بأن ما حدث يتعلق بعمل شخصي، وأنه تم التأثير على ابنه وتم استغلاله عسكريا، مؤكدا قوله: "ابني ضحية عملية غسيل ذماغ من طرف السلطات الأوكرانية، التي تزج بالطلبة الأجانب كوقود في هذه الحرب". ولم يصدر أي رد فعل علني حتى الآن عن الحكومة المغربية بخصوص قضية سعدون، فقط ما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في وقت سابق، وبشكل عابر حول قضية الأسير المغربي بأن الحكومة لا تملك معلومات رسمية، ووبأنه: " إلى حدود اليوم لم نتوصل بإخبار من أية جهة حول هذه القضية". على طرف النقيض، أعلنت لندن أنها سوف تستأنف الحكم ضد المرتزقة البريطانيين الذين أسرتهم ميليشيا جمهورية الدونيتسك. وقالت وزارة الخارجية البريطانية انها سوف ترفع شكاوى من أجل ضمان احترام القوانين المعمول بها في النزاعات المسحلة، لكنها لم تحدد الجهة التي سوف تستنأنف إليها. وأشارت جريدة "غازيتا" الروسية أن التحقيق أثبت ان المرتزقة الثلاثة شاركوا لصالح القوات الأوكرانية في التحضير لعمليات عدائية وتنفيذها ضد جمهورية دونيتسك الشعبية. وأفاد المصدر ذاته أن "المرتزقة الأجانب الذين شاركوا في الأعمال العدائية في دونباس لا يخضعون للتبادل، لأنهم لا يندرجون ضمن الاتفاقيات الدولية" الخاصة بأسرى الحرب من الجنود النظاميين.