- أصبحت الإقامة المطولة لثلاثة رؤساء دول مغاربية بفرنسا، تثير الكثير من الأسئلة، رغم أن أسباب وجودهم بفرنسا تختلف حسب كل حالة. فالصدفة جمعت بين وجود الرئيسين الجزائري والموريتاني والملك المغربي في نفس الآن في فرنسا. وجاء النقص الكبير في التواصل الرسمي حول الحالتين الصحيتين لكل من الرئيس الجزائري والموريتاني ليزيد من تعقيد الأمور. أما في المغرب فإن الملك "يتواصل" بطريقته الخاصة، رغم أن الكل ينتظر عودته لتسوية "الأزمة الحكومية" التي انفجرت بين مكونات الأغلبية في غيابه. اختفاء الرئيس الموريتاني فحسب قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن الرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز يوجد في فرنسا منذ ثلاثة أسابيع في إطار "زيارة خاصة"، حسب مصادر رسمية تحدثت إلى وكالة الأنباء الفرنسية. وهو ما دفع تنسيق المعارضة الموريتانية إلى انتقاد هذه الزيارة غير المعلنة والحدث عن"اختفاء" الرئيس. وحسب المعارضة الموريتانية فإن الرئيس عبد العزيز سافر إلى بروكسيل منذ 15 ماي الماضي لحضور اجتماعٍ للمانحين لدولة مالي، ومنذ ذلك التاريخ وهو غائب عن البلاد، لذلك تطالب المعارضة بكشف البيانات الصحية للرئيس المصادق عليها من طرف أطبائه الفرنسيين. غموض مرض الرئيس الجزائري منذ نهاية شهر أبريل الماضي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوجد في فرنسا من أجل العلاج، لكن غياب التواصل الرسمي يطرح الكثير من الأسئلة حول الوضع الصحي للرئيس الجزائري الذي يوجد في السلطة منذ عام 1999، وأدى إلى منع صحيفتين جزائريتين تحدثتا عن وجود الرئيس في حالة موت سريري، ومديرهما مُتابَع بتهمة المساس بالأمن القومي لبلاده. وفي 20 ماي الماضي فقط، خرجت السلطات الجزائرية عن صمتها لتعلن أن الحالة الصحية للرئيس تتحسن، لكن لا أحد يعرف متى سيعود إلى بلاده. محمد السادس يظهر في ساحة 'فاندوم' عكس نظيريْه الجزائري والموريتاني، فالملك محمد السادس لا يعاني من المرض، لكنه يوجد هو الآخر في باريس منذ 10 ماي الماضي في إطار زيارة خاصة غير معلن عنها رسميا. لكن ذلك لم يمنع الملك من التواصل بطريقته الخاصة من مكان تواجده. ففي اليوم الموالي لسفره، أعلن حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال أن الملك اتصل به هاتفيا ليطلب منه الإبقاء على وزرائه داخل الحكومة حتى عودته من رحلته الخاصة. وذلك ردا على قرار حزب الاستقلال الانسحاب من حكومة عبد الإله بنكيران. وفي ظل غياب أي معلومة حول موعد عودة الملك من رحلته الخاصة التي يُجهل مكانها، بث أحد رواد الفيسبوك من المغاربة المقيمين في الخارج صورة تظهره إلى جانب الملك في ساحة "فاندوم" بقلب العاصمة الفرنسية باريس. لكنه يصعب معرفة تاريخ تلك الصورة، ومع ذلك لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد أو يكذب إدعاء ذلك الشاب الذي قال بأنه صادف الملك يتجول في الساحة الفرنسية الشهيرة واستأذنه في التقاط تلك الصورة. من جهتها تقوم وكالة الأنباء الرسمية بين الفينة والأخرى ببث رسائل تهنئة أو تعزية صادرة عن الملك من مكان وجوده، كما أوردت خطابا رسميا له وجهه إلى أحد اللقاءات المنعقدة في مراكش. وكان آخر ما صدر عن الملك من تعليمات هي تلك الصادر إلى وزير العدل يأمره فيها بإطلاق سراح معتقلين قاصرين ومتابعتهم في حالة سراح إلى حين صدور حكم نهائي في قضيتهم. زيارة أردوغان والملك قبيل زيارة رجب طيب أردوغان إلى المغرب في 3 يونيو الجاري، كان يعتقد أن الملك سيكون من بين من سيستقبلون الضيف التركي، واستبق وزير الخارجية سعد الدين العثماني زيارة أردوغان ليعلن أن الملك سيكون من بين مستقبليه في المغرب. لكن أردوغان أنهى زيارته للمغرب وغادر يوم 4 يونيو إلى الجزائر دون أن يقابل الملك الذي مازال غائبا عن البلد ولا أحد يعرف متى سيعود.