تمضي الساعات الأخيرة من عام 2021 وجائحة كوفيد-19 تخيم على الأجواء والاحتفالات. لكن أنباء طيبة من جنوب أفريقيا، أول بلد يعلن تجاوزه موجة المتحور أوميكرون، جلبت بارقة أمل جديدة بعام جديد سعيد. كانت مدينة سيدني الأسترالية أحد الأماكن التي بدأت فيها السنة الجديدة بكامل زينتها حيث أضاءت الألعاب النارية سماء الميناء فوق دار أوبرا سيدني. لكن لن يكون هناك أي عروض عند الكثير من المعالم الشهيرة في العالم إذ ألغت باريس العرض السنوي فوق قوس النصر في حين ألغت لندن عرض الألعاب النارية فوق ساعة بيج بن، كما ألغته ماليزيا فوق برجي بتروناس بالعاصمة كوالامبور. ومن المنتظر أن تهبط الكرة الذهبية في ميدان تايمز سكوير في نيويورك، لكن الحشود التي تتجمع هناك عادة للاحتفال بقدوم العام الجديد سينخفض عددها إلى الربع مع مراعاة وضع الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وتقديم شهادة تثبت تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19. لكن جنوب أفريقيا، التي كانت أول من أبلغ العالم عن ظهور المتحور أوميكرون سريع الانتشار، أعلنت عن إحدى المفاجآت الطيبة هذا العام قائلة إن موجة أوميكرون انحسرت دون أن تسبب زيادة ضخمة في الوفيات. ورفعت على نحو مفاجئ حظر التجول الليلي مما يتيح الاحتفال بالعام الجديد. سيئ بشكل رهيب تسبب الظهور المفاجئ لأوميكرون في زيادة قياسية لعدد حالات الإصابة في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن الوفيات لم ترتفع بالوتيرة نفسها لتتصاعد الآمال بأن يكون المتحور الجديد أقل حدة، إلا أن العديد من البلدان أعادت فرض القيود لتجنب إرهاق أنظمة الرعاية الصحية. وحتى في الأماكن التي يُسمح فيها بالتجمعات، فضل الكثيرون البقاء في المنزل. وكان من المقرر أن تدق ساعة بيج بن في لندن في منتصف الليل إيذانا ببدء العام الجديد للمرة الأولى بعد عمليات ترميم استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام. أما احتفالات تايمز سكوير في نيويورك، التي ستتم بحضور 15 ألف متفرج فقط بدلا من حوالي 55 ألفا، ستكون بمثابة تقدم كبير عن احتفالات العام الماضي والتي حضرها بضع عشرات فقط. لكن مع إعلان نيويورك عن أكثر من 74 ألف حالة يوم الخميس، تساءل منتقدون عما إذا كان ينبغي المضي قدما في الاحتفالات من الأساس. وكشفت بيانات رويترز أن الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم سجلت زيادة قياسية في الأيام السبعة الماضية، إذ جرى رصد مليون إصابة في المتوسط يوميا بين 24 و30 ديسمبر كانون الأول بزيادة نحو 100 ألف عن أحدث ذروة مسجلة يوم الأربعاء. وفي آسيا ألغيت احتفالات العام الجديد أو جرى تقليصها. وأوقفت كوريا الجنوبية المراسم التقليدية لقرع الأجراس في منتصف الليل للعام الثاني وأعلنت تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي المشددة لأسبوعين لمواجهة زيادة مستمرة في الإصابات. وحظرت اليابان الاحتفالات في حي شيبويا الترفيهي الشهير في طوكيو وناشد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا السكان عبر قناته الرسمية على يوتيوب بوضع الكمامات وخفض أعداد الضيوف في الحفلات. وفي الصين، حيث ظهر فيروس كورونا لأول مرة في نهاية 2019، سادت حالة من التأهب الشديد إذ فرضت مدينة شيان إجراءات إغلاق وألغت مدن أخرى احتفالات العام الجديد. وأعلنت السلطات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا عزمها إغلاق 11 طريقا عادة ما تجتذب حشودا كبيرة خلال الاحتفالات بالعام الجديد. وحتى كوريا الشمالية المنغلقة على نفسها، أظهرت لقطات تلفزيونية آلاف الأشخاص يشاهدون الألعاب النارية في ميدان بالقرب من نهر تايدونج في وسط بيونجيانج بينما كانت تعزف الموسيقى الوطنية.