انطلقت الألعاب النارية في سماء دار أوبرا سيدني لكن الميناء أسفلها بدا خاويا كمدينة أشباح وذلك في وداع مخيف وإن كان يلائم عام 2020 الذي لن تنساه البشرية. ولن تتلألأ بكين تحت عرض الأضواء المعتاد الذي ينطلق من برج التلفزيون وستُحرم أسود ميدان الطرف الأغر في لندن من الاحتفالات وكذا الساحة الحمراء في موسكو، كما ستغيب الحشود عن ساحة القديس بطرس في روما ولن يقيم البابا قداس العام الجديد وسيُحرم الإيطاليون أيضا من احتفالهم السنوي بالقفز في نهر التيبر. وقررت بعض المدن مثل سيدني استقبال العام الجديد بإطلاق الألعاب النارية وإن خلت الشوارع من المحتفلين، بينما قررت مدن أخرى ومنها لندن وسنغافورة إلغاء العروض. وتخضع باريس وروما واسطنبول لحظر تجول. وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك التي تغص ليلة كل عام جديد بمئات الآلاف من المحتفلين جنبا إلى جنب، سيقتصر الحضور هذا العام على مجموعة صغيرة منتقاه من العمال الأساسيين منهم ممرضات وأطباء وعامل متجر سوبرماركت وعامل توصيل بيتزا وكذلك مجموعة من أفراد عائلاتهم. وسوف يلتزم الحضور بقواعد التباعد الاجتماعي خلال مراسم إسقاط كرة العام الجديد في الميدان الشهير. وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية مدينة نيويورك الذي سيضغط على زر نزول الكرة الشهيرة في تصريح للصحفيين "يمكن القول إنها ستكون ليلة استثنائية. ستكون الأشد إثارة للمشاعر. في 2021 سنظهر للناس كيف يكون التعافي والنهوض من جديد". وبعد وفاة أكثر من 1.7 مليون فرد وإصابة 82 مليون آخرين بفيروس كورونا في أنحاء العالم منذ رأس السنة الماضية، وحتى في ظل الأمل بأن تسهم اللقاحات الجديدة في ترويض الوباء، فإن نهاية العام الجاري ستبقى في الذاكرة مختلفة عن مثيلاتها. وقالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل في خطاب العام الجديد السادس عشر لها "أظن أنني لا أبالغ عندما أقول: لم يحدث قط على مدى الخمسة عشر عاما الماضية أن كان العام المنصرم بهذا القدر من الثقل. ولم يحدث قط، رغم كل المخاوف وبعض الشكوك، أن كان تطلعنا إلى العام الجديد بهذا القدر من الأمل". وحظرت ألمانيا بيع الألعاب النارية للحد من التجمعات. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن مصاعب عام 2020 الاستثنائية سمحت للناس بإظهار قدرتهم على التحمل ومواجهة الصعاب. وأضاف "في الأوقات العصيبة فقط تظهر الشجاعة والعزيمة". "كانت سنة كالجحيم" وفي مدينة ووهان منشأ الوباء يُتوقع تجمع الآلاف عند معالم شهيرة في وسط المدينة للاحتفال بالعد التنازلي لبدء العام الجديد. وفي أستراليا حيث تُبث سنويا الألعاب النارية في أنحاء العالم باعتبارها أول احتفال كبير بالعام الجديد، فرضت السلطات قيودا على الحركة وحظرت التجمعات ومنعت معظم الناس من دخول وسط مدينة سيدني مساء الخميس. وقالت جلاديس بريجيكليان رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز "كانت سنة كالجحيم. نتمنى أن يكون 2021 أفضل لنا جميعا". لكن الوباء لم يثن كوريا الشمالية عن تنظيم احتفال العام الجديد في بيونجيانج. وأظهرت وسائل الإعلام الرسمية محتفلين يضعون كمامات وهم يحتشدون في الميدان الرئيسي لحضور حفل موسيقي وعرض بالألعاب النارية. وفي مدريد، ستخلو ساحة بويرتا ديل سول المزدحمة في العادة من الاحتفالات في ظل حظر التجول الذي ممدته السلطات إلى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. وقال خوسيه انخيل بيلسا وهو متقاعد يبلغ من العمر 61 عاما إنه سيقضي المساء مع أسرته "نحن الأربعة فقط في المنزل نجري العديد من الاتصالات المرئية ونأمل في نهاية لهذا في أقرب وقت". وفي بريطانيا التي تخضع لقيود شديدة لمحاربة سلالة جديدة من الفيروس أشد عدوى، تنصح لافتات عملاقة الناس "بمتابعة احتفالات رأس السنة بسلام من منازلهم". وأقامت سلطات لندن متاريس في الساحات العامة ومنها ساحتا الطرف الأغر والبرلمان. ومنعت سلطات العاصمة الروسية موسكو الناس من التجمع في الساحة الحمراء. وفي إيطاليا، أغلقت المطاعم والحانات ومعظم المتاجر أبوابها وفرضت السلطات حظرا للتجول يبدأ من الساعة العاشرة والنصف مساء. وقال الفاتيكان إن البابا فرنسيس ألغى قداس العام الجديد لإصابته بوعكة صحية.