1 يشهد العديد من الفقهاه و رجال الدين، أن المسجد النبوي لم يكن فيه محراب، و حينما ظهر في المساجد كانت وضيفته دلالة المصلي على ناحية القبلة ليس إلا... اليوم، كل عباد الله يعرفون من أين تطلع الشمس و من أين تغرب، و الامية الحقيقية هي عدم القدرة على استعمال الحاسوب و امتلاك و سائل و أدوات الحصول على المعلومة، و بالتالي فالمحراب استنفذ مجال حضوره و علينا تحريره و التناوب عليه ديمقراطيا، حتى لا يستمر احتكاره.. 2 مادامت الحياة الاجتماعية تستحق النقد و المتابعة، فمعرفة التغيرات الاجتماعية مفتاح مهم لفهم التغيرات في أشكال الاديان و مواضيعها. ان محراب الامس يجب ان يستغله اليوم كل أبناء المجتمع للتحصيل العلمي و الثقافي ما دامت نسبة مهمة من المجتمع لم تلج بعد المدرسة. و على و زارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية ان تنظم استغلال المحراب تنظيما ديمقراطيا، مساهمة في بناء المجتمع المتفتح، الحديث و القائم على العلم و المعرفة. 3 الفتن الطائفية كيفما كانت مرجعيتها الدينية، لن تؤدي إلا لتمزيق الوطن، و ضرب كل الانجازات الفكرية و الحضرية التي انتجها المجتمع بتراكماته و قوانينه و دساتيره و حرية فكره و معتقداته. و المحراب يجب تحريره من التبليغ الاسلامي و تحويله الى منبر للتواصل مع أبناء الشعب بكل مكوناتهم واختلافاتهم و تعددهم الثقافي و السياسي..ليبقى المغرب شعبا و احدا متحدا. 4 كتاب فرناند بروديل "تاريخ و قواعد الحضارات"، لا زالت راهنيته قائمة، نظرا لما يوفره من معرفة شاملة للحضارة من منظور علم التاريخ و الجغرافية وواقع الحياة اليومية و الاجتماعية. وربما اعادة قراءته اليوم، تعتبر ضرورة معرفية لفهم ما جرى في فترات معينة من تاريخنا.. حتى نتكلم عن المسكوت عنه. ان فترة المرابطين و الموحدين و الآدارسة و المرينيين مثلا، من بين المحطات التاريخية التي يجب الوقوف عندها لفهم ما جرى بعد ذلك. فالمحراب داخل المساجد قد يفيدنا كثيرا في التواصل مع أوسع فئات الشعب ليكون الحق في معرفة التاريخ حق من حقوق الانسان، و حتى نساهم جميعا في القطيعة مع التابوهات و الممنوعات. 5 أغلب الاعمال الفكرية و الفنية و التعبيرة توظف اللغات الأجنبية، و اللغة العربية وحدها لا تكفي للتواصل مع الحضارات الاخرى. كما أن خطاب الوعظ و الارشاد لن يحل مشكل النمط الرعوي و البدوي الذي لا زال يكتسح مناطق عديدة من المغرب، و لن يضع حدا لبقايا " الفلاج الاستعماري" كما يسميه جاك بيرك. ان التنافس الديمقراطي في التناوب على المحراب، سيساهم في زرع بدور التطور السياسي الاجتماعي و سيرفع هموم التهميش و الاقصاء عن المواطنين لتعبيد الطريق نحو التنمية المستدامة. 6 المغاربة اليوم يستيقظون كل يوم على واقع عيني عنوانه التخلف الاقتصادي و الاستبداد السياسي و التأخر المعرفي و التقني، لكنهم يصطدمون بالوعي المزيف الذي يحث على التمزق و الانحطاط و ازدواج الشخصية، و ازدواجية الفكر و السلوك. و يبقى الامل المنشود في التوافق بين العقل و الوجدان..الى ان تنتصر الانوار. 7 و البقية تأتي... كلية الآداب مكناس