جزولي يؤيد ومنجب يتحفظ والشاوي يعارض حميد المهدوي يخرج رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يوم الخميس فاتج ماي للإحتفال إلى جانب الطبقة العاملة بعيدها الأممي، قبل أن يلقي كلمة بساحة أبي شعيب الدكالي أمام أعضاء نقابته الإتحاد الوطني للشغل. وفي الرباط يخرج في نفس التوقيت وعلى خلفية نفس المناسبة وزير الخارجية سعد الدين العثماني، فيما فضل وزير الإتصال مصطفى الخلفي أن يحتفل بالعيد الأممي للطبقة العاملة بمدينة مراكش. حميد شباط أمين عام حزب الإستقلال أحد أهم الفصائل السياسية المكونة للحكومة بدوره وعد بمشاركة العمال عيدهم الأممي، وربما كان ذلك شأن كل مكونات الحكومة. لكن هل هو أمر طبيعي أن تشارك الحكومة العمال عيدهم الأممي؟ بالعودة إلى سبع بيانات صادرة عن سبع هيئات، وردت على موقع "لكم. كوم"، يؤكد أصحابها أنهم يخرجون إحتجاجا على تدهور أوضاع الطبقة العاملة على جميع المستويات وعلى سياسة الحكومة في مجمل القطاعات خاصة الإجتماعية منها، مشيرين إلى أنهم سيهتفون بشعارات تندد بالإقتطاعات من أجور المضربين عن العمل وبقمع الحكومة للحريات النقابية والتظاهرات السلمية. جزولي هذا أمر طبيعي وعادي أحمد جزولي، المحلل السياسي، لا يرى مانعا في أن يخرج أعضاء الحكومة للإحتفال إلى جانب العمال في عيدهم الأممي، مشيرا إلى أن أعضاء الحكومة هم فقط ضيوف على نقابتهم. ويرى جزولي أن حضور أعضاء الحكومة إلى جانب العمال أمرا طبيعيا وعاديا، بل فرصة لهم لإستعراض منجزاتهم والإستماع إلى مشاكل العمال، داعيا كل الزعماء السياسيين إلى النزول إلى الشارع في فاتح ماي لمشاركة العمال عيدهم الأممي. منجب: الحكومة لها خلفيات سياسية انتخابية المؤرخ والمحلل السياسي المعطي منجب بدوره لا يراه أمرا غريبا أن يحضر المسؤولون الحكوميون إلى جانب الطبقة العاملة في عيدها الأممي، مشيرا إلى ان محمد الخامس والحسن الثاني سبق لهما وأن شاركا الطبقة العاملة عيدها الأممي. ربما الجديد، يضيف منجب، هو حضور مسؤولين حكوميين ينحدرون من التجربة الإسلامية. وينفي منجب أن يكون حضور المسؤولين الحكوميين إلى جانب الطبقة العاملة حضورا بريئا ومبدئيا، موضحا أن السياسيين يحضرون دائما بخلفيات سياسية وإنتخابية وأنهم يسعون دائما بحضورهم إلى الإستفادة من هذا اليوم عبر إيهام الطبقة العاملة بأن مطالبها تعنيهم وأنهم يشاركونها همومها ومشاكلها الإجتماعية والنقابية. الشاوي : على العمال رشق الحكومة بالبيض من جانبه، يرفض النقابي حميد الشاوي حضور الحكومة وحتى أرباب العمل إلى جانب العمال يوم فاتح ماي. بالنسبة للشاوي التاريخ مهم في هذا النقاش حتى تستقيم الأمور؛ حيث يؤكد على أن فاتح ماي هو ذكرى ليوم أليم سقط فيه العديد من العمال قتلى سنة 1886، برصاص البوليس الأمريكي بأمر من الحكومة الأمريكية، عندما خرجت تظاهرة حاشدة للعمال بمدينة شيكاغو طالب من خلالها المتظاهرون بتخفيض سعات العمل إلى 8 ساعات وبتمتيع العمال بعدد من المطالب المادية والرمزية، مشيرا إلى أن قمع البوليس الأمريكي لعمال شيكاغو دفع عدد من النقابات العمالية بالعالم إلى إصدار بيانات تضامنية مع عمال شيكاغو قبل أن يتقرر جعل فاتح ماي عيدا أمميا للطبقة العملة وليس عيد الشغل كما سُمي لاحقا في إطار الإلتفاف على وعي العمال. يضيف الشاوي. ويرى الشاوي أن إحتفال الحكومة إلى جانب العمال بعيدهم الأممي غايته إفراغ هذا اليوم من مضمونه النضالي ومحاولة لطمس فكرة الطبقة العاملة كطبقة موحدة لها مصالحها وقضاياها الخاصة، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى بمشاركتها في هذه المناسبة إلى طمس الصراع القائم بين الطبقة العاملة كطبقة مهضومة الحقوق وبين الطبقة الحاكمة الهاضمة للحقوق تحت شعارات فضفاضة من قبيل التعاون الطبقي والسلم الإجتماعي والمشاركة وغيرها من الشعارات التي ينسفها الواقع المادي نسفا. ويعزو الشاوي تكريس عرف إحتفال الحاكمين إلى جانب العمال بعيدهم الأممي إلى ما وصفها بالزعامات العمالية البيروقراطية التي تقود الطبقة العاملة والتي تستغل وعي العمال البسيط من أجل تدليسه بأفكار لا تخدم مصالحهم في آخر المطاف، ولو كان العمال واعين بمصالحهم، يقول الشاوي، لرشقوا المسؤولين الحكوميين يوم غد بالبيض كما حدث ذات فاتح ماي بالأرنجنتين لأن الحكومة دائما هي المسؤولة عن أوضاع العمال، يوضح نفس المتحدث قبل أن يضبف متسائلا: كيف يحتفل الجلاد والضحية على إيقاع نفس الأنغام العمالية؟