ناقش حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب صباح يوم السبت فاتح ماي 2010 في الرباط أسباب نزول عدم مشاركة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في تظاهرة فاتح ماي لهذه السنة، موضحا أنه تم اتخاذ هذا الموقف بقناعة وإرادة قوية. وذكر في كلمة ألقاها بالمناسبة أمام جمهور غفير من مناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن المؤتمر التاسع جعل من هذه النقابة مواطنة ومؤسساتية ومبنية على الجهوية الموسعة وتعتمد على التكوين فيما يتعلق بالثقافة العمالية وعلى الدراسات والأبحاث. وقال إن هذه النقابة أبت إلا أن تناقش كيفية وطريقة الاحتفال بفاتح ماي، اليوم العالمي والأممي، بحيث تمت مناقشة الوضعية الراهنة التي تعيشها الطبقة العاملة ومعها الشعب المغربي على اعتبار أن هذه الطبقة هي المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني، واعتبر الوضعية الراهنة كارثية إلى درجة وصفها بالاحتقان الاجتماعي. وأضاف أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عن طريق مجلسه العام الذي صادق أخيرا بالاجماع على عدم المشاركة لهذه السنة يحتج أولا على انعدام الحرية النقابية في كل المؤسسات حكومية كانت أو تنتمي إلى القطاع الخاص. وأوضح أنه في كل مرة يتأسس فيها مكتب نقابي داخل معمل أو مؤسسة إلا وكان مصيره التوقيف. وأكد أنه لا يمكن أن تحتفل الطبقة العاملة بثلاث ساعات في السنة بالحرية ولا تنعم هذه الطبقة بها طوال السنة. وأفاد أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب قرر وصادق بالاجماع عبر مؤسساته عدم المشاركة في ما وصفه بالمسرحية التي تعود بالشر على الطبقة العاملة، ولهذا طالب بالمصادقة على القرارات الدولية فيما يخص تطبيق المذكرة 87 الخاصة بالحريات النقابية. وأشار أن الاتحاد العام للشغالين يسعى إلى أن تنعم الطبقة العاملة بالحرية طوال 365 يوم وذلك بإخراج مشروع قانون النقابات المهنية إلى حيز الوجود لرد الاعتبار إلى العمل النقابي. واعتبر مقاطعة احتفالات فاتح ماي بداية لمسلسل طويل يمتد ثمانية شهور إلى حين تنفيذ الإضراب العام يوم 14 دجنبر 2010، وقال إنها مدة كافية لتحقيق مطالب العمال وفي مقدمتها الزيادة في الأجور لاتقل عن 20 في المائة مبررا ذلك بالوضعية الراهنة التي لاتبشر بخير حسب ما صرح به حميد شباط الكاتب العام. وأكد أنه في عهد الحكومة الحالية التي يرأسها الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي لأول مرة تمت الزيادة في الاعتمادات بالنسبة للمستشفيات العمومية وفي التعليم لأن حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين بالمغرب دائما في خدمة الفقراء والضعفاء داخل المؤسسات العمومية سواء في التعليم وفي الصحة . وتحدث عن البرنامج النضالي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بدءا من أول اجتماع يوم 22 ماي الجاري وبعد ذلك ستنظم لقاءات في عدد من الجهات والعمالات والأقاليم بهدف شرح وتوضيح مضامين هذا البرنامج، إضافة إلى اللقاءات التي ستجمعهم بالفرقاء في مجلسي النواب والمستشارين وكل الأحزاب السياسية، كما ستتم لقاءات بجمعيات من المجتمع المدني وندوات صحفية في التلفزيون وبمختلف وسائل الإعلام لكي لايتهم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بأنه من هواة الإضراب من أجل الاضراب. وذكر بيوم 7 ماي المقبل واعتبره محطة أساسية في مسلسل الحوار الاجتماعي وقال إن الاتحاد العام سيدخل هذه المحطة وهو حامل لرسالة مقدسة وهي تحقيق مطالب العمال كاملة غير مجزأة. ورحبت خديجة الزومي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب في أول اللقاء بالحضور وحيت أعضاء المجلس الاقليمي لمدينة الرباط واعتبرت مناسبة فاتح ماي محطة لتقييم العمل النقابي طوال السنة لاسيما بعد المؤتمر التاسع للاتحاد العام للشغالين الذي قالت إنه نقطة تحول في هذه النقابة بقيادة شابة وجريئة وقادرة على أخذ المواقف في الزمن والمكان المناسبين، وهنأت الحضور على الجرأة في الإعلان بمقاطعة احتفالات فاتح ماي.