رفع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، تحدي تنظيم «أكبر تجمع نقابي» في فاتح ماي المقبل بالرباط من أجل إظهار ما وصفه ب«القوة الحقيقية» لنقابته (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب). الغرض من هذا التصعيد، حسب قائد حزب «الميزان»، هو التعبير عن رفضه عدة إجراءات اتخذتها الحكومة، التي يشارك حزب «الاستقلال». وقبل تصريحات شباط، دعا «الاتحاد المغربي للشغل» أعضاءه إلى «المشاركة المكثفة والقوية في تظاهرات فاتح ماي، وجعل الأخير يوما للاحتجاج والاستنكار ضد السياسات التراجعية للحكومة وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية والكرامة». جميل أن تعلن النقابات العمالية رفعها لواء الدفاع عن الطبقة العاملة، وأن تعيد إلى عيد الطبقة الشغيلة وهجه السابق، الذي افتُقد بالمغرب منذ دخول المعارضة السابقة إلى الحكومة سنة 1998، بفعل التوافقات التي أبرمتها النقابات مع الحكومة. ومن الجيد أيضا أن تساهم النقابات في إخراج احتفالات فاتح ماي من رتابتها هذا العام، خصوصا أن هذا اليوم هو الذي تصنع فيه الطبقة العاملة آمالها وتطلعاتها. فأن تدافع النقابات عن مصالح العمال والمستخدمين وتقف في وجه الحكومة ضد أي قرار يمس مصالحها. فهذا يدخل في صميم عملها، لكن ذلك لا يعني أبدا الوقوع في استغلال ملفاتها المطلبية لتصفية حسابات سياسية ضيقة، سواء ما بين أطراف الائتلاف الحكومي أو ما بين الحكومة والمعارضة، لأن العمل النقابي الحقيقي هو النضال من أجل الدفاع عن حقوق العمال والعاملات وتحسين ظروف عملهم وعيشهم خدمة للطبقة العاملة وليس استغلالها في قضايا سياسية لا علاقة لها بها.