سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجهودات كبرى للحكومة في حذف السلالم الدنيا من 1 إلى 4 والنقص في الضريبة على الدخل والزيادة في قيمة التعويضات العائلية في لقاء جماهيري ترأسه حميد شباط بأكادير
ترأس الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أخيرا لقاء تواصليا جماهيريا بقاعة الندوات التابعة لمندوبية الشبيبة والرياضة بأكادير ، حضره مناضلو ومناضلات الاتحاد العام بالمنطقة الوسطى الغربية الممثلة لجهتي مراكش تانسيفت الحوز وسوس ماسة درعة في إطار التهييء لتنفيذ الإضراب الوطني المقرر خوضه يوم 14 دجنبر 2010 . كما حضره الأخ عبد الصمد قيوح عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والأخ محمد كافي الشراط عضو المكتب التنفيذي وكاتب وطني مسؤول على المنطقة الوسطى الغربية والأخ عبد الله الحمراوي عضو المكتب التنفيذي والأخ سعيد ضور برلماني عن إقليم اشتوكة آيت باها والأخ العربي سديد مستشار برلماني عن إقليمتارودانت، كما حضر المهرجان الإخوة الكتاب الجهويون والإقليميون للمركزية النقابية. وقد كانت مداخلة الأخ حميد شباط قوية ألهبت حماس الجماهير العمالية التي جاءت من مختلف أقاليم المنطقة الوسطى الغربية، بعث من خلالها رسائل قوية سواء خلال حديثه عن العمل النقابي والحوار الاجتماعي والتحولات التي يعرفها الفعل النقابي أو ضمن الشق السياسي الذي شرح فيه المشهد السياسي المغربي من خلال مقاربة موضوعية ونهج الواقعية السياسية. ودعا المناضلين للافتخار بنقابتهم العتيدة وبتاريخها النضالي الحافل وأنها يرجع لها الفضل في الارتقاء بالطبقة العاملة من النضال »الخبزي«إلى نضال الكرامة والحرية وتحرير البلاد وتحرير الفرد المغربي من العبودية، وأكد على العلاقة الروحية والمبدئية بين الاتحاد العام للشغالين وحزب الاستقلال ودور المجاهد علال الفاسي الذي أفنى حياته في الكفاح الوطني والنضال السياسي، وانتقل إلى جوار ربه وهو يدافع عن القضية الفلسطينية والقضية الوطنية في رومانيا. وقد صادف اللقاء الجماهيري احتفال الاتحاد العام للشغالين بمرور 50 سنة على تأسيسه، مرت في سبيل الدفاع عن كرامة العامل ومن أجل المساواة والحرية والعيش الكريم موحدين تحت راية الإسلام عربا وأمازيغ.. وقد تفاعل الحاضرون إيجابا وصفقوا لمواقف نقابة الاتحاد العام للشغالين وحزب الاستقلال بخصوص سؤال الهوية الذي أكد الأخ الكاتب العام أنه تآخ وتضامن بين مختلف المكونات اللغوية للشعب المغربي تحت راية إسلام وسطي وفي ظل تلاحم مع العرش واحترام تام للمقدسات والثوابت الوطنية. ولم تفته الفرصة في ظل حديثة عن حياة الاتحاد العام كمركزية نقابية مناضلة عن محطة المؤتمر الوطني الأخير الذي شكل منعرجا تاريخيا في حياة المنظمة من خلال جرأته في تناول القضايا العمالية والنقابية في سياق التحولات الاجتماعية والاقتصادية الوطنية والدولية معتبرا أن الأجير والمشغل وجهان لعملة واحدة، وأن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب انتقلت إلى التدبير الشفاف لماليتها التي أصبحت مفتوحة على الجميع وإلى نقابة الجهوية الموسعة والتكوين والتأطير والثقافة العمالية واعتماد لجنة الخبراء، وأن التغييرات الجوهرية التي عرفها العالم كانت تفرض بالضرورة على النقابة أن تتطور؛ كما ذكر بالأدوار التاريخية للحركة النقابية المغربية إلى جانب حزب الاستقلال والتي قادت المغرب إلى الحرية والانعتاق، وما زالت تدافع إلى اليوم عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والتنمية واستكمال الوحدة الترابية مشددا في السياق ذاته على التعبئة من أجل الدفاع عن قضية المغاربة المحتجزين في تيندوف واستنكار ما يتعرضون له من انتهاكات صارخة لحقوقهم الطبيعية. وفي معرض حديثه عن العلاقة بين المركزية النقابية وحزب الاستقلال، تحدث الأخ الكاتب العام بجرأته المعهودة على أن الاتحاد العام للشغالين سيتحول بالفعل لا بالقوة إلى المعترك السياسي لصون مصالح الطبقات الكادحة وتعزيز حضور العمال في المؤسسات الدستورية الانتدابية، معتبرا النتائج التي حصل عليها حزب الاستقلال في الاستحقاقات التشريعية لسنة 2007 هي كذلك ثمرة لجهود ونضال الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وخصص الأخ حميد شباط حيزا هاما للحديث عن مقاطعة احتفالات فاتح ماي والتنازل عن هذا الحق المكتسب واعتبر أنه أحسن إجابة على ما تعيشه وضعية الحريات النقابية بالمغرب من مصادرة يغذيها عدم مصادقة الحكومة المغربية على الاتفاقية الدولية 87 الضامنة للحرية النقابية والحامية للممثلين النقابيين بالإضافة إلى عدم إلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي للاستمرار في الزج بالعمال بمحاكمات زجرية تعسفية واعتبارا كذلك إلى استمرار تدهور القدرة الشرائية للطبقة العاملة بما يحول دون ضمان العيش الكريم لها؛ وهو ما يجعل مطلب الزيادة في الأجور بنسبة 20 % أضحى مطلبا ملحا لأن قتامة الأوضاع الاجتماعية الحالية تهدد أمن الدولة وتداعياتها سلبية على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية، معتبرا في الآن ذاته أن إيجابيات عمل الحكومة الحالية التي يقودها حزب الاستقلال برئاسة الأستاذ عباس الفاسي لا ينكرها غير جاحد ومن ضمنها حذف السلالم الدنيا من 1 إلى 4 مع ما يتيحه من زيادة في الأجور بأثر رجعي منذ 2008 والنقص في الضريبة على الدخل والزيادة في قيمة التعويضات العائلية وتعميمها على عمال القطاع الفلاحي وما خصصته الحكومة لصندوق المقاصة المخصص لدعم القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة بالإضافة إلى مأسسة الحوار الاجتماعي وإقرار التعويضات عن المناطق النائية وغيرها، لكن مازالت هناك نقط خلاف متعلقة على سبيل المثال حول ما كانت تفرضه هذه النقطة الأخيرة من أسبقية تحديد المناطق النائية قبل منح التعويض، بالإضافة إلى ما تفرضه مأسسة الحوار الاجتماعي من أن يكون عموديا وأفقيا على مستوى الجهات والأقاليم لأن المشاكل المحلية تضر بالحوار الاجتماعي.. كما أنه من غير المقبول أن تواجه مطالب النقابات بالأزمة العالمية التي تحولت إلى لازمة على لسان وزير المالية لأن الوضع الاجتماعي أصبح مهزوزا والاحتقان وصل درجة من الخطورة، وأن ما يعانيه الفقراء ويكابده العمال يفرض تدخلا استثنائيا وعاجلا. وعاد الأخ حميد شباط إلى إضراب 14 دجنبر 1990 ليستلهم منه قيم النضال الجماهيري معتبرا أنه خلخل جمود الحياة السياسية وكان مدخلا مؤثرا لإصلاح سياسي انطلق بإلغاء كل القوانين الجائرة وعودة المنفيين والمغتربين وصولا إلى التناوب التوافقي. وأنه اعتبارا للتضحيات الجسام التي قدمتها الطبقة العاملة التي لم تنصف بالشكل المطلوب من قبل السياسيين، فإنه بالضرورة أخذ الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مبادرة خوض الإضراب العام الوطني ل 14 دجنبر 2010 الذي يعد التحضير له أحد دواعي تنظيم هذه اللقاءات الجماهيرية. وكان حديث الأخ الكاتب العام عن المشهد السياسي لحظة قوية ألهبت الجماهير التي صفقت للمواقف الشجاعة والجرأة في تناول كل المواضيع، إذ اعتبر أن تحول حزب إداري لم يشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة إلى حزب بفريق برلماني هو الأول من حيث العدد في البرلمان يسيء إلى العمل السياسي ويضر بالتجربة الديمقراطية المغربية، وعلق ساخرا على ذلك المشهد بالطالب الذي لم يجتز الامتحانات ووجد اسمه على رأس قائمة المتفوقين!! وتساءل» من أين لك بهؤلاء البرلمانيين؟» على غرار «من أين لك هذا» الذي أشهره حزب الاستقلال ضد الفساد والمفسدين. وختم الأخ الكاتب العام اللقاء الجماهيري بتهنئة المناضلين محمد العيساوي والحسن الخزروني العاملين بشركة دونا إكسبور باشتوكة آيت باها، والذين أفرج عنهما بعدما قضيا العقوبة الحبسية بعد مشاركتهم في الإضراب. تجدر الإشارة إلى أن اللقاء افتتح بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بعرض شريط مصور تكريما للفقيد أحمد الكوينة الذي كان قيد حياته النضالية عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكاتب الجهوي لجهة سوس ماسة درعة، والتي تضمنت شهادات سلطت الضوء على حياة الراحل النضالية وما راكمه من عطاءات تحولت إلى قيمة مكنت الاتحاد العام للشغالين بالمغرب من تبوء مكانة هامة بالمنطقة. واعتبر الكاتب الإقليمي لأكادير الأخ حسن لخضر أن ما تتعرض له الحريات النقابية من مصادرة حول المناضلين النقابيين إلى مضطهدين، واعتبر الأخ عبد الله الحمراوي عضو المكتب التنفيذي أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب هو من ناضل وانتزع حق التعددية النقابية وأن 50 سنة من النضال النقابي المتميز عززت مكاسب الشغيلة المغربية، واستنكر الأخ عبد الله العسري عن اللجنة التنظيمية موقف السلطات بأكادير التي منعت مسيرة احتجاجية لنساء ورجال التعليم.