قالت آمنة ماء العينين القيادية بحزب العدالة والتنمية، إن الانتخابات مرت في أجواء غير مريحة، طبعها تراجع كبير عن الاختيارات الديمقراطية، معتبرة أن مرحلة انتهت من عمر "البيجيدي"، وعمر مشروع "الإسلام السياسي" ليس في المغرب فقط وإنما في المحيط الإقليمي والجهوي. وبخصوص سؤال مستقبل العدالة والتنمية، فقد اعتبرت ماء العينين أن المجلس الوطني للحزب الذي سينعقد الأسبوع المقبل عاجز عن إيجاد الأجوبة غير المتوفرة أصلا، كما سيعجز مؤتمر استثنائي قريب عن إبداعها مهما كانت مخرجاته التنظيمية أو الانتخابية إذا لم يسبقها إعداد وتفكير. وأضافت المتحدثة "لقد ظللنا نهرب من النقاش الحقيقي، بل اخترنا الالتفاف على النقاش بإبداع آليات تنظيمية يسيرها مهندسو التنظيم – وهم على فكرة جزء من الأزمة- بدل قرار الصراحة والوضوح والقدرة على التقاط الإشارات الشعبية قبل الرسمية التي تم إطلاقها منذ مدة، وروجنا لوهم كبير مفاده أن كل شيء بخير وأن شعبيتنا لم تتأثر، وأن أزمتنا داخلية وأن المنتقدين يعيشون حالة نفسية تحتاج إلى علاج، في وقت كان فيه جزء من قيادتنا مصاب بمرض "إنكار الواقع". ونبهت ماء العينين إلى أن الأجواء غير المريحة التي مرت فيها الانتخابات، سبقتها آلة التنميط والتمييع وقتل المعنى وإلغاء الاختلاف، في الإعلام والمجتمع المدني والأحزاب، وهذا أمر خطير يضع البلد على سكة الصوت الواحد والرأي الواحد والمقاربة الواحدة المفروضة بالقوة والمال الذي يشتري الجميع، ومن يحاول الاختلاف فسيتعرض للسحق، بالضبط كما حدث مع حزب العدالة والتنمية، الذي تم إذلاله وسحقه. واعتبرت ماء العينين أنه وقبل قبل سؤال الحزب، هناك سؤال الوطن ومستقبله الديمقراطي والحقوقي، وأي محاولة للجواب عن الأول دون استحضار الثاني، ستكون مجرد أنانية وانكفاء حزبي وإيديولوجي. وزادت "إن مرحلة انتهت من عمر حزب العدالة والتنمية، وعمر مشروع "الإسلام السياسي" ليس في المغرب فقط وإنما في المحيط الإقليمي والجهوي، وإن الحزب في صيغته الحالية لا يمكنه أن يعود". واعتبرت المتحدثة أن البيجيدي في حاجة إلى وقت طويل للتهييء لولادة جديدة بعد مراجعات جذرية للمقولات الأساسية التي تأسس عليها فكريا وسياسيا، مشيرة إلى أن الصدمة الحالية ضرورية للاعتراف بالأخطاء.