06 نوفمبر, 2017 - 12:38:00 انتقلت تداعيات الخلافات الحادة بين ما بات يعرف ب"تيار الإستوزار" الداعم لحكومة سعد الدين العثماني، وبين تيار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، إلى قواعد الحزب والمسؤولين في الجهات والأقاليم، بحيث ظهر خيار جديد يتزعمه مسؤول "البيجيدي" بالخارج، عمر المرابط والذي يدعو إلى ترك الخلافات حول تعديل النظام الأساسي جانبا والتفكير في بلورة مشروع سياسي من خلاله يتم تحديد الشخص الأنسب لقيادة سفينة "البيجيدي". ويعيش حزب العدالة والتنمية صراعا غير مسبوق، وانقساما داخليا بسبب تعديل النظام الأساسي للحزب الذي يقود الحكومة بهدف فتح المجال أمام ولاية ثالثة للأمين العام الحالي عبد الإله بنكيران. مقرب من بنكيران: الولاية الثالثة خيار سياسي وعودة الحزب للمعارضة وارد بعد انتخاب بنكيران مصدر مقرب من بنكيران وعضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية"، والذي فضل عدم ذكر اسمه، قال في اتصال مع موقع "لكم"، "استبعد أن تكون لهذا التوجه أي قيمة لأنه لا يوجد خيار ثان لكي نتحدث عن الخيار الثالث"، موضحا :" نتكلم اليوم عن خيار واحد مطروح في الساحة التنظيمية والسياسية وهو خيار سياسي منح لبنكيران الحق في الترشح لولاية ثالثة من خلال التعديل النظام الأساسي". المصدر ذاته كشف لموقع "لكم"، أن عدم انعقاد لقاءات الأمانة العامة للحزب له سياق آخر غير مرتبط بنقاش الولاية الثالثة وإنما بالاختلاف الكبير في قراءة الوضع السياسي بالبلد والذي يعرف تراجعات في مجالات عدة. ويسرد المقرب من بنكيران حكاية كيف تجنبت الأمانة العامة بقيادة الأمين العام عدم الخوض في نقاش الورقة السياسي للمؤتمر المقبل وجعلت المفتاح لأي جواب سياسي هو الحسم في الاختيار الذي برزته لجنة تعديل القوانين التي أفرزت نتائج بمثابة توصيات له دلالات سياسية بالرغم من حضور خمسة وزراء دفعوا جلهم بعدم تعديل المادة التي تسمح بعودة بنكيران لقيادة الحزب. وتابع بالقول :" فبمجرد وجود إمكانية لعودة بنكيران أصبحت الورقة السياسية محط خلاف كبير، لأن هذه العودة بذاتها جواب سياسي مما قد يفرض الانتظار حتى يحسم المؤتمر في هذه النقطة ثم نأتي للورقة السياسية". القيادي في "البيجدي" أكد على أن هناك توجه لدى بنكيران أفصح عنه مؤخرا من خلال عدة رسائل وجهها في أكثر مناسبة من خلال إبرازه كون أدبيات الحزب وصلت إلى النهائية وهناك حاجة إلى نقدها وتمحيصها. ولم يستبعد المصدر نفسه إذا صعد بنكيران لأمانة الحزب وظهر هناك ما يسميه ب"مزاج شعبي رافض لحكومة العثماني فإن الحزب بقيادة بنكيران سيقرر الانسحاب من الحكومة والعودة للمعارضة". المرابط: المشروع السياسي قبل الأشخاص ويجب فتح المجال أمام بنكيران للتنافس في الوقت الذي أصبحت فيه قيادات "البيجيدي" منقسمة تماما على ما أفرزته قواعد الحزب التي فتحت الباب الأوسع أمام عودة بنكيران لقيادتهم، فإن أغلب أعضاء العامة للحزب أصبح أغلبهم رافضون لعودة بنكيران وهو ما سبب "بلوكاج تنظيمي" لأمانة الحزب. أمام هذا الوضع يقر عمر المرابط، مسؤول "البيجيدي" بالخارج وعضو المجلس الوطني بصعوبة المرحلة، مشيرا إلى هناك حل يقضي باحترام جميع الرؤى لكن أساس الوحدة التنظيمية والفكرية. ويقترح المتحدث في اتصال مع "لكم"، في ظل صمت كل من سعد العثماني وعبد الإله بنكيران، تحديد الاختيار السياسي للحزب في هذه المرحلة من خلاله سيتم التصويت على أحدهم لقيادة الحزب. ويرفض المرابط إقصاء بنكيران من المنافسة على أمانة "البيجيدي" لأن "السؤال ليس بالضرورة هل يكون بنكيران أو لا يكون لأن في حالة فوز بنكيران سيبقى مساندا لحكومة العثماني مادام الملك يدعمها". ويؤكد المتحدث وجود ضبابية لدى الفريقين (ما بات يعرف بتيار الإستوزار وتيار الولاية الثالثة)، مما يفرض البحث عن جواب سياسي جماعي يتجاوز الأشخاص.