بعد قرار القضاء تعليق ترحيل القاصرين المغاربة غير المصحوبين بمدينة سبتةالمحتلة، وتزامنا مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، وجدت وزارة التعليم الإسبانية وسلطات المدينة نفسها أمام ضرورة البحث عن إمكانيات تعليم القاصرين. ويزور المدير العام للتخطيط والإدارة التربوية بوزارة التعليم الإسبانية مدينة سبتة لمعالجة وضع القاصرين في سن التمدرس، وكذا القاصرين الذين يتجاوز سنهم 16 سنة، بغية تدارس المقترحات والخيارات المتوفرة للرعاية التربوية لهؤلاء. كما يسعى المسؤول الإسباني بمعية سلطات المدينة إلى تحديد أماكن تدريس القاصرين المغاربة، في ظل عدم السماح لهم بالانتقال إلى المدارس إلى جانب تلاميذ المدينة، حيث سيتم النظر فيما إذا كانت مراكز إيواء القاصرين تتوفر على مساحات كافية للتدريس أو لتركيب فصول دراسية. وكانت مندوبة الحكومة الإسبانية بالمدينةالمحتلة، قد أكدت قبل أسبوعين أنه لن يكون هناك أي داع لتدريس القاصرين المغاربة، أو لبحث إمكانيات تعليمهم بسبتة، مؤكدة أن ترحيلهم إلى بلدهم سيكون قبل انطلاق الموسم الدراسي، قبل أن يقرر القضاء تعليق هذا الترحيل أياما قليلة بعد انطلاقه. وحسب الأرقام الرسمية للسلطات بالمدينة فإن عدد القاصرين المغاربة الذين يبلغون سن التمدرس الإجباري، أي أقل من 16 سنة، يقارب 600 طفل، من أصل أزيد من 1100 قاصر دخلوا الثغر المحتل في ماي الماضي. وكانت سلطات المدينة قد أشارت، قبل انطلاق عمليات الترحيل، إلى أن القاصرين الذين لا يزالون في سن التمدرس سيتم تقديم دروس في اللغة الإسبانية لهم، قصد مساعدتهم على الاندماج في المجتمع، فيما لم تكشف عن أي مخطط للقاصرين ما بين 16 و17 سنة. من جانبها، تعهدت وزيرة التربية والتعليم الإسبانية بيلار أليجريا، بتلبية الاحتياجات التعليمية للقاصرين المغاربة الذين بقوا في سبتةالمحتلة منذ أزمة الهجرة الجماعية في ماي الماضي، والذين شل القضاء الإسباني عمليات ترحيلهم. وقالت الوزيرة الإسبانية في مؤتمر صحفي خصص لمناقشة الدخول المدرسي، إن وزارتها ستلتزم بتقديم خدمات تعليمية للقاصرين غير المصحوبين في سبتة ومليلية بتنسيق كامل مع سلطات المدينتن، مؤكدة أن هناك عملا على هذه القضية "بشكل عاجل لأن الدخول المدرسي على الأبواب، ولابد من التفكير دائمًا في مصلحة القاصر".