حذّر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي مما سمّاه "دولة الأخ الزعيم" وميليشيات الحشد الشعبي في تونس، منتقدا قيام السلطات بالتضييق على عدد كبير من السياسيين ومنعهم من السفر، فضلا عن وضع آخرين تحت الإقامة الجبرية، في ظل الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد. وكتب المرزوقي على صفحته في موقع فيسبوك: "إيقاف عائلة عماد الدايمي (نائب سابق مقرب من المرزوقي) في المطار أكثر من ساعة لمنعها من السفر. نفس القصة مع الأخت لمياء الخميري (الأمينة العامة لحزب لحراك) التي منعت أياما من السفر. تتبع نواب ائتلاف الكرامة والتضييق على عائلاتهم. وضع مواطنين في الإقامة الحبرية بموجب لا قانون. قوائم لا أحد يعرف من وضعها لتتبع مواطنين كل ذنبهم الانتماء لمهنة أو حزب وعلى الشبهة. تسمية موظفين كبار دون الحق في ذلك بموجب دستور ما زال ساري المفعول والدليل الاحتجاج الكاذب بالفصل 80. ناهيك عن إغلاق البرلمان وغياب حكومة شرعية. إنها الخطوات الأولى لإلغاء تام لدولة القانون والمؤسسات، وإفساح المجال لدولة الأخ الزعيم وميليشيات الحشد الشعبي". وأضاف: "الذين يطبّلون ويزمرون للانقلاب شماتة في النهضة وكرهاً للأحزاب الفاسدة وأملا عقيما في تحسن أوضاعهم لا يفهمون ما الذي خسروا في المقابل. هم خسروا أهم مكسب ناضلت من أجله الأجيال وهو الدليل على تحضّر أي شعب في العالم. أن نغضب من المؤسسات التي خلقناها نحن جميعا بنواقصها وعيوبها التي هي نواقصنا وعيوبنا. وأن نكتشف أن القوانين التي تحكمنا ليست بالفعالية المرجوة خاصة في محاربة الفساد لا يعني أن نلقي بالقوانين والمؤسسات جانبا وإنما أن نصلحها وإن نطورها". وتابع: "يوم ستحل الفوضى في تونس وتتكاثر التجاوزات والانتهاكات وردود الفعل نتيجة افراغ الرضيع مع حمام قذر. ويوم يذوق هؤلاء المطبلون المزمرون تبعات العيش في دولة فرط شعبها في أثمن المكتسبات: دولة القانون والمؤسسات، سيتذكرون كم ظلموا أنفسهم وظلموا بلدهم وظلموا الأجيال التي ضحت لكي يعيشوا مواطنين لا رعايا". وكان المرزوق وصف في وقت سابق الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد ب"الانقلاب"، محذرا من تقسيم التونسيين والتدخل الخارجي في شؤون البلاد.