قرر حزب الاشتراكي الموحد بقيادة أمينته العامة أمينة منيب خوض الانتخابات المقبلة، خارج تحالف أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي، ودخول غمارها برمز "الشمعة" بدل "الرسالة". واعتبر عبد السلام لعزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، العضو في الفيدرالية، أن ما يحدث اليوم داخل الفيدرالية هو تحصيل حاصل، بالنظر لطريقة اشتغالها، التي استنفذت إمكانياتها، وبات الاندماج هو الحل المتبقي، إلا أن قيادة الاشتراكي الموحد كان لها رأي آخر، واعتبرت الانتخابات أولوية بالنسبة لها. وأوضح لعزيز في تصريح لموقع "لكم" أن تدبير الانتخابات من طرف الهيئات المحلية لفيدرالية اليسار، خلق بعض المشاكل داخل الحزب الاشتراكي الموحد، وهو ما دفع منيب إلى طلب سحب التصريح الذي أودعته أحزاب الفيدرالية مجتمعة لدى وزارة الداخلية، قصد المشاركة الجماعية في الانتخابات المقبلة. وأوضح لعزيز أن الهيئة التنفيذية للفيدرالية أجمعت على رفض سحب التصريح، وأكدت على ضرورة العمل من أجل إيجاد الحلول للمشاكل التي برزت داخل حزب منيب، كما أن المكاتب السياسية لكل من حزب الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي، عبرت عن رفضها لسحب التصريح، لكن قيادة الاشتراكي الموحد سارت في اتجاه السحب. وأكد لعزيز أن وزارة الداخلية اتصلت به أمس الثلاثاء، بمجرد انتهاء اجتماع الفيدرالية، وتم إخباره بأن التصريح تم سحبه. وشدد المتحدث على أن كلا من المؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة، متشبثون بالفيدرالية، والقانون الأساسي للفيدرالية ينص على إمكانية انسحاب أحد الأحزاب منها كما يمكن أن ينضم حزب آخر لها. وبخصوص انسحاب منيب من التحالف في الانتخابات، وليس من فيدرالية اليسار، أوضح لعزيز أن قانون الفيدرالية، جعل من الانتخابات والقضية الوطنية والمسألة الدستورية قضايا لا يمكن لحزب واحد الحسم فيها لوحده، وهو ما يعني أن منيب وضعت نفسها خارج الفيدرالية، لأنه لا يمكن أن تكون داخلها، وتدخل الانتخابات برمز حزبك، فالفيدرالية لها رمزها "الرسالة". وأضاف "بالنسبة لنا في قراءتنا هناك قضايا لا يمكن لحزب أن يبت فيها بنفسه، إلا إذا خرج من الفيدرالية، فآنذاك يمكنه أن يتخذ قراره المستقل فيها". وزاد المتحدث "عموما سنستمر لأن مشروعنا ليس هو الانتخابات، ونحن ليست لدينا رهانات كبيرة فيها كي نكون واضحين، نحن رهاننا هو مشروع حزب يساري للجميع، وبالتالي سنستمر، ونحن منفتحون على اليساريين والديمقراطيين بصفة عامة، والكل يتحمل مسؤولية قراراته أمام التاريخ ومناضليه". ونبه لعزيز إلى أن هناك اليوم تراجعات في الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، ونزوع نحو السلطوية، وهو ما يقتضي أداة للتغيير، التي هي الأحزاب الثلاثة، لكن بالطريقة التي يتم بها التدبير اليوم لن نستطيع إنتاج سوى الخطاب، في حين نسعى لإنتاج الفعل والتأثير في ميزان القوى. وشدد على أن مسألة الاندماج لا تزال قائمة بين حزبي المؤتمر الاتحادي والطليعة، كما يمكن الانفتاح على يساريين آخرين، "فإذا كان حزب يقدر أن بإمكانه لوحده القيام بالعمل الذي لم نستطع القيام به جميعا منذ 20 سنة، فهذا تقديره، لكن نحن نقول لا نستطيع القيام بشيء بالنظر لهذا التشتت، ولا أحد يستطيع لوحده القيام بمهام اليسار".