دخلت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إلى اجتماع ضم رؤساء أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي، اليوم الثلاثاء، وهي تحمل مطلبا واحدا هو سحب التصريح المشترك بين أعضاء هذه الفيدرالية للترشح للانتخابات المقبلة، وخرجت من الاجتماع وهي مصممة عليه، رغم أنها لم تلق موافقة من الأمينين العامين لكل من حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي. الاجتماع الذي دام أزيد من ساعتين، لم تنفع فيه مرافعات كل من علي بوطوالة، وعبد السلام العزيز، في تليين موقف منيب بخصوص وضع حد للترشيحات المشتركة كما كان يجري بها العمل داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي منذ سنين. قادة هذه الفيدرالية سلموا لوزارة الداخلية قبل حوالي 15 يوما، تصريحا بالترشيح المشترك لأعضائها سواء في انتخابات الغرف المهنية، أو الانتخابات الجماعية والبرلمانية. غير أن منيب قررت ألا تستمر في ذلك. منيب أخبرت زملاءها في قيادة الفيدرالية، بأن "مكتبها السياسي حسم أمر هذه الترشيحات، ويتوجب سحب التصريح المشترك من وزارة الداخلية". عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي رفض ذلك، لكنه قوبل بالتجاهل من لدن منيب. "لقد تمسكت بسحب التصريح… لقد كنا ندور طيلة هذا الاجتماع في حلقة مفرغة"، يقول العزيز، ثم يضيف: "هي كانت تتحجج بأن مكتبها السياسي قيد حركتها، ونحن أيضا كنا نقول ذلك بالنسبة لمكتبينا السياسيين، نحن، والطليعة… في الواقع، هذا الاجتماع ليست له خلاصات… لقد أخبرتنا بموقف مكتبها السياسي، وبقينا ندور من حول ذلك لساعتين أو ما يزيد". وكان المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد قد خلص في اجتماع له أمس الاثنين، إلى إلغاء الترشيحات المشتركة باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي على صعيد الانتخابات المتعلقة بالجماعات والبرلمان، والاكتفاء فقط بالترشيحات المشتركة في الغرف المهنية. يشعر العزيز كما بوطوالة بالقلق من تأثير سحب التصريح على مستقبل الخطوات المتخذة لتوحيد فصائل اليسار هذه، بعدما قطعت أشواطا كبيرة وتوقفت بسبب تردد منيب إزاء فكرة الاندماج. "إذا ما سحبنا التصريح المشترك، فإن كل شيء فعلناه طيلة هذه السنوات سيتم تدميره… صورة هذا اليسار الموحد ستتعرض للانكسار"، يقول العزيز. ولم يتسن الحصول على رأي منيب في هذه القضية، لكن عضوا بالمكتب السياسي لحزبها، قال لنا "إن التصريح المشترك يجب سحبه أولا… ثم لاحقا يمكننا مناقشة باقي التفاصيل".