خلقت نقطة سحب التصريح المشترك بين أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي طرحتها نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نقاشا حادا خلال اجتماع الهيئة التنفيذية، المنعقد أمس الأحد. وكانت نبيلة منيب قد اقترحت على الأمناء العامين للأحزاب المشكلة لفيدرالية اليسار، علي بوطوالة (حزب الطليعة الديمراطي الاشتراكي) وعبد السلام لعزيز (حزب المؤتمر الوطني الاتحادي)، سحب التصريح المشترك المقدم لوزارة الداخلية، المتعلق بدخول الاستحقاقات المقبلة برمز موحد هو "الرسالة". وعلم "الأول" من مصدر جد مطلع، أن منيب اتصلت بعلي بوطوالة عبر الهاتف وطلبت منه سحب التصريح والإدلاء بتصاريح متفرقة لانتخابات الغرف المهنية، ثم بعدها للانتخابات المحلية والتشريعية، وهو ما رفضته الكتابة الوطنية لحزب الطليعة، كما سبق أن عبر عبد السلام لعزيز عن رفضه لهذا المقترح. ولم يقبل معظم الحاضرين في اجتماع الهيئة التنفيذية للفيدرالية، ما جاءت به منيب حيث انتفض عبد الرحمان بنعمرو، الكاتب العام السابق لحزب الطليعة وأحد مؤسسيه، خصوصا بعدما اقترح أحد الحاضرين وجوب "التعامل بمرونة مع القانون"، وهو المعروف خلال الاجتماعات بقلة كلامه، قائلا، "القانون وجد لكي نحترمه، لا أن نتعامل معه بمرونة". وفي جملة وصفها مصدرنا الذي رفض الكشف عن هويته، ب"الغريبة"، قالت نبيلة منيب في محاولة لتفسير طلبها الذي تقدمت به لسحب التصريح المشترك، "يجب أن نتعامل مع الوضع بتكتيك تمويهي"، لكن قوبل كلامها من قبل أعضاء الهيئة التنفيذية بالرفض، وهو ما دفع بالأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد لطلب اجتماع خاص بالأمناء العامين يوم غد الثلاثاء للحسم في الأمر. وتوقف الاجتماع لمرتين على الأقل، بسبب التوتر الذي ساد الحوار، حيث أن نبيلة منيب ظلت متشبثة بمقترحاتها، المتعلقة بالرمز، وهو ما وصفه مصدر "الأول"، بمحاولة ليِّ ذراع قيادات أحزاب الفيدرالية من أجل الحسم في اللائحة الجهوية بالدار البيضاء، حيث يرغب تيار منيب في الدفع بها لكي تتزعم اللائحة. ووجدت نبيلة منيب مصيرها في يد خمسة أعضاء من اللجنة الجهوية المفوضين من الحزب الاشتراكي الموحد داخل اللجنة الجهوية لفيدرالية اليسار، ينتمون للتيار الجديد الذي يتزعمه محمد الساسي ومحمد مجاهد، حيث سيحسمون في الترشيحات بمعية رفاقهم من الحزبين الآخرين، خمسة من حزب الطليعة الديمراطي الاشتراكي وخمسة من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وهو ما لم يرقها.