الانتخابات الجماعية على ابواب السنة القادمة ان شاء الله، فقط تنتظر قوانين ومراسيم تنظيمها، والاحزاب التي اقفلت دكاكينها لم تستعد بعد، لم تشطب ساحات مقاراتها بعد، تلك الاحزاب الموسمية التي لا تفيق الا على صوت المنادي بموسم الانتخابات، الذي هو موسم الفساد بامتياز، على الاقل في سنين قريبة خلت، تلك الاحزاب التي لا تعرف ان تلك المقرات – الدكاكين كان يجب ان تفتح كل ايام السنة، وتقوم بدورها التاطيري طيلة السنة، لا ان تنتظر سقوط اصوات من السماء، وقد علمت ان السماء لا تمطر صناديقا باسمها، فموسم الانتخابات هو بمثابة موسم الحصاد، لما تم زرعه من قيم وتأطير للشارع، ومن زرع حصد، هذا ان لم يات جراد الفساد الانتخابي والمال الانتخابي ليحرق الزرع والضمائر، والزرع لا اقصد به ما يحاول الجرار حصده قبل الزرع، ومن معه في المعارضة، عبر صور سيارات فاخرة في اماكن منع الوقوف، ولا ما يروج حول تماسيح وحيوانات غير مرئية لضوء المصباح الذي بدا يخفت لفقدان بعضا من زيت الجرأةفي الايام الاولى من سطوع ضوئه، انما زراعة الثقة في نفس المواطن، لتزرع في غير الوطني ليصبح مواطنا، ويكثر الوطنيون، ومتى كثر الوطنيون قل الفساد والمفسدون، لان الوطنية تعني الحب ومن احب لا يفسد. هي اذن احزاب المواسم الانتخابية، جلها والقليل من فتح دكانه مبكرا، واطلق حملاته بالتشهير بالأخرين، كحال المعارضة التي لا تملك استراتيجية بديلا لما تعارضه، فتكتفي بأسافل الامور التي لا تهم الشعب في شيء، ولم تنزل الدستور الذي اعطاها مكانة في جوار الحكومة، ولا الحكومة التي تحاول الاقناع انها مصلحة وللمفسدة صادة عبر قرارات فردية واخرى جماعية لم تمس المواطن في شيء الا في اذكاء الحماس، ونسيت ان المواطن العادي لا يهمه حجم النمو ولا نسبة عجز الميزانية و لا حجم المديونية، فما يهمه ثمن القوت اليومي مقارنة بالأجر اليومي، وثمن وماهية التطبيب، وكلفة التعليم وجودته، وسقف محترم يتيح النوم تحته، وقبل كل ذلك امنا في بيته وحيه ومدينته، كل ذلك في حرية وعدالة يراهما ويبصرهما لا توهما وخيالا، فنمو الاقتصاد او ركوده سيان لدى المواطن العادي، ومهمة الحكومة الحاكمة الحكيمة هو ايجاد التوازنات اقتصادية كانت او اجتماعية وحتى نفسية للمواطن، فالمواطن يرى الثروة ويحدثونه عن الفقر والعجز، ويعيش عجزه ويحدثونه عن النمو. والانتخابات فرصة للقطع مع الفساد، ان وجدت حقا الارادة، عبر تنحية الفاسدين وهم معرفون ولا تخطئهم عين ولو قصر نظرها، وعبر اختيار الامناء وهم موجودون ولو ضعفت الثقة في الناس، اناس شرفاء همهم ان يروا بلدهم ناميا مزدهرا، فهي اذن فرصة للأحزاب الجادة المواطنة وليس الوطنية لان كل الاحزاب وطنية، ولكن قلة منها مواطنة، هي فرصة لها لتنقية المجالس المحلية من اعضاء فاسدون ومفسدون، يشوهون سمعتها اكثر من تنمية مقاعدها باي ثمن، وهي فرصة للأحزاب للتواصل مع الناس وتأطيرهم عوض ترك ذلك للأهواء ولأعداء الوطن محبي الفوضى والمياه العكرة لاصطياد الناس والارض والعقار، والعقار تلك قصة اخرى. هو اذن امتحان اخر للإدارة والحياد، وللديموقراطية العنوان والشعار، وقبل الصندوق البرنامج، وتفاصيل دقيقة عن كل مرشح وكل حزب بما لديهم فرحون، وامتحان اخر للمواطن والوطنية بمفهومها المادي والعضوي، والجماعات الترابية المحلية سابقا عروس تزف لها العرسان لتختار العريس رئيس الجماعة المنتخب، والوطني في خدمة العروس، والمواطن قد يخون عبر هدايا من صفقات تحت الطاولة والكرسي احيانا، عبر مآدب وفواتير وغالبية العرسان اميون بشهادة نهاية الدروس، وخريجو الجامعات يتظاهرون، هذا عار هذا عار الجماعة في خطر، ولكن لا حياة لمن تنادي. والنداء للحكومة، والجواب عبر قوانين ومراسم الانتخابات، برفع مستوى الاهلية فقد جربنا الاميون، والاستثناء كتمييز ايجابي كما النساء دخلن البرلمان، كذلك المثقف يلج الجماعة، النداء للحكومة لجعل الجماعة في خدمة التنمية الانية والمستدامة، في خدمة المخطط الجماعي تجهيزا وتدبيرا، لا تكوينا طويل الامد وندوات وتعويضات، ومآدب من قبيل مآدب العريس الوطني غير المواطن، النداء للحكومة لتسخير الادارة ايجابيا محايدة، ونزع فتيل الاتهام والسلطة والمال، والا فشلت تلك الزيجات واشتكى اهل العروس من عريسهم الغائب الا في مآدب وصفقات.