وجه حزب الأصالة والمعاصرة، انتقادات لاذعة للحكومة بخصوص طريقة تدبيرها لجائحة كورونا، متسائلا عن استراتيجية جديدة لمكافحة الوباء في ظل خروجه عن السيطرة. وقال محمد الشيخ بيد الله المستشار البرلماني عن الحزب، في سؤال كتابي موجه لوزير الصحة خالد أيت الطالب، "إن الحالة الوبائية في بلادنا تزداد استفحالا بسبب انتشار فيروس كوفيد 19, وإذا كانت هناك أسباب متفق عليها، كتراخي الساكنة في تطبيق التباعد الجسدي، وعدم احترام القيود الاحترازية، فإن هناك عوامل أخرى أكثر خطورة مرتبطة بتدبير المرحلة الثانية من الجائحة، وأبرزها الضعف الكبير في التواصل الذي طبع تدبير الحكومة والوزارة للأزمة الوبائية".
وأضاف أن هناك " مجموعة من المظاهر التي طبعت هذا الضعف في التواصل منها اللجوء إلى التهوين من خطورة الفيروس، بل بالتهوين في احتمالات تحوله إلى وباء، بل بلغ الأمر بالمسؤولين الكبار إلى اعتباره فيروسا عاديا، وزكاما موسميا عاديا، والتصريح بعدم أهمية الكمامة، هذا في تصريحات متلفزة", معتبرا أن ذلك "أضعف ثقة المواطن العادي في عمل الحكومة، كما كانت تدخلات وزارتكم مشوبة بالكثير من الارتباك والتناقضات وغياب المعلومة الدقيقة والصحيحة". واعتبر بيد الله، أن الحكومة تناست أنها "كانت فعلا موجهة إلى نجاح بلادنا في تدبير المرحلة الأولى"، منتقدا "غياب مواكبة دقيقة للأحداث المتواترة التي أبانت عن محدودية قدرة وزارتكم التفاعلية والتواصلية، خاصة عند ظهور البؤر الوبائية، والتي كان من المفروض أن تخرجوا باعتباركم وزيرا مسؤولا عن القطاع وعلى صحة المواطنين لتفسيرها، والحث على احترام التدابير الاحترازية، والتأكيد على أهميتها، لتترسخ في أذهان المواطنين، لكنكم آثرتم الصمت والانحناء للعاصفة". وأضاف المستشار البرلماني، "لا شك أنكم تدركون، مما تقدم حجم الخسارة التي تكبدتها بلادنا، صحيا واقتصاديا واجتماعيا، والتي كانت تتطلب نهج استراتيجية تواصلية، تطلع الرأي العام على المستجدات والمتغيرات، وتكسب المواطنين الثقة في سياسة وزارتكم". وتوقف المستشار البرلماني عند فقر النشرات الإخبارية اليومية، والتي اعتبر أنها تقتصر على قراءة المعطيات الرقمية العامة المتواجدة على البوابة الإلكترونية للوزارة، دون أن تزود المشاهد ولو برسم تخطيطي واحد كي يتصور مسيرة الفيروس، والاقتصار على رسائل وتصريحات غير مقنعة، بينما تعمل العديد من الدول، التي تحترم الحق في الحصول على المعلومة، على تقديم المعلومة بشكل واضح وبيداغوجي، لطمأنة شعوبها بشكل علمي وبأدلة ملموسة. وطالب الشيخ بيد الله لوزير، وزير الصحة بالكشف عن كيفية تدبير المرحلة الثانية من الجائحة التي تثبت الأرقام التي تعلنها الوزارة أنها خرجت عن السيطرة.