قام وفد من حزب الأصالة والمعاصرة برئاسة مصطفى بكوري الأمين العام للحزب، بزيارة لدولة بورما التي تعيش على وقع حروب إبادة الأقليات الدينية، ووقع بكوري اتفاقية تعاون مع حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية وهو حزب معارض في دولة بورما تقوده "أونغ سان سو تشي" الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. ووجد وفد حزب الأصالة والمعاصرة صعوبة في دخول دولة بورما، وذلك بعد رفض وزارة خارجية هذا البلد الآسيوي منحه تأشيرة الدخول، وتدخل القائم بأعمال السفارة المغربية ببورما لمساعدة مصطفى بكوري والوفد المرافق له من أجل الحصول على التأشيرة، واشترطت الحكومة البورمية أن لا يزور الوفد المناطق المتوترة في البلاد، خاصة تلك التي تعرف حروب عرقية ودينية تستهدف الأقلية المسلمة، وهو ما استجابت له قيادة الأصالة والمعاصرة. وناقش وفد البام الذي تشكل من مصطفى بكوري الأمين العام للحزب، وخديجة الرويسي نائبة رئيس البرلمان المغربي والمهدي بنسعيد نائب برلماني وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مختلف الأوضاع والتطورات التي عرفها البلدان في ظل التحولات الاقليمية. وتحدث مصطفى بكوري خلال لقاءه مع زعيمة المعارضة بدولة بورما، عن دور المعارضة في المغرب بعد أن أصبحت هذه الأخيرة تتوفر على صلاحيات واسعة ونافدة في ظل الدستور الجديد وتحديات التفعيل المنوطة بالحكومة وكذا انتظارات المواطنين المغاربة . أما خديجة الرويسي عضو المكتب السياسي للحزب، تحدثت عن المجال الحقوقي والعدالة الانتقالية ونموذج تجربة المغرب من خلال المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة والمحاكم الإدارية ومؤسسة الوسيط وكذا مدونة الأسرة وإقرار حقوق المرأة ودسترتها والحفاظ عليها وتحقيق مكاسب أخرى. ومن جهته تطرق المهدي بنسعيد إلى استراتجية التعاون جنوب جنوب وبالدور الاستراتيجي الذي يمكن أن يلعبه المغرب في شتى المجالات بصفته عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي سيترأسه المغرب بداية شهر دجنبر المقبل. كما عبر أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة عن قلق الحزب لما يطال الأقلية البورمية المسلمة من حرمان من الحقوق الأساسية والاعتداءات التي يتعرضون لها، وخصوصا سقوط قتلى بالعشرات خلال الأيام القليلة الماضية. وتحدثت زعيمة المعارضة البورمية، عن غياب الإرادة السياسية لدى حكومة بلادها في تحقيق التغير وسيطرت الجيش على مناحي الحياة، كما تحدثت عن الفقر المدقع الذي ينخر الشعب البورمي والاختلافات الإثنية والعرقية والدينية التي تزيد الأوضاع تعقيدا، وقالت أن الشعب البورمي يفتقر إلى أبسط الحقوق، ووتطرقت إلى الصعوبات الكبيرة لتدبير هذه الملفات.