أقدمت السلطات المحلية بمدينة طنجة، زوال اليوم الإثنين 8 أكتوبر، على دفن أحمد السقام الذي توفي أثناء وجوده رهن الحراسة النظرية داخل مخفر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية العوامة، بطريقة وصفها الحقوقيون بالسرية بمقبرة المجاهدين، وذلك بعد إرغام زوجته المتواجدة بدورها رهن الاعتقال الاحتياطي، على توقيع وثيقة تسليم الجثة ودفنها. وأفاد نجيب سكاكي رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي مع موقع "لكم.كوم، أن عملية الدفن تمت بطريقة سرية، وذلك بعد تطويق المقبرة بتعزيزات أمنية مكثفة ومنع سكان حي "أرض الدولة" الذي كان مسرحا للمواجهات بين سكانه وقوات الشرطة أوساط الأسبوع الماضي، من ولوج المقبرة لتشييع جنازة السقام. وذكر المصدر ذاته، أنه تم نقل جثة السقام الذي اعتقل على خلفية أحداث بني مكادة، من مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس، خلسة لدفنها بمقبرة المجاهدين، في الوقت الذي كان ينتظر فيه سكان بني مكادة وأقاربه تسلم الجثة لدفنها بالمقبرة، وأكد المصدر الحقوقي، أنه تمت إعادة زوجته "خدوج الغميش" إلى السجن بعد دفن الجثة وتوقيعها على محضر تسليم الجثة، حيث ستمثل في حدود الساعة الثانية والنصف بعد زوال اليوم أمام المحكمة للبث في ملتمس السراح المؤقت الذي تقدم به الدفاع الذي نصبته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وأوضح بلاغ صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أحمد السقام رب الأسرة التي تدخلت القوات العمومية لتنفذ حكم قضائي يقضي بإفراغ الأسرة من المنزل الذي تقطن به، تدهورت حالته الصحية بعد اعتقاله، نتيجة إصابته في الرأس ومختلف أنحاء جسده، أثناء اقتحام منزله من طرف عناصر القوات العمومية مستعملة العصي والقنابل المسيلة للدموع من أجل تنفيد قرار الإفراغ. وأشار بلاغ صادر عن فرع الجمعية، أن كل أفراد الأسرة تعرضوا للضرب والجرح والاختناق، حيث تم اقتياد الجميع إلى مخفر الشرطة بالعوامة، و في نفس الليلة لوحظ أن الحالة الصحية للفقيد بدأت في التدهور من جراء إصابته في الرأس و مختلف أنحاء جسده، ورغم ذالك لم تقدم له أية إسعافات فبقي مرميا بالمخفر إلى غاية يوم الخميس 4 أكتوبر، ليتم نقله صباحا إلى المستشفي بعد أن ساءت حالته الصحية بشكل خطير .