وضعت الوفاة المفاجئة لرب الأسرة التي تم افراغها باستعمال القوة العمومية من منزل بحي بني مكادة الوضع في مدينة طنجة برمتها على صفيح ساخن. إذ ما أن أعلن عن وفاة المسمى قيد حياته أحمد اللنجري السقام رب الأسرة حتى سارعت كثير من المحلات إلى إغلاق أبوابها سواء تضامنا مع هذه الأسرة أو خوفا من تطور الأحداث، وسارع عشرات من النشطاء إلى التجمع، بيد أن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت إلى عين المكان تحسبا لأي تصعيد جديد. ولم تعرف الأسباب الحقيقية لهذه الوفاة المفاجئة وإن كانت بعض المصادر ترجح أن الضحية كان في وضع صحي معتل لم يسمح له بتحمل تداعيات استخدام القوات العمومية للقنابل المسيلة للدموع لإجباره وأفراد أسرته ومتضامنين معه على مغادرة المنزل الذين كانوا يتحصنون فيه، وأنه بعد اعتقاله وإيداعه بمخفر الشرطة تفاقم عجزه عن التنفس الطبيعي مما أدى إلى وفاته أول أمس السبت. وعلمنا أن وزير العدل والحريات أصدر مباشرة بعد إعلان الوفاة الأمر بفتح تحقيق شامل عن هذه الأحداث. إلى ذلك يذكر أن أحداث شغب كانت قد وقعت بحي بني مكادة بعدما وصل عون قضائي برفقة قوات الأمن من أجل تنفيذ حكم قضائي بإفراغ المنزل الكائن بحي «أرض الدولة» وهو المنزل الذي تقطنه السيدة خدوج اللغميس وزوجها الراحل أحمد السقام بمعية عشرة أبناء. وجاء حكم الإفراغ بعد دعوى قضائية رفعها إخوة خدوج في إطار نزاع حول الإرث إلا أن الموجودين داخل المنزل رفضوا إخلاءه والتحق بهم العديد من سكان الحي خصوصا الشباب لينسحب العون القضائي والقوات العمومية لتصل بعد ذلك تعزيزات أمنية وتم إفراغ المنزل بالقوة مما تسبب في مواجهات أدت إلى خسائر وإصابات واعتقالات وكان ضمن المعتقلين رب الأسرة وعدد من أبنائه. ويوم الجمعة الماضي تم احضار جميع المعتقلين وكان عددهم 13 إلى المحكمة باستثناء الأب أحمد السقام الذي كانت حالته الصحية بدأت في التدهور ونقل إلى المستشفى. وأجلت المحكمة النظر في القضية إلى يوم 19 أكتوبر الجاري.