أطلقت مؤسسة “منصات” للأبحاث والدراسات الاجتماعية نتائج البحث الكمي الذي يمتد على ثلاث مراحل ( بداية الحجر وتمديده ونهايته المحتملة)، حتى يكون شهادة سوسيولوجية على واقعة سوسيو- صحية اخترقت المجتمع المغربي بطبقاته وفئاته الاجتماعية وعلى امتداد جهاته ومناطقه. منهجية البحث ويهدف البحث فهم مدى إدراك الأفراد لطبيعة الوضع القائم سواء على مستوى تصوراتهم مواقفهم وممارساتهم. كما يحكم البحث منطق الاستكشاف والمواكبة باستحضار البعد الزمني حيث يواكب للحظات الثلاث الكبرى والمتمثلة في بداية الحجر، ومرحلة تمديده ونهايته المحتملة. واعتمدت استمارة البحث على 36 متغيرا عبر الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي ضمن ثلاث محاور تتصل بمعرفة المرض (أسبابه وكيفية انتقاله وطرق انتقاله). كما احتوت أيضا على المواقف من المريض ومن المرض ومن الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية. أما المستوى الثالث فيهم تمثلات المرض أسبابه وطرق معالجته وكيفية الحماية منه، بهدف ضمان مصداقية الأجوبة وتنوع العينة وسهر الفريق البحثي على استثمار عدد من التقنيات من بينها التأكد من عدم ملء الاستمارة من طرف الروبوت من خلال التأكد من IP وإتاحة إمكانية تسجيل البريد الإلكتروني اختياريا، مع ضمان تمثيلية العينة من حيث التوازن في محل الإقامة ما بين العالم القروي والحضري والنوع والتوزيع حسب الجهات. غير أن الطبيعة الإلكترونية للبحث حرمتنا من التوفر على تمثيلية من هم بدون أي مستوى دراسي حيث أن كل أفراد العينة متمدرسون وإن بشكل متفاوت. عينة البحث والمعرفة بالفيروس هم هذا البحث الكمي 2556 شخصا، واستمر ما بين 4 و28 أبريل 2020 والتي تتوافق مع المرحلة الأولى من الحجر الصحي فيما يواصل الفريق البحثي لمنصات موجة ثانية من البحث التي ترافق المرحلة الثانية من الحجر الصحي. وبحسب خلاصات البحث، تظل العينة “متوازنة وذات خصائص تمثيلية من حيث الجنس ومحل السكنى والتوزيع حسب الجهات، حيث يمثل الإناث %49 مقابل 51% من الذكور و52,7 % من مجتمع البحث يسكنون المدن، في حين 39 % بالعالم القروي و 8,03 % يسكنون بالمدار شبه الحضري”. وأبرز البحث أن أفراد العينة “يتوفرون على معرفة وافية بكورونا، إذ استطاعوا موقعته ضمن الفيروسات بأكثر من 98%، ولم يتم خلطه مثلا مع البكتيريا أو الطفيليات أو الميكروبات. مصدر الفيروس وهشاشة البنيات وفي ما يتعلق بمصدر المعلومات حول الفيروس، يواظب “%77,9 على تتبع وسائل الإعلام الوطنية وبخاصة الأنترنيت الذي يتوفر على إمكانية ولوجه 97% من عينة البحث. غير أن مصدر الفيروس يظل محل قلق عبر أكثر من نصف العينة، أي ما نسبته 58.7% من المجموع، عن قناعتهم بفكرة الصناعة المخبرية للفيروس. ومن جهة أخرى يعود خوف %56 من المبحوثين من فتك كورونا إلى ضعف وهشاشة البنيات الصحية والاستشفائية بالبلاد”. درجة الثقة وإغلاق المساجد وحظيت التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية بدرجة عالية من الثقة، بحيث أن 87.9% اعتبروها ضرورية، و 93% عبروا عن الرضا عنها وإن بدرجات متفاوتة. كما حظي قرار السلطات بإغلاق المساجد وأماكن العبادة بالقبول، وهو ما عبرت عنه نسبة 96.1% من المبحوثين الذين اعتبروا أن ذلك كان إجراء ضروريا. وانخراط 73.4% من مجموع المستجوبين في عمليات للتوعية بمخاطر كورونا.