الحد من حمولة مركبات النقل العمومي من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين لا يمكن التكتم على أرقام وباء «كوفيد – 19» بالمغرب ومن يروج ذلك مخطئ للغاية يجب أن نتمتع بروح المواطنة وأن نقوم بتنزيل وتطبيق جميع الإجراءات التي تسنها السلطات المختصة الدولة وضعت جميع الوسائل الضرورية لتسهيل عملية وصول العينات وعلى الأشخاص الذين يشعرون بأعراض المرض أن يتصلوا بالأرقام الموضوعة لهذا الغرض مع التطورات والمستجدات التي يعرفها فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد – 19»، ولمحاربة الأخبار الزائفة والمعطيات المغلوطة التي تروج ببعض منصات التواصل الاجتماعي حول أرقام كورونا، حلت جريدة «بيان اليوم»، أول أمس الاثنين، بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، والذي تجرى بمختبره الخاص بالأنفلونزا والأمراض التنفسية عملية الكشف المخبرية عن فيروس كورونا، وأجرت حوار مع مدير المعهد واطلعت على عمل أطقم المختبر. محمد رجوي مدير المعهد الوطني للصحة بالرباط، وفي الحوار التالي، أكد أن جميع الأرقام التي تخرج من المختبر يتم الإعلان عنها من قبل مديرية علم الأوبئة، كما تحدث في هذا الحوار عن اشتغال طاقم المختبر على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع لتقديم جميع النتائج المتوصل إليها بشفافية للرأي العام. ويقربنا رجوي من جميع الإجراءات المتخذة على صعيد المختبر والمصالح المختصة، مؤكدا أن المغرب ما يزال في المرحلة الأولى وأن الإمكانيات المرصودة لهذه المرحلة، كما أشار إلى المصالح المختصة وضعت مخططا استباقيا للمرحلة الثانية والثالثة، بما في ذلك اعتماد مختبرات لإجراء التحاليل الضرورية. ودعا رجوي جميع المغاربة إلى تحلي روح المواطنة وتفادي الإشاعات والالتزام بتوجيهات السلطات المختصة لتجاوز هذا الوضع والتغلب على الفيروس والخروج من الظرفية الحالية التي تعيشها البلاد بأحسن حال. ما هي الخطوات التي تمر منها العينة قبل الحصول على النتيجة؟ بالنسبة للأشخاص المشتبه إصابتهم، هناك فريق خاص من الأطباء يأخذ العينات ويضعها في صندوق لحفظها لكي لا تتعرض للتلف ويتم بعد ذلك إرسالها لمختبرين، المعهد الوطني للصحة بالرباط أو معهد باستور بالدارالبيضاء، وذلك على حسب الجهة التي قدمت منها العينة، بالنسبة للمعهد الوطني للصحة تأتي العينات من شمال المغرب ومن الشرق، وعملية الاستقبال تتم على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، يعني في أي وقت كان.. أيضا بالنسبة للعينة التي نستقبلها، تكون مرفوقة باستمارة تتضمن اسم الحالة المحتملة والمستشفى القادمة منه، والمعلومات الضرورية للمختبر وهي التي تساعدنا فيما بعد لإعلام السلطات بنتيجة الحالة والمعلومات المتعلقة بها، فأول ما نقوم به في المختبر هو فتح الصندوق وإخراج العينة وتؤكد مطابقتها مع المعلومات الواردة، وذلك لتكون النتائج مضبوطة بالنسبة لجميع الحالات، وفي المرحلة الثانية نقوم برقمنة المعطيات والمعلومات المتعلقة بكل عينة وذلك عبر نظام عبر رقمي موضوع لهذا الغرض، فيما يتم إدخال العينة إلى المختبر من أجل التحليل. تأخذ مرحلة التحليل حوالي 4 إلى 5 ساعات، وبعد ظهور نتائجها نعود للمعطيات والمعلومات لمطابقتها مجددا مع النتائج المحصل عليها إيجابية أو سلبية، وبناء عليه نُعلم مديرية علم الأوبئة، وعموما نقوم بإعلام المديرية بالنتائج مرتين في اليوم أو ثلاث مرات، وذلك وفقا لعدد العينات التي نقوم بتحليلها، وطبعا نشدد في مراعاة المعطيات لتكون مطابقة بين ما لدينا وما لدى مديرية علم الأوبئة، وبالفعل هم من يتكلفون بإعلام السلطات والرأي العام. هل نتائج التحليلات تكون مؤكدة من خلال مرة واحدة؟ حين نقوم بالتحليلات وتمر أربع ساعات ويتم التأكد أن الحالة هي إيجابية، نقوم على مستوى المختبر بإعادة البرتوكول ببروتوكول ثاني وثالث وهي إستراتيجية المختبر للتأكد التام من صحة النتائج، وذلك كي نتيقن بأن النتائج هي فعلا إيجابية، وهذا ما يفسر التأخر المتعلق في بعض الحالات، خصوصا أن النتائج الأولية تكون غير واضحة أي أنها ليست سلبية وليست إيجابية، وبالتالي هناك ضرورة لإعادة التحليل. كيف تتوصلون بالعينات من المدن البعيدة؟ الدولة وضعت جميع الوسائل الضرورية لتسهيل عملية وصول العينات، فالعينات البعيدة تأتي عبر الطائرة، وهناك عينات تخصص لها المروحية، وغيرها من الوسائل، فبعض الأحيان العينات القادمة من الجنوب تصل أسرع من المدن القريبة التي تعتمد على سيارات الإسعاف أو سيارات خاصة بهذا الغرض، وعلى سبيل المثال فالعينات القادمة من مدينة ورزازات تخصص لها المروحية دائما. متى يمكن الحديث عن شفاء حالة مصابة بكورونا؟ كي نقول أن هناك علاج تام، هناك مرحلتين، أولا العلاج الإكلينيكي، أي أن تشفى الحالة جسديا وتظهر بشكل سليم، ثم المرحلة الثانية التي تتعلق بإجراء التحليلات، بحيث يتم إجراء التحليل الأول للعينة التي يجب أن تكون سلبية ثم إعادة إجراء تحليل ثان بعد يوم أو يومين، وطبعا يجب أن يكون سلبيا كذلك، وبالتالي يثبت أن الحالة خالية من الفيروس. كيف يتم أخذ العينات من الحالات المشتبهة؟ وكيف يتم تحليلها؟ عملية أخذ العينة تتم بطريقة سهلة جدا، إذ أنها لا ترتبط بعينة دم، وإنما عينة من داخل الحلق عبر وسائل طبية خاصة بهذا الغرض وذلك في غضون دقيقة أو دقيقتين ويتم إرسالها إلى المختبر، ومهما تكون النتيجة فالأمر جيد، إذ بالنسبة للنتيجة السلبية يتأكد الشخص من عدم إصابته، وبالنسبة للإيجابية فلحالة يتم عزلها لتجنب إصابة أشخاص آخرين، وهذا أمر جد مهم، لأن عدد من الناس يخافون من إجراء هذا التحليل، بينما هو بسيط للغاية، فالأهم هو أن ينخرط الناس في هذه الدينامية وأن يتصلون بالأرقام الموضوعة لهذا الغرض، وأيضا بالرقم 141، وأجدد التأكيد على أن الأشخاص القادمين من دول أجنبية تعرف انتشار الوباء، عليهم الاتصال بهذه الأرقام في حالة شعورهم بإحدى أعراض المرض، وأن يتم التنسيق مع المصالح الصحية لإجراء التحليل والالتزام بذلك، لأننا بهذا الفعل نحمي أنفسنا ومجتمعنا. هل يمكن للمواطنين اللجوء مباشرة للمختبر لإجراء التحاليل؟ المعهد الوطني للصحة لا يستقبل المواطنين، وعلى من شعر بالأعراض أن يتصل بالرقم الأخضر أو الرقم 141 الذي وضعته وزارة الصحة رهن إشارة الجميع، بحيث سيتم توجيهه لأخذ العينة، سواء إلى أقرب مستشفى أو إلى المنزل، وبالنسبة للنتيجة يتم إعلامه بعدها بدون الحاجة للتنقل، وذلك عبر قناة متصلة من المختبر، مديرية الأوبئة، وزارة الصحة، بالإضافة إلى المصالح المختصة، وصولا إلى الطبيب الذي يتابع الحالة. اختار البعض زيارة المستشفى دون الاتصال بالأرقام المتاحة، هل هذه خطوة إيجابية؟ نحن نقول إن على الأشخاص أن يتبعوا الإجراءات الموضوعة من قبل المصالح المختصة، وخصوصا آلية 141، لكن وبالرغم من ذلك، من يقصد المستشفى يتم استقباله أيضا، إلا أنه في بعض الأحيان وفي حالات الاكتظاظ يعمد المستشفى إلى تأجيل زيارات البعض، وهذا ما يدفعنا إلى التأكيد على أن الأفضل بالنسبة للمواطنين هو مهاتفة الرقم الأخضر أو الرقم 141، وذلك كي يساعد الجميع سهولة الأمر وعدم الضغط على المستشفيات في هذه الظرفية خصوصا وأن هناك أشخاص لا يحملون الأعراض، فأهم مرحلة هي الاتصال بالهاتف للتوجيه ، وبالمناسبة فخلية التواصل تشتغل على مدار 24 ساعة وعلى مدار أيام الأسبوع، وفي حالة عدم الإجابة على الهاتف فهذا يرتبط بكون الخطوط كلها مشغولة ويجب إعادة الاتصال، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مجموعة من الحالات تم توجيهها عبر الهاتف، منها حالات لا تعاني من الأعراض، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة النظام والوعي وسيتم التغلب على جميع هذه الإشكالات. هل الأرقام التي يتم الإعلان عنها مضبوطة؟ أنا أطمئن أصدقائي وعائلتي وعموم المغاربة أنه لا يمكن التكتم على وباء “كوفيد”، ومن يروج ذلك مخطئ للغاية، فالدول التي تكتمت في البداية عن المصابين هي اليوم في وضعية صعبة بسبب تفشي الوباء، وبالنسبة لنا في المغرب اتخذت تدابير وإجراءات استباقية، وأي نتائج نتوصل إليها في المختبر يتم الإعلان عنها، ومديرية الأوبئة تعلن بشكل يومي ومتكرر عن النتائج والحالات، وبالمناسبة فموقع وزارة الصحة يحين المعطيات بشكل مستمر ويستبق في بعض الأحيان البلاغ والتوضيح لكل حالة على حدة. على المواطنات والمواطنين أن يعوا بأنه لا يمكننا التكتم على أي حالة مصابة بكورونا فيروس، وعلى العكس من ذلك، نحن ندعو الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض أو الذين خالطوا المصابين بالاتصال وإجراء التحاليل الضرورية، لمحاصرة الفيروس وعزل المرضى ومعالجة المصابين، وهذا أمر مهم لأنه سيمنع تفشي الوباء أو على الأقل أن لا ننتقل إلى المرحلة الثانية والثالثة بسرعة. هل يمكن تأكيد الإصابة بالفيروس منذ البداية أم أن ذلك يظهر بعد وقت محدد؟ هنا تكون أهمية التقنيات التي نشتغل بها، فهي ترصد كميات قليلة للفيروس لدى الإنسان، ولهذا العالم اختار القيام بهذه التقنية لأنها ترصد الوباء بسرعة قبل أن يصبح المصاب في وضعية متقدمة. هل المختبرين المتاحين كافيين للقيام بالتحليلات اللازمة لكل الحالات المحتملة من مختلف جهات المملكة؟ المختبرات الحالية في المرحلة الأولى كافية للغاية، فهنا في مختبر المركز الوطني للأنفلونزا والفيروسات التنفسية له خبرة كبيرة في هذا المجال، لأنه واكب جميع الأوبئة التي مرت خلال 20 عام الماضية، سواء سارس، H1N1، ميرسكوف، والآن كوفيد، وفقط في مرحلة H1N1 خلال عامي 2008 و2009 المعهد الوطني قام بإجراء أزيد من 10 آلاف تحليل مخبري، فنحن نتوفر على أطقم متدربة ومستعدة للعمل وواكبوا خبرات من الأوبئة التي مرت، وبالمناسبة فهذا المختبر إبان فيروس ميرسكوف كان من أوائل المختبرات العالمية التي كانت مستعدة، أي يملك التجهيزات والكواشف، ووسائل أخذ العينات، وحين عاد الطلبة المغاربة من الصين تكلف المختبر بإجراء جميع التحليلات والتي كانت كلها سلبية بعد الحجر الصحي لمدة 20 يوما. هذا المختبر قدراته ما تزال متوفرة وقادر على إنجاز تحاليل أكبر من المرحلة الحالية، ولحد الساعة يمكن العمل بمختبر المعهد الوطني للصحة ومعهد باستور، لكن في حالة المرور إلى المرحلة الثانية وفي حالة ارتفاع الضغط بشكل كبير، هناك إمكانية لإضافة مختبرات أخرى في بعض المناطق. حاليا لا يمكن أن تكون المختبرات متعددة، لأنه يجب حصر هذه العينات التي نتوصل بها، فالفيروس إذا كان إيجابيا يجب محاصرته لكي لا ينتشر، وطبعا سيتم بعد ذلك تحديد المختبرات الأساسية التي ستساعدنا في العملية في حالة المرور إلى المرحلة الثانية. همنا لا بد من الإشارة إلى أن المصالح وضعت مخططا بعيد المدى، أي لا يتعلق بالمرحلة الحالية فقط، وإنما بجميع المراحل، فكل مرحلة لها إمكانيتها، وكما ذكرت فحاليا نحن في المرحلة الأولى والإمكانيات المرصودة كافية، بعد ذلك هناك إجراءات موضوعة لهذا الغرض، وبالحديث عن المختبرات فنحن اليوم نتحدث عن مختبرين تابعين لوزارة الصحة، هناك أيضا مختبرات الصحة العسكرية المجهزين ومستعدين للعمل في هذا الصدد إن تطلب الأمر. ما هو مجموع التحليلات التي قمتم بها على مستوى هذا المختبر؟ وما هو عدد التحليلات الإيجابية؟ على مستوى المختبر المرجعي للأنفلونزا والفيروسات التنفسية لدينا إلى حدود الاثنين 16 مارس 2020 (تاريخ إجراء الحوار) 17 حالة مؤكدة من أصل 550 تحليل مخبري أجراه مختبر المعهد الوطني للصحة بالرباط والذي شمل الحالات المحتمل إصابتها، وأيضا الطلبة العائدين من الصين والأشخاص الذي سهروا على العملية. في النهاية، ما هي رسالتك للمغاربة؟ يجب أن يتمتع الجميع بروح المواطنة وأن نقوم بتنزيل وتطبيق جميع الإجراءات التي تسنها السلطات المختصة، ونساعد بعضنا البعض، وأفضل شيء في هذه المرحلة هو أن ننصح بعضنا جيدا وأن نتفادى الأخبار الشائعة وأن لا نسرب الرسائل التي تزيد من الهلع وتصعب احتواء الوضع، وعلى الجميع مراعاة الوضعية التي تمر منها البلاد والعالم وأن يتعامل بسلوك مواطن.