الكشف عن فيروس كورونا المستجد لا يمكن أن يتم إلا من خلال إجراء التحاليل المخبرية. وفي المغرب، يوجد فقط مختبران بإمكانهما إجراء هذا الكشف؛ معهد باستور يعد أبرزهما. هسبريس واكبت عملية إجراء التحاليل المخبرية لإحدى العينات التي توصل بها معهد باستور، وهي عملية تجرى مرتين من طرف خبيرين من أجل التأكد أن النتائج دقيقة. وفي هذا الإطار، يقول عبد الرحمان معروفي، مدير معهد باستور بالمغرب، إن المعهد أجرى ما بين 70 و80 بالمائة من التحاليل التي تهم فيروس كورونا بالمغرب، مؤكدا أن "باستور" يتكفل بالعينات القادمة من النصف الجنوبي للمغرب، فيما يتكفل المعهد الوطني للصحة بالرباط بالعينات القادمة من جهة الرباطالقنيطرة وجهات النصف الشمالي للبلاد. وأوضح معروفي، في حديث لهسبريس، أن التأكد المخبري للمرض من أهم أسس التشخيص، وهذا الأمر يتم بمختبر علم الفيروسات بمعهد باستور الذي يشتغل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع. وشرح مدير معهد باستور تفاصيل العملية قائلا: "في حالة الشك في الإصابة أو بعض الأعراض، يتم الاتصال بخلية اليقظة والترصد الوبائي، والخلية تعمل على التأكد أن الأعراض تتطابق مع أعراض حالات كورونا المشكوك بها. وبعد التأكد، يتم عزل الشخص، والتواصل مع المعهد للإعلام بوجود حالة مشتبه بها". وأضاف معروفي أن "الخطوة التالية تتعلق بأخذ عينة من المريض، ويتم ذلك بغرف العزل، وتكون إما من الأنف أو الحنجرة، ويتم نقلها بسيارة إسعاف تحترم معايير نقل العينات البيولوجية". وأكد المتحدث أن هناك فريقا خاصا يستقبل العينات بمختبر علم الفيروسات بمعهد باستور، يتكون من ثمانية أشخاص يشتغلون بشكل ثنائي من أجل التأكد من النتائج المخبرية، مشيرا إلى أنه "حين معرفة النتيجة، يتم إخبار خلية اليقظة التي أرسلت لنا العينة بذلك". وأضاف قائلا: "هذه التحاليل تمكننا من معرفة ما إذا كانت العينة تحمل جينات الفيروس، والتقنية المستعملة تسمى (PCR)، وهي من أجود تقنيات الكشف عن الفيروسات، وقد تطورت منذ بداية الفيروس، وبالتالي عناصرها جديدة وتستغرق من أربع إلى خمس ساعات للتأكد من النتائج". وأشار البروفسور ذاته إلى أن "معهد باستور ينتمي للشبكة العالمية لمعاهد باستور التي يبلغ عددها 33 عبر العالم، ودور هذه الشبكة تسهيل عملية التواصل والتعاون وتبادل الخبرات والآراء، سواء فيما يخص محاربة الأوبئة أو محاربة الأمراض الأخرى". العملية المتبعة حين الكشف عن وجود الفيروس هي نفسها التي يتم اتباعها قبل الإعلان عن تماثل المريض للشفاء؛ فلا يمكن التأكد من ذلك إلا بعد إجراء تحاليل مخبرية، وفق إفادة مدير معهد باستور، الذي قال: "نقوم بالاختيار مرتين للتأكد من أن المريض شفي، نجري التحليل الأول وإذا ما جاءت نتيجته سلبية نعيد التحليل مرة ثانية للتأكد مائة بالمائة أن المريض تعافى". وأعلنت وزارة الصحة إلى علم الرأي العام أن الحالة الثانية التي تم تسجيل إصابتها بفيروس "كوفيد-19" بمدينة الدارالبيضاء قد وافتها المنية اليوم الثلاثاء على الساعة الثانية عشرة وخمسة وأربعين دقيقة. ويتعلق الأمر بالسيدة البالغة من العمر 89 سنة التي كانت تعاني من أمراض مزمنة على مستوى الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأمراض أخرى، ورغم تدخلات طاقم طبي متكون من أساتذة متخصصين في الأمراض التعفنية وعلم الفيروسات والإنعاش وتخصصات أخرى، إلا أنها أسلمت الروح للباري عز وجل.