جاءت من حيث لا نعلم وإن قيل لنا أن مركزها بدأ بمدينة يوهان ، واغلبنا لا يعلم أين تقع هذه اليوهان..؟ انتشر الفيروس القاتل كالنار في الهشيم وتساقطت الأرواح باللآف وعم الخوف والهلع كل الشعوب حتى الدول العظمى المالكة للقدرات المالية والمادية والتكنولوجية والطبية حطت سلاحها وبدات تطلب النجدة من دول أخرى لها تجربة في مكافحة الوباء. لم يجدوا لهذا المرض الذي يسببه فروس كوفيد 19 المستجد دواءا ، وهذا مازاد في شدة الهلع والأضطراب الذي سبب للبعض حالة نفسية خاصة بالنسبة لمن تعود على الخروج اليومي والبقاء في المقاهي وتناول وجباته بالمطاعم والدخول للمنزل إلا وقت النوم ، وهذا ما كان عليه الحال في زمن ما قبل كورونا الذي عرف بتسيب عام حيث الكل لا يحتمل البقاء في المنزل إما لضيق الشقق او لعدم توفر الفضاء للعيش الذي يتوجب ان تتحمله الأسرة المتعددة الأفراد ، فالأولاد الكبار يخرجون في الصباح ولا يعودون إلا عند طلوع الفجر خاصة وان البطالة تشمل الكثير منهم وهذا ما يسمح لهم بتناول المخذرات وممارسة كل أنواع المحذورات لأن ليس هناك لا رقيب ولا حسيب لا من طرف الأباء الذين يصارعون من أجل لقمة العيش ولا من قبل المجتمع الذي غرق في الأنانية حيث لا ناهي ولا منتهي ، اما الدولة وكل أجهزتها فهي مشغولة على عدة جبهات ولايمكن أن تضع على ٍرأس كل فرد شرطي فالمسألة تتطلب تعبئة من طرف الجميع لنكون مجتمعا متماسكا على سائر الأيام وليس فقط زمن كورونا ، إذن على الدول عليها ان تستتج أنها لم تقم بالواجب ، وإلا لما انكشفت كل البنيات الصحية لديها وعجزت من مواجهة جائحة كورونا ، فالولايات المتحدة رغم كل ما لديها من إمكانيات ها هي اليوم عاجزة عن وضع حد لكائن حي لا يرى رغم ترسانتها المرعبة من الأسلحة المدمرة وقنابلها النووية ، أما المغرب فلقد تنبه الملك محمد السادس لهذا لما اعترف بفشل نموذج التنمية المتبع لحد الآن وذلك قبل زمن كورونا بشهور.لذا فاعتراف الدولة بفشلها في تنمية البلاد والعمل على اعداد نموذج تنموي جديد قبل كورونا، خطوة إيجابية يجب ان تتلوها خطوات عملية تبدا بالإنفراج السياسي وإطلاق كل سجناء الرأي والذين تظاهروا من أجل تحسين احوالهم المعيشية ولم يخربوا الممتلكات ولا سببوا في ضرر مادي او معنوي للغير وتاسيس حكومة كفاءات تجمع كل أطياف الفكر السياسي والإقتصادي والفلسفي والتربوي والعلمي والطبي بل اكثر من ذلك وجب أن نعيد في كل طرق التفكير والتخطيط في رسم السياسات الاقتصادية والإجتماعية والتعليمية والتربوية والتكنولوجية والصناعية وبالإساس التكيز على سياسة واحدة تجمع كل السياسيات وهي الإنسان وتغذيته لأن التغذية هي بداية وعنوان للصحة البدنية والعقلية وكثير من الأمراض هي نيجة لسوء التغذية حيث تغيب المناعة وبالتالي تهجم الجراثيم والفيروسات وتجد الباب مفتوحا لدى من ليس له تغذية متوازنة وصحية . . فهاهو الوباء جاء لنراجع كل مخططاتنا التنموية والتعليمية وبالأساس السياسة الصحية والطبية و التركيز على البحث العلمي والميكروبيولوجي بشكل تخصص لهذا الأخير على الأقل 30 في المائة من الميزانية بل يجب فصل ميزانية البحث العلمي والطبي عن الميزانية التي يقرها القانون المالي وجعلها ميزانية مستقلة تمول من طرف أصحاب الرأس المال والممتلكات الكبرى والقطاعات الفلاحية والبحرية والمعدنية ، خاصة انهم لا يؤدون ضرائب على الثروة ، ولكي نواجه مستفبل ما قبل كورونا وجب حتما تغيير كل تفكيرنا وكسر الكثير من الطابوهات لنتحرك بعقلية علمية تطبيقة وتحليل للأمور المادية والمعنوية السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال الدراسة وليس التخمين والنقل البليد لتجارب قد تنجح في بلد ولا تنجح بتاتا في آخر . الكل قد يتفق على اننا لم نقم بالعمل المطلوب طول عقود فردا وجماعات وأجهزة ومؤسسات وذلك لأننا نفكر بأنانية وبطرق غير موضوعية ونغلب المصلحة الخاصة على العامة في حين أننا في مركب واحد وفيروس كرونا اثبت ذلك فلما جاء جاء ليتعرض لكل المواطنين في الدولة الواحدة ولكل الشعوب في كل دول العالم لم يميز بين الغني والفقير بين الأبيض والأسود واليهودي والمسلم والمسيحي وغير المتدين أصلا الكل امامه هدف للتكاثر و إقامة وحدة صناعية لفيروساته الصغيرة لتكبر في جسم الإنسان لتنتقل من جسم لآخر دون توقف ، وإن كان البعض يقول انه في نيويورك نسبة الأسبان والأفارقة الأمريكين الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة هم الأكثر عرضة نظرا لسوء التغذية وانعدام المناعة عند اغلبهم ، لكن هذا يبقى مجرد ملاحظة بعض الأطباء الذين يعملون في تلك الأحياء المهمشة من مدينة نيويورك. إذن من الآن، تفكيرنا وجب أن يتحول بنسبة 360 درجة لأن الزوايا التي كنا ننظر منها وبها ونفكر ونقدم على التخطيط صارت في زمن ما بعد كورونا لا تصلح لشيئ بقدر ما تبقى تدرس كأرشيف تثبت مدى ضيق وحدود عقلنا ومدى جهلنا وعمقه في تناول قضايا مستقبلية تهم حياتنا ومحيطنا الذي تعاملنا معه بكل تفريط ولامبالاة بحيث سممنا بصناعتنا الطبيعة وقضينا على الكثير من الكائنات الحية وصرنا نزحف على الحياة ونقتلها اينما كانت في عمق الأرض بالحفر في كل مكان والبناء بكل الطرق وباسرع وقت من أجل الربح ولا نعلم اننا نسرع من نهاية الحياة على امنا الأرض ،ساهمنا في خلق فيوس كورونا بجلنا له وبتكسير كل أسس الطبيعة الحية على الأرض فصرنا نتنتج الخضر غير بيولوجية أي نطعمها بالسماد الذي يقتل الحشرات والنمل وكل الكائنا من اجل ان نحصل على منتوج كثير لا مذاق فيه وربما لا فائدة ترجى منه. لذا من أراد العيش الصحي بعد زمن كورونا فليغير ما بنفسه من إنسان ما قبل زمن كرونا الى إنسان ما بعد كورونا .