خطواتك نحو الوزن المثالي: ظروف كثيرة تستفزك لتجعل منك إنسانا بدينا ومريضا. إن الزيادة في الوزن مشكلة كبيرة ومتشعبة لا تخص الأغنياء فقط، بل طالت جميع طبقات المجتمع، وأسبابها أضحت معروفة ومرتبطة بشكل وثيق بالتغيير الكبير في النظام الغذائي، الذي انحرف عن كل ما هو صحي وآمن وانجرف نحو المصنع والمعلب والجاهز، ومرتبطة أيضا بتغيير العادات الغذائية وتبني النمط غير الصحي الذي تبرز فيه المقالي والمعجنات، والحلويات والمشروبات الغازية، والشيبس، والبيتزا، والهمبرغر، والبانيني، والبطاطس المقلية مع المايونيز، والكيتشاب، والموتارد والوجبات السريعة المشبعة بالدهون والأملاح والسعرات الحرارية، في مقابل انخفاض قيمتها الغذائية، ناهيك عن التقدم الحضاري والعلمي، الذي زاد الطين بلة وأثر سلبا في العديد من المجالات على الإنسان، فتناقص نشاطه وعزف عن ممارسة الرياضة، بل وحوله إلى كائن خامل كسول عاجز حتى عن المشي لبضع مترات. لسوء حظك، ظروف كثيرة تضغط عليك بقوة وتحاول إجبارك على أن تكون بدينا، فأنت للأسف، بحكم طبيعة عملك، مجبر على الخروج في الصباح الباكر مهملا، لضيق وقتك، وجبة الفطور، مما يضطرك إلى إسكات جوعك ببعض البسكويت، أو الكرواصون، والقهوة السوداء، التي تساعدك على الاستيقاظ وتعديل مزاجك ومنحك القليل من الحيوية ومساعدتك على بدء يومك جيدا، لأنك حتما بعد وجبة العشاء الدسمة التي حاولت أن تعوض بها ما فاتك طيلة اليوم لم تنم جيدا. أما السوق الأسبوعي، الذي كنت تجد فيه كل ما لذ وطاب من الفواكه والخضر الطرية الموسمية، فصار لا يناسب مستواك الاجتماعي، وصبرك القليل وضيق وقتك، لا يسمح لك بالتجول بين مجموعة الباعة وسط الزحام وصيحاتهم المتعالية. لذلك فضلت التسوق في المتاجر الممتازة حيث الكل مرتب ومعلب ومجمد، وجميع ما تبثه لك القنوات التلفزية من إشهارات مغرية عن منتوجات جديدة لا تغدو كونها تجارة من "نوع زوق تبيع"، فتجد هناك القطاني بكل تأكيد صارت لا تدخل ضمن لائحة مشترياتك، كونك اكتفيت باللحم والدجاج ومشتقاتهما، واللوز والجوز والتمر والتين المجفف... غابت عن مائدتك وارتبطت فقط ببعض المناسبات… والآن، بعد إتمام تسوقك ودفع ثمن يفوق بكثير ما كنت ستدفعه في سلة صحية، عدت فرحا إلى بيتك لأنك استفدت من "البروموسيون" لمنتوجات نهاية صلاحيتها وشيكة، أو صار الإقبال عليها قليلا، لأنه ببساطة بعض الناس وعت وصارت تفهم ما يجب عليها أن تستهلكه وما ينبغي أن تحذفه من لائحة مشترياتها. فإن كنت مستعدا، عزيزي القارئ، لتغيير نظام عيشك نحو الأفضل، من أجل صحتك قبل وزنك، سوف نقدم لك كل يوم مقالا عن خطوة بسيطة نحو جسم رشيق.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية