نعلم جيدا أن علاقة كبيرة تربط النظام الغذائي بخطر التعرض لمختلف الأمراض السرطانية، وأن جميع الأغذية التي ذكرت في مقالاتي السابقة لها دور كبير في الوقاية منها. غير أنه لا يمكن اعتبار غذاء معين وحده بمثابة معجزة تقيك من مختلف الأمراض والمشاكل الصحية، بل هو نمط حياة كامل وجب تغييره، لذلك لابد من تجنب كل العادات السيئة التي من شأنها إلحاق الضرر بصحتنا والابتعاد عن العادات الأمريكية المستوردة كثيرة السكر والدهون، وتبني النمط الآسيوي الذي يشبه إلى حد كبير طريقة عيشنا التقليدية القديمة. والنظام الصحي الذي يقيك من الأمراض السرطانية، هو نظام يرتكز على المصادر الغنية بالمواد المضادة للسرطان، ولا يعتمد على نوع واحد من الأغذية أو نوعين، كون جميع المركبات المضادة للسرطان لا يمكن أن يوفرها غذاء واحد. كما أن لكل مركب وظائفه وأهميته وقوته. و يجب أن يكون هذا النظام يوميا، فلا يجدي نفعا استهلاك طبق شهري ضخم يضم مجموعة من الأغذية المضادة للسرطان، ثم أكل ما يحلو لك طيلة بقية أيام الشهر، تماما كمريض السكري الذي يعتقد أن جرعة أنسولين كبيرة قادرة على شفائه من المرض، غير أن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، فالحفاظ على نسبة سكر ثابتة في الدم يستوجب رجيما يوميا يبتعد فيه المريض عن السكريات، ويتابع علاجه حسب الجرعة التي حددها الطبيب. النظام الغذائي الواقي من الأمراض السرطانية هو إذن نظام يومي يبعدك عن المتاجر الفخمة والسوبرماركت والمعلب والمصبر والجاهز، ويقودك نحو السوق لتختار أجمل ألوان الخضر والفواكه وأطيب الأسماك، ثم يدخلك المطبخ لتبدع في تحضير أشهى أطباقك الصحية. وأثناء تسوقك، لا تنسى هذه المواد فهي أقوى ما يقيك من السرطان : الثوم، البصل، الخبيزة، السبانخ، القرنبيط، الكرنب، الصوجا، بذر الكتان، الطماطم، الجوز، الجزر، السمك، الكركم، العنب، الحمضيات، الشاي الأخضر، الأفوكا، الكرفس، البقدونس، الزنجبيل، الخس، النافع، الحبق، الأزير، الزعتر، العدس، الشعير، القمح الكامل، التفاح، الإجاص، المانغ… ولا ننسى الطهي بزيت الزيتون.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية [email protected]