استغنت قناة "الجزيرة" القطرية عن خدمات مراسلتها في المغرب إقبال إلهامي. وعلم موقع "لكم" من مصدر من القناة بالدوحة أن إدارة "الجزيرة" بعثت إلى مراسلتها بقرار الاستغناء عن خدماتها. وعزا نفس المصدر سبب هذا القرار إلى كون المراسلة رفضت الالتحاق مؤخرا بدول أجنبية اقترحتها عليها القناة في إطار سياسة إعادة انتشار مراسليها وعلى خلفية إقدام السلطات المغربية إغلاق مكتب القناة بالرباط. وفي اتصال مع موقع "لكم"، نفت إلهامي صحة أن تكون القناة القطرية قد تخلت عنها، أو أن تكون قد توصلت بأي قرار من هذا القبيل، وأكدت أنها في تفاوض مع إدارة القناة بخصوص مكان عملها بعد أن أغلق مكتب الرباط، مضيفة أنه تم تقديم عدة اقتراحات لها من قبل القناة للعمل في أكثر من بلد في العالم بما في ذلك مديرة لمكتب القناة باليونان، إلا أنها ما زالت لم تحسم امرها. وتعد إقبال إلهامي من أول المراسلين الذين التحقوا بالقناة القطرية من المغرب، بعدما كانت تشتغل بالإذاعة الرسمية المغربية. وقبل إقبال السلطات المغربية على قرار إغلاق مكتب "الجزيرة" بالرباط، قامت مديرية الاتصال بوزارة الاتصال بسحب رخص جميع الصحفيين المغاربة العاملين بمكتب القناة بالرباط، باستثناء إقبال إلهامي التي لم تسحب منها بطاقة الاعتماد الصحفي التي تمنحها السلطات المغربية للمراسلين الأجانب ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية. ودفع هذا القرار القناة القطرية إلى إعادة توزيع انتشار مراسليها المعتمدين في المغرب حيث تم إرسال أنس بنصالح إلى لبنان قبل أن يتم إيفاده إلى تونس للمشاركة في التغطية الواسعة التي قامت بها "الجزيرة" ل "ثورة الياسمين". أما زميله محمد البقالي فقد أرسل إلى جنوب السودان لمواكبة تغطية استفتاء جنوب السودان، وتم الاحتفاظ بعبد الحق السحاسح في الرباط رغم أن السلطات المغربية رفضت تجديد بطاقة اعتماده الصحفي. من جهة أخرى علم موقع "لكم" من مصادر مطلعة من داخل القناة القطرية، أن إدارة هذه القناة أصبحت تفكر في فتح أكبر مكتب جهوي لها بمنطقة المغرب العربي في تونس. وكان الوزير الأول في الحكومة المؤقتة التونسية، محمد الغنوشي، قد تعهد لقناة "الجزيرة" على الهواء مباشرة في أول لقاء له مع قناة فضائية أجنبية، عقب الإطاحة بنظام بن علي، بمنح القناة القطرية الترخيص لفتح مكتب لها في العاصمة التونسية. يذكر أن النظام التونسي السابق لم يسمح قط لوجود مراسلين لهذه القناة المزعجة للأنظمة العربية بتونس. وحسب مصادر مغربية مطلعة، فإن قرار السلطات المغربية إغلاق مكتب "الجزيرة" بالرباط جاء بإيعاز من النظام التونسي السابق الذي كان ينزعج من تغطية القناة للأحداث في تونس انطلاقا من المغرب. وأسرت المصادر ذاتها إلى "لكم" أن السلطات التونسية في العهد السابق ابتزت نظيرتها المغربية بإغلاق مكتب القناة القطرية بالرباط، و إلا فإن تونس ستعيد مراجعة موقفها من النزاع في الصحراء. يذكر أن قناة "الجزيرة" أرسلت طاقما ضخما يتكون من أكثر من 40 صحفي وفني معززين بأكثر من 1.4 طن من المعدات التقنية لتغطية "ثورة الياسمين"، ولبث نشرات المغرب العربي من قلب تونس العاصمة.