بعدما أغلقت المقاهي والمطاعم، تحدى البقال (مول الحانوت كما يكنى لدى عامة المغاربة)، في كل حي من مدن وقرى وأرياف المغرب لوحده، “الوباء” من أجل تلبية رضى آلاف الزبائن كل لحطة وساعة ويوم، في مثل هاته الظروف الحرجة والاستثنائية التي تجتاح المغرب. عمر، وهو بقال بالتقسيط في حي الوداديات بمدينة أكادير، يشرح لموقع “لكم” كيف أنه بقي وحيدا في حيه بعدما أغلقت عدد من المقاهي والمطاعم بجواره يلبي في كل حين طلبات زبائنه التي لا تتوقف من أجل توفير كل شروط “التأمين الغذائي للمواطن”.
وزاد موضحا: نواجه ضغطا كبيرا اليوم، فنحن بين اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية واحترازية في مواجهة وباء “كرونا”، وبين تلبية رغبات وطلبات الزبائن التي لا تتوقف، وبين البحث عن ممونين من أجل توفير كل ما يلزم من مواد غذائية للزبون. ومضى قائلا: البعض يتهم البقال بأنه يسعى للربح في مثل هاته الظروف، غير أن العكس هو ما حصل، الأثمنة ما تزال على حالها، على الرغم من أننا نعيش ضغطا كبيرا جراء ظروف المغرب اليوم. وعن ذلك، كتب الناشط المدني سعيد رحم: في هذه الظروف الاستثنائية نكتشف مجددا رقي المغاربة ونبل بعض المهن وروح المواطنة التي هي أكبر من منطق الربح والخسارة ..مقام الاعتراف يجعل محلات البقالة وتجار التقسيط في الأحياء هم الواجهة الأولى الآن للاشتباك مع “كورونا”. واعتبر الناشط المدني أن البقال اليوم في واجهة خلق شروط الطمأنينة ووقف الهلع الجماعي، ففي كل دروب المدينة محلات تجارية لحد الآن تقوم غالبيتها بدورها بكل مسؤولية وبعيدا عن المضاربات والجشع..محلات البقالة تتصرف بنفس الإيقاع المعتاد مع زبنائها في أحياء المدينة .. من اعتاد الكريدي الى آخر الشهر فلا استثناء الآن، ولا زيادة على الأثمنة العادية المألوفة. وشدد على أن البقال “ليس مجرد محل تجاري ومعاملات مالية، بل يقوم بأدوار اجتماعية واقتصادية تغطي فراغات كثيرة تعجز الدولة عن تغطيتها ..لنتذكر البقال الصغير بعد هذه المحنة، ولنفكر في مول الحانوت ووضعه الاعتباري، وهو يقوم بدور اجتماعي تضامني لا تقوم به المحلات الكبرى .. تلك الاسواق الكبرى التي لا تعترف بعلاقات اجتماعية مع سكان الحي ولا بالمخاطرة. وخلص الناشط المدني إلى أن “مول الحانوت وحده يغامر بدون أدنى اعتراف من الدولة ولا امتياز ضريبي ولا حماية اجتماعية… مقام الاعتراف يفرض تحية أول من نجح في عملية الاشتباك الأولى مع كورونا “.