انتقدت جماعة "العدل والاحسان" محاضرة أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي ألقاها أمام الملك في إطار "الدروس الرمضانية" التي يرأسها الملك، ووصفت الجماعة المحاضرة بأنها نوع من "اللعب بالدين والاستخفاف بعقول الناس"، الذي يصل إلى "مستوى من الانحطاط والافتراء". وقالت الجماعة إن ما قاله الوزير عن البيعة "افتراء واضح على شرع الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتوظيف لنصوص الشرع والسنة الشريفة من أجل تبرير طقوس مخزنية مغرقة في التخلف والإهانة للكرامة الآدمية". وجاء في افتتاحية على موقع الجماعة أن التوفيق "خانه التوفيق عندما يشبه الطقوس المذلة والمهينة للكرامة البشرية التي يشهدها (حفل الولاء) ببيعة الرضوان التي بايع خلالها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة في العام الذي خرج فيه إلى الحديبية في 1400 رجل وامرأة". وأوردت الافتتاحية حديثا نبويا يصف من بيايعه يوم الحديبية بقوله لهم "أنتم خير أهل الأرض"، وقوله: "لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار" . وتساءلت الجماعة "ماذا يريد أن يقول لنا الوزير بربطه الحفل ببيعة الرضوان المباركة وما عرفته وما ترتب عنها؟ هل من حضر (حفله) يعد (خير أهل الأرض) وممن (لهم فتح مبين)؟". وزادت الجماعة متسائلة: "هل يصح القياس مع وجود الفارق؟ أليست هذه قمة الاستهتار بالدين، وبمشاهده التاريخية العظيمة التي حضرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر الوحي بفضلها وفضل من حضرها، والتي وقعت ضمن نظام شوري وحر غير مكره للناس على شيء؟ فأين هذا من منطق الأنظمة الاستبدادية الملغية لإرادة الأمة ولحقها في الشورى الحقيقية وفي حريتها في اختيار من يحكمها ومحاسبته، وفي حقها في العدل وفي العيش الكريم وفي حفظ هوية الأمة؟" وتهكم صاحب الافتتاحية على قول الوزير بأن "إمارة المؤمنين خلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم" وإن المَلِكَ "وهو ممتط صهوة فرسه وفوق رأسه مظلة تشبه الشجرة التي وقعت تحتها المبايعة للرسول صلى الله عليه وسلم"، وأضاف "إن ما قاله يعد بمثابة فتوى تقضي ترحيل سكان العالم الإسلامي "وحكامهم" إلى المغرب ليشهدوا ما يؤصل له الوزير". وختم بالتساؤل "هل ركع الناس، أثناء بيعة الرضوان المباركة، لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو سجدوا له؟ كلا".