اعتبر الأستاذ محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، كلام جماعة العدل والإحسان والذي جاء ردا على الدرس الافتتاحي للدروس الحسنية والذي ألقاه وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد توفيق بأنه كلام «لا يعتبر». وأضاف بن يسف في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي»هؤلاء أناس خارج إجماع أمتهم وبلدهم». وأكد العلامة المغربي أنه عندما يكون النقاش علميا يُرحَّب به من طرف العلماء المتخصصين، أما عندما يناقش الإنسان بخلفية هدفها التشكيك والاتهام، فهنا لا قيمة للنقاش. وأوضح العلامة المغربي أن مجال البحث يكون في ما يقوي وحدة الأمة ويضمن صلابتها وتماسكها، ونحن نحتاج اليوم الى الوحدة والتضامن. وأضاف أمين المجلس العلمي «ما قرأته وما سمعته، في إشارة إلى مواقف العدل والإحسان التي عممتها عبر موقعها الإلكتروني وعبر بعض وسائل الإعلام، لا يستحق أن يناقش وهؤلاء يستهدفون الإمامة والحقيقة أن أهل المغرب تشبثوا بهذه البيعة على مدى أزيد من 12 قرنا الى اليوم. وتظهر البيعة في صور كثيرة وصيغ متنوعة وكل طعن في هذا من شأنه أن يمس وحدة الأمة». وشدد بن يسف بالقول «المؤمنون بوطنهم لا يأتون مثل هذا السجال وهذا النقاش الذي لا يرقى للمستوى. فالعلماء المتخصصون هم الذين يتحدثون في الأسرار الحقيقية للتشريع الرباني وإظهار مزايا شرع الله». وأوضح يسف بأن البيعة منصوص عليها شرعا ومارسها المسلمون أثناء حياة الرسول (ص) وبعده مع الخلفاء الراشدين وظلت مستمرة الى اليوم. وشدد مخاطبنا على أن المغرب بلد محافظ ومجدد في نفس الآن ومن جملة ما حافظ عليه إمارة المؤمنين عبر البيعة الشرعية والتي عرفها المغاربة منذ مبايعة مولاي إدريس الى اليوم. واعتبر الأستاذ بن يسف أن البيعة لا تقتصر على البيعة الرسمية التي يحضرها ممثلو الأمة والأحزاب ومختلف رجالات الدولة في الجهات والأقاليم، بل هي بيعة تتجدد في كل أسبوع. فخطب الجمعة هي تجديد للبيعة عندما يدعو الفقيه مع إمارة المؤمنين وتقوم الناس بعده مؤمِّنة، وتجدد بكل الصيغ التي تضمن التلاحم والترابط. وأكد أمين عام المجلس الأعلى، والذي يرأسه الملك ويعتبر المرجعية الدينية في المغرب، بأن المغاربة متمسكون بإمارتهم ولا حاجة لهم بمثل هذه الخرجات لأنها تؤثر على وحدة الأمة، مؤكدا أن «أمتنا اليوم محتاجة الى من يجمع شملها لا من يمزق تماسكها ويمس بوحدة صفها، وهي إشارات واضحة الى جماعة العدل والإحسان وعدد آخر من الذين تحدثوا في موضوع إمارة المؤمنين والبيعة الشرعية كما هو حال الفقيه الريسوني الرئيس السابق للجناح الدعوي لحزب بن كيران الذي قال في حوارات صحفية وبشكل تهكمي إنه قرأ حوار التوفيق، و«أول ما استرعى انتباهي هو ذلك التصوير، حيث المظلة هي الشجرة وركوب الفرس يشبه واقعة تاريخية معينة وهذه البيعة هي أخت تلك... لو أن رساما كاريكاتوريا رسم هذه اللوحة الخيالية، فربما انتهى به المطاف في السجن. ودخلت جماعة عبد السلام ياسين المحظورة على الخط في ما يخص قضية البيعة إذ هاجمت محاضرة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق التي ألقاها في افتتاح الدروس الرمضانية أمام جلالة الملك، متهمة إياه بالافتراء على القرآن والسنة في تأويله للبيعة، وصنفته ضمن العلماء المتملقين. تحت عنوان «ولنا كلمة» وزر من وزير، نشرت جماعة العدل والإحسان في موقعها الإلكتروني، تتهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأنه يتلاعب بالدين الإسلامي في تعاطيه مع البيعة وجاء فيه : «»لم يكن المرء يتصور أن يصل اللعب بالدين والاستخفاف بعقول الناس الى هذا المستوى من الانحطاط والافتراء عندما يشبه وزير خانه التوفيق الطقوس المذلة والمهينة للكرامة البشرية التي يشهدها »حفل الولاء بيعة الرضوان التي بايع خلالها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة في العام الذي خرج فيه الى الحديبية». وأثار بيان الجماعة أطروحة الوزير من حيث البيعة وكذلك الركوع الذي لا يوجد في الإسلام. ويتضمن بيان العدل والإحسان نقدا قاسيا تجاه الوزير الذي يمثل الهيئة الدينية الرسمية للبلاد، مضيفا : »»إن ما قاله الوزير افتراء واضح على شرع الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن ما قاله الوزير توظيف لنصوص الشرع والسنة الشريفة من أجل تبرير طقوس مخزنية مغرقة في التخلف والإهانة للكرامة الآدمية». ولم يصدر أي موقف من طرف الوزير أحمد التوفيق من الهجوم الذي تعرض له.