ندوة دولة إمارة المؤمنين ورابطة البيعة الشرعية: الأصالة والامتداد .:: أيام : 15/16/17 أبريل 2011 بمدينة العيون ::.. الديباجة يعتبر نظام البيعة مقدمة لتأسيس الدولة الإسلامية وانتخاب أمير للمؤمنين، وقد ثبت تاريخيا أن بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل الأنصار سبقت تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينةالمنورة ببضع سنين. كما أن معظم الخلفاء، لم يتمكنوا من الإسهام العملي في إرساء قواعد الدولة الإسلامية والإعلاء من شأنها إلا بعد أن تسلموا مقاليد السلطة بالبيعة الشرعية العامة للأمة،و تقلد الإمارة. وفي ظل الإسلام أيضا برزت الدولة المغربية، وفي إطاره تكونت المملكة المغربية، مستمدة صلاحيتها من شريعة الله، مبنية في الأساس على البيعة الشرعية في هالتها الدينية لإمارة المؤمنين. ويمثل تاريخ المغرب، سلسلة متوالية الحلقات في موضوع البيعة والخلافة وإمارة المؤمنين، منذ أن قال المولى إدريس عند مبايعته، والدولة المغربية الإسلامية ترى النور:" أيها الناس، إنا قد ولينا هذا الأمر الذي يضاعف فيه للمحسن الأجر وللمسيء الوزر، ونحن والحمد لله على قصد، فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإن الذي تطلبونه من الحق فإنما تجدونه عندنا....." ثم بعد قرون طويلة مديدة عديدة ينطق صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني –طيب الله ثراه- في خطاب لجلالته بمدينة إيفران بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء بتاريخ 6نونبر 1981، فيقول :" المغاربة يبايعون ملكهم منذ التاريخ القديم، منذ المولى إدريس على الكيفية الإسلامية المشروعة المعترف بها والمعروفة من أيام النبي صلى الله عليه وسلم، يبايعون ملكهم بيعة الرضوان، ولكن مقابل تلك البيعة، الملك كذلك يبايع في شكله المغاربة، وذلك حينما يتعهد بضمان حقوقهم، وأول حق عند المغاربة هو الاستمرار في مغربيتهم " ومن درره الغالية التي جاءت في خطبته أيضا قوله :" إن البيعة أخذ وعطاء والتزام متبادل يعبر عن تعلق القاعدة بالقمة، وتعلق القمة بالقاعدة على حد سواء......" وتحكي كتب التاريخ أنه منذ تولى المولى إدريس سنة 788م تميز مفهوم الدولة في المغرب بمظهر آخر، انمحت فيه الفوارق السلالية التي نبذها الإسلام، والتي لم يستطع رجال الدولة في المشرق تجاوزها، سواء في عهد بني أمية أو في عهد العباسيين، أما في المغرب فإن صيغة البيعة للمولى إدريس –رضي الله عنه- حتمت أن لا تجد الثغرة السلالية أي طريق إلى نظام الدولة الجديدة، فالرعية لم تستخدم كثرتها لتفرض على الحاكم غير حكم الله، والحاكم لم يخرج عن مصالح الرعية وفق مبادئ الإسلام ونصوصه، وهكذا امتزجت التطلعات بالمعتقد، وانتفى الشعور بأي تمييز أو احتكار أو تحكم، وقد استمر هذا الوضع إلى قيام الدولة العلوية الشريفة، وتتابعت الأيام وتعاقب الملوك العلويين قدس الله أرواحهم على العرش، تمدهم البيعة بشرعية العمل، على قطع دابر الظلام، وتمنحهم قوة ربانية تمكنهم من الحفاظ على وحدة البلاد وتبعث في المسلم راحة النفس المؤمنة التي ستموت وفي عنقها بيعة اجتمعت فيها شروط النسب الهاشمي، والكفاءة العقلية والبدنية، والاختيار والطواعية. وقد كانت البيعة في عصرنا الحاضر من أهم الوسائل الشرعية للمملكة المغربية لإثبات سيادته القانونية وسيادته المعنوية على أقاليمه الصحراوية الجنوبية العزيزة أمام سمع العالم كله ونظره. ونظرا لأهمية الموضوع ،و دوره في الحفاظ على الحقوق والواجبات المتبادلة بين الراعي والرعية والحفاظ على تماسك أفراد الأمة الواحدة، وأمام ما تشهده الساحة الصحراوية، من العودة لمجموعات متتالية لأبناء أمتنا الصحراوية من مخيمات تندوف، وانضمامهم إلى وطنهم الأم طائعين راضين مختارين، وهو بمثابة تجديد العهد وربط الصلة بملك البلاد، والدخول تحت الراية المغربية، لجمع الشمل وصلة الرحم مع إخوانهم المغاربة، وزيادة في توضيح العلاقة بين الحكم الذاتي المقترح للأقاليم الجنوبية، وعلاقته بنظام البيعة الشرعية، قررت مجموعة البحث في التراث المالكي بالغرب الإسلامي، وموقع رواق المذهب المالكي وجمعية فاس سايس، بالتنسيق مع فرع الجمعية بمدينة العيون، تنظيم ندوة في موضوع : دولة إمارة المؤمنين ورابطة البيعة الشرعية، الأصالة والامتداد أيام :15/16/17أبريل 2011 لمدارسة موضوع نظام البيعة الشرعية عموما، وتاريخها بالغرب الإسلامي والمغربي خصوصا، وأبعادها الإستراتيجية في نظام الدولة، وصلتها بنظام الحكم الذاتي، وذلك من خلال المحاور التالية: 1-نظام البيعة وإمارة المؤمنين في الشرع والقانون. 2-الجذور التاريخية لنظام البيعة بالمملكة المغربية . 3-خصوصيات عقد البيعة المغربية : قراءة في نماذج وثائقية لبيعات جهات متعددة بالغرب الإسلامي. 4-نظام البيعة والحكم الذاتي.